الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 10:24 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

عزت جبر يكتب: اسأل نفسك لماذا تعارض؟

عزت جبر
عزت جبر

لم أكن فى يوم من الأيام مؤيدا للثورات الشعبية أو المظاهرات ولن أكون، ولا مؤمن بأن العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الإجتماعية التى يطالب بها الجميع سواء كان مؤيد ومعارض ستتحقق من هذه الثورات على الإطلاق، ولكن الثورة الوحيدة التى أؤمن بها هى الثورة الصناعية فقط، وهذه هى قناعتى وعقيدتى وإدراكى وقراءتى للمشهد العام، من المؤكد سيختلف معى الكثر ويتفق معى الكثير أيضا، فلكل منا قناعاته ولكن قناعتى تكمن فى أن الدول المتقدمة ما نهضت بشعوبها إلى التقدم والنماء والازدهار بسبب الثورات والمظاهرات الشعبية.

وما يؤكد على صدق كلامى، فإنه قديما وعلى المستوى المصرى لم نسمع عن تاريخ مصر قبل الميلاد أنه قد شهد مظاهرات أو ثورات شعبية، قد قامت فى عصور ما قبل الميلاد، وكان من نتائج استقرارهم أنهم بنوا حضارة مازالت حديث العالم بأثرة حتى الآن، ورغم كل هذا التقدم وعصر التكنولوجيا الذى نعيشة حاليا، إلا أن حضارة مصر القديمة مازالت تحمل أسرارها التى عجز العالم المتقدم عن اكتشافها حتى الآن.

وإذا تطرقت إلى بعض النمازج فى الدول المتقدمة فإننى أتطرق لليابان الذى ما سمعنا عن شعبها أنه بنى اقتصاده على الثورات الشعبية، وإنما قام بثورة صناعية حقيقية فتقدمت اليابان فى الصناعة حتى أصبح أصغر صناعها بمثابة أكبر خبير فى الدول النامية.

الولايات المتحدة الأمريكية ما احتلت الأرض والفضاء إلا بسبب تقدمها العلمى النابع من الجهد والعمل وليس من الثورات المزعومة.

هذه مجرد أمثلة وليس حصر وغيرهم الكثير والكثير، وحتى دولنا العربية فالدول الأكثر استقرارا فى أوضاعها الداخلية هى الأعلى اقتصادا، ولم نرى فى يوم من الأيام أن شعوب تلك الدول ثارت على حكامها.

وإذا ثاروا فلن يجنوا إلا الخراب والدمار، ومن المؤكد هم ليسوا فى حاجة لمثل ذلك.

وعلى المستوى الشخصى فقد أيقنت تمام اليقين أنه لابد وأن أكون مؤيدا للنظام الحاكم فقد عاصرت جزء من فترة حكم الزعيم الراحل محمد أنور السادات رحمة الله عليه وكان وقتها ممنوع زبح المواشى وكنا محرومين من أكل اللحوم وقتها، وأيضا السكر كان نادر الوجود وأتذكر أننا كنا نحلى الشاى بالكراملة وهى نوع من أنواع الحلوى ولعل الذين شهدوا على ذلك هم أصدق منى قولا وسردا، وأكاد أجزم أن الحياه وقتها قد توقفت تماما حتى الأفراح لم تكن تقيم فى هذا الوقت تضامنا مع الحرب الدائرة بين مصر وإسرائيل.

وقد عاصرت فترة حكم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك الذى شهدت فترة حكمة نهضة عمرانية واقتصادية جعلت مصر تضع أقدامها على الطريق الصحيح.

وعندما تولى دفة البلاد الرئيس عبد الفتاح السيسى فلابد أن أكون مؤيدا له ليس لضعف أو خوف أو تطبيل أو تعريض كما يدعى البعض، فإن صوتى لن يسمعه من الأساس وحتى إن سمعه فلن يكون ذات تأثير فإنه لن يقدم أو يؤخر من الأمر شئ، ولكنى لأنى مؤمن بنعمة الاستقرار، الذى كان من أبرز نتائجها أن حجم المشاريع القومية الذى تم فى عهده لم يشهدها تاريخ مصر الحديث، إذا ما انتهت الدولة منها فإنها حتما ستعود على الشعب بالفائدة المرجوة.

ومع ذلك ورغم ما نمر به الآن من قسوة الحياة وغلاء الأسعار إلا أننى على يقين تام أنها مجرد فترة مؤقتة وستذول بعد أن تكتمل مشاريعنا الزراعية والصناعية والتجارية، عندها سنجنى جميعا ثمرة صبرنا، ولا أنكر أن الكثير منا يعانى ولكن رغم معاناتنا فنحن لم نشهد يوم من أيام حرب 6 أكتوبر 1973 المجيدة الذى لم نجد فيه كاس شاى لعدم وجود سكر أو نتذوق طعم قطع صغيرة من اللحوم الحمراء أو يستطيع القادر منا تزويج ابنه أو ابنته ومع ذلك التف الجميع حول القائد حتى حمل الجميع راية النصر واستعدنا كرامتنا من عدو مغتصب.

والآن دعونى أتساءل لماذا نثور؟ ليس مطلوب منك الإجابة على هذا السؤال، ولكن راجع نفسك أنت وراجع ذكرياتك.

ستجد نفسك حتما أنك كنت أحد المنتفعين فى عهد الأنظمة السابقة قد يكون نفعك هذا متمثل فى بيع أراضى الدولة وهى ليست ملك لك، أو لربما قد حملت فى وجه أخيك السلاح وعندما استعاد الأمن عافيته أحال دون ذلك، أو ربما تكون ممن عليه أحكام قضائية أو مدين فى أحد القضايا وتتخيل نفسك أنك ستفلت من العقاب إذا سقط النظام، أو ربما تكون تاجرت فى الممنوعات وقد حرمها الله وعاقب فاعلها القانون فبارت تجارتك، أو ربما تكون من رواد المقاهى وعاطل عن العمل وتجاهلت إمكانياتك البشرية الذى خلقها الله لك من أجل أن تعمل وتجنى ثمرات عملك، أو ربما تكون ممن تواكلوا على الدولة فى المأكل والمشرب والملبس، أو ربما تكون ممن يعانون من غلاء المعيشة خلال تلك الفترة حينها أقول لك إن كان التأييد للأنظمة الحاكمة فيها تطبيل أو تعريض فأهلا بهذا التطبيل طالما هذا سيعيدك إلى رشدك أو يجعلك تندم فى يوم من الأيام على تقصيرك فى حق نفسك وفى حق بلدك، أما إن كنت غير ذلك فأصبر فما خلق الله العسر إلا من أجل أن نتذوق طعم اليسر "فإن بعد العسر يسر، أن بعد العسر يسر".