الطريق
الأربعاء 24 أبريل 2024 06:21 مـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الإعلام والوعي بقضايا التغييرات المناخية

من أهم المخاطر التي تهدد حياة الإنسان، تلك المخاطر الناتجة عن محاولاته لتحقيق طموحاته المتزايدة التي تظهر في تفاعلاته اليومية مع الحياة، وتزايدت تلك المخاطر في الآونة الأخيرة نتيجة للتقدم الهائل الذي أحدثته الثورة الصناعية وتصرفات الإنسان الخاطئة ونقص وعيه بما يحدثه من مخاطر بيئية تهدد المجتمع ككل، ويظل الإنسان في صراع دائم معها وتجعله يعيش في بيئة غير آمنة.

وتشير النتائج العلمية إلى أن التغيرات المناخية لها تأثير كبير على كوكبنا، وقد خلصت تلك النتائج إلى زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون والميثان وثاني أكسيد النيتروجين في الغلاف الجوي، والتي بلغت مستويات غير مسبوقة، حيث ارتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الأنشطة البشرية بمعدل 40 % منذ فترة ما قبل الثورة الصناعية، وتحديدا قبل عام 1750، وبأكثر من 20% منذ عام 1958 وامتصت المحيطات ما يقرب من 30% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إزالة الغابات وتعد الأسباب الرئيسية لتلك النسب المتزايدة من زيادة نسبة الغازات التي باتت تؤثر تأثيرًا كبيرًا بشكل أو بأخر على كوكب الأرض في حرق الوقود الأحفوري - الفحم والنفط والغاز - هو إلى حد بعيد أكبر مساهم في تغير المناخ العالمي، إذ يمثل أكثر من 75% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية وحوالي 90 % من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. نظرًا لتواجدها في الغلاف الجوي للأرض، فإن انبعاثات غازات الدفيئة تحبس حرارة الشمس.

وهذا يؤدي إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ. ترتفع درجة حرارة العالم حاليا بشكل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ المسجل. وبمرور الوقت، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تَغيُّرات في أنماط الطقس واضطرابات في توازن الطبيعة المعتاد. وهو ما يشكل مخاطر عديدة على البشر وجميع أشكال الحياة الأخرى على الأرض.

وفي ظل الاهتمام العالمي بقضايا التغيرات المناخية وتصدر تلك القضية محور الفاعليات الدولية وكذلك الاجندات العالمية لما تمثله من تحد واضح للجميع دول استثناء، في محاولة للحيلولة دون تفاقم والحد من تأثيراتها المتزايد.

وهناك إشكاليات لا بد من الإشارة إليها فى إطار التوعية بأهمية التغيرات المناخية:

التوعية بقضايا التغييرات المناخية وما يرتبط بها من تداعيات

أولاً: على الصعيد الإعلامي

دور الاعلام في التوعية بقضايا التغييرات المناخية والتنمية المستدامة

يحتل الاتصال والمعلومات والمعرفة مكانة محورية في تقدم البشر وفي مناحي حياتهم وأسباب رفاهم. وتكنولوجيا المعلومات والاتصال، التقليدية منها والحديثة، تتيح للناس، في كل أنحاء العالم إمكانيات جديدة وفرصا للارتقاء في سلم التنمية. غير أف الكثير من الشعوب والأمم لاسيما الأكثر فقرا، لا تتاح لها بصورة حقيقية ومنصفة إمكانية إنتاج المعلومات ونشرها واستخدامها، الأمر الذي يحرمها من الكثير من فرص التنمية الحديثة.

وتكمن مسئولية الإعلام تجاه عملية التنمية المستدامة هي تزويد المجتمع بأكبر قدر من الحقائق والمعلومات الدقيقة التي يمكن للمعنيين بالتنمية التحقق من صحتها والتأكد من دقتها والتثبت من مصدرها، وبقدر ما في الإعلام من حقائق ومعلومات دقيقة، بقدر تحقيق أهداف التنمية، ويركز الكثير من العلماء المهتمين بدور الاعلام في التنمية وقضايا المناخ.

ثانيًا: سطحية المعالجة الإعلامية للظاهرة

وتبرز هذه الإشكالية في أن المعالجات الإعلامية لظاهرة التغير المناخي في أغلب وسائل الاعلام، يسيطر عليها الطابع الإخباري، دون الاهتمام بعمل تغطيات موسعة ومعمقة يسيطر عليها الطابع التحليلي والتفسيري الذي يسلط الضوء على مختلف أسباب الظاهرة، ويناقش تداعياتها ومخاطرها المتعددة، على نحو يحقق الفهم الكامل للمواطن، ويزيد من وعيه.

ثالثًا: عدم وعي الإعلاميين بالظاهرة

أشارت أغلب الدراسات إلى أن هذه الإشكالية تعني بعدم الفهم الجيد من قبل الإعلاميين لظاهرة التغير المناخي، ومحدودية وعي بعض الإعلاميين بأغلب المصطلحات المرتبطة بتلك الظاهرة، وأبعادها وتداعياتها، ومخاطرها.

رابعًا: تهميش التخصص البيئي

ويتضح هذا التهميش في عدم تخصيص قسم بعينه منوطا بتغطية الشئون البيئية، إلا في القليل منها، أو وجود هذا القسم ضمن فئة الصفحات المتخصصة بالجريدة، ليكون هناك صحفي واحد داخل المؤسسة منوطًا بتغطية شئون البيئة، ولا تقتصر ملامح التهميش على فكرة وجود قسم منوط بالصحافة البيئية من عدمه، وإنما يمتد الأمر للنظرة غير الموضوعية للصحفيين والإعلاميين العاملين بهذه الأقسام رغم أهمية دور هؤلاء خاصة في ظل الاهتمام الدولي المتزايد بقضايا البيئة.

خلاصة القول، أن تفعيل دور الإعلام في تكوين الوعي الجيد لدي الجمهور بظاهرة التغير المناخي وتأثيراتها المختلفة، أمر قد يسهم في ترشيد سلوك المواطنين على نحو يحد من الممارسات السلبية التي تزيد من مضاعفة تلك الظواهر وأضرارها.

موضوعات متعلقة