الطريق
الخميس 2 مايو 2024 01:12 صـ 22 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد واقعة ضرب الأطفال في الحضانة.. استشاري نفسي تحذر من كارثة صحية تلحق بالصغار

 أثار الضرب  على نفسية الطفل_ المصدر ياندكس
أثار الضرب على نفسية الطفل_ المصدر ياندكس

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بواقعة التعدي بالضرب على الأطفال في حضانة بمحافظة الإسكندرية، مسببة حالة من الغضب الشديد، لما تعرض له هؤلاء الأطفال من أعمال عنف.

وترجع القصة، عندما اكتشف مجموعة من أولياء الأمور ما يتعرض له أطفالهم من عنف في الحضانة، إذ تقول إحدى الأمهات إنها لاحظت آثار كدمات على جسد ابنتها، وعندما سألتها انفجرت في البكاء، لافتة إلى أن ابنتها كانت تستيقظ من النوم في الليل تصرخ، ومصابة بحالة تشنج وخوف شديدين حتى جرى تسريب التسجيل الصوتي لما تقوم به مديرة الحضانة من ضرب وسب وترهيب للأطفال.

و بشأن ذلك، قالت الدكتورة نوال عبد العاصي، خبيرة الصحة النفسية، مرفوض تماما استخدام الضرب في تربية الأطفال، لما له من آثار كارثية على نفسية الطفل، لا يمكن علاجها بسهولة في المستقبل فتؤثر في شخصية الطفل وتصيبه بأمراض نفسية عديدة تضر بالمجتمع فيما بعد.

آثار الضرب على نفسية الأطفال

وأوضحت في تصريح خاص لموقع الطريق، قائلة: «من أبشع الأمراض التي يسببها الضرب أو العنف الذي يتلقاه الأطفال في سن صغيرة، فقدانه للثقة بالنفس وعدم شعوره بالأمان مطلقا،حتى وسط عائلته، وبالتالي ينتج عنه تكون شخصية ضعيفة لا تقوى على حماية نفسها ولا على إدارة حياتها، مشيرة إلى أن فقدان الأمان أيضا يعرض الأطفال للابتزاز الجنسي، نتيجة بحثهم المستمر عن مصدر للأمان وهذا ينتج عنه اضطرابات الشخصية الحدية فيما بعد ومشكلات العلاقات الاعتمادية والتعلق المرضي، وغيرها».

وأشارت خبيرة الصحة النفسية إلى أن الضرب يسبب أيضا ما يعرف بظاهرة الإرهاب النفسي، وفيها يبدأ الأطفال في ممارسة الإرهاب النفسي على نفسه بإزائها وعلى الآخرين أيضا بأن يعتمد سلوكيات عصبية وعنيفة أيضا في التعامل مع الآخرين ويصبح شخص عدواني.

وتابعت: "لا ننسى أن الضرب أيضا يزيد من شعور الطفل بالقلق والتوتر الدائمين، وقد يلجأ الطفل إلى الكذب خوفا من العقاب، مسببا لهم اضطرابات نفسية شديدة".

ونصحت الطبيبة النفسية البعد نهائيا عن خلق مسببات الألم عند الطفل، والبحث عن بدائل أخرى أكثر فعالية كاستخدام أسلوب الحرمان الذي يتضمن حرمان الطفل من شيء مفضل لديه ليدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه وكي لا يقوم به مرة أخرى، مشيرة إلى أن الأطفال أذكياء ويفهمون ويستشعرون جيدا الآخرين ولا ينسون أبدا الإيذاء الذي تعرضوا له طوال حياتهم.

اقرأ أيضا: «واقعة تعذيب الأطفال».. حزمة عقوبات قانونية تلاحق مسؤولي حضانة الإسكندرية