الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 11:04 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

سامية جمال.. أحبت فريد الأطرش وتزوجت رشدي أباظة وماتت بالأنيميا

سامية جمال
سامية جمال

أبرز راقصات جيلها، صنعت علامة فارقة في مسيرة الرقص الشرقي ومزجت بينه وبين الرقص الغربي، رقصت أمام الملك فاروق وتصدرت صورها أغلفة المجلات، برعت في الرقص والتمثيل ووقفت أمام العمالقة، أحبت فريد الأطرش وتزوجت رشدي أباظة، هي فراشة السينما المصرية و"عفريتة هانم" سامية جمال.

ولدت سامية جمال في 5 مارس 1924بإحدى قرى مدينة بني سويف، اسمها الحقيقي زينب خليل إبراهيم محفوظ، عاشت في كنف أسرة بسيطة لأب قرر النزوح بعائلته إلي القاهرة سعيا خلف الرزق واستقر في حي الأزهر، توفيت والدتها وعمرها 8 سنوات وبعد وفاته عانت من قسوة معاملة زوجة والدها، ذهبت للعيش مع شقيقتها وزوجها لتجد نفس المعاناة والقسوة في انتظارها.


بدأت سامية جمال مشوارها من مسرح بديعة مصابني والتي أقتنعت بموهبتها ومنحتها فرصة الرقص على خشبة مسرحها، منذ الوهلة الأولى خطفت الأنظار إليها إذ كانت تؤدي الراقصات بخفة حركة وحققت نجاحا كبير بفرقة "مصابني" في الليلة الأولى من افتتاح كازينو "أوبرا" في ليلة رأس السنة 1940.

بدأت مشوارها في السينما في أول ظهور لها وشاركت كراقصة في فيلم "انتصار الشباب" مع فريد الأطرش وشقيقته المطربة أسمهان، وجمعتها علاقة حب قوية بـ"فريد" إلا أنها لم تكلل بالزواج، فتحت لها السينما ذراعيها وشاركت في 1942 في فيلم "من فات قديمه"، ولم يكتب له النجاح، وبعده بعامين دور صغير في فيلم "رصاصة في القلب" مع الموسيقار محمد عبد الوهاب وشاركته فيلم "تاكسي وحنطور" 1945، نالت سامية جمال شهرة كبيرة وتم اختيارها لتقديم رقصة في قصر عابدين أمام الملك فاروق وأصبحت الراقصة الرسمية للقصر الملكي.

توالت أفلامها في السينما وكونت ثنائيا مع فريد الأطرش في 6 أفلام "عفريتة هانم، حبيب العمر، أحبك انت، أخر كدبة، تعال سلم، ما تقولش لحد" وقدمت عدة أفلام أبرزها "أحمر شفايف، آخر كدبة، نشالة هانم، أمير الانتقام، طريق الشيطان، سكر هانم" وتألقت في فيلم "الرجل الثاني" و"زقاق المدق" وأثبتت أنها ممثلة تمتلك قدرات تمثيلية هائلة.

بعد فراق فريد الأطرش وقصة الحب التي لم تكتمل تزوجت من شبرد كينج وهو شاب أمريكي كان يعمل متعهد حفلات وتعرفت عليه في باريس وحضر إلي القاهرة وأشهر إسلامه وغير اسمه إلي "عبد لله كينج" وسافرت معه إلي أمريكا وعملت كراقصة في عدة مسارح حتى ذاع صيتها واستعانت بها السينما الأمريكية في فيلم "وادي الملوك" وكانت صور سامية جمال تحتل أغلفة كبرى المجلات العالمية حتى أنها في 1950 ظهرت على غلاف المجلة الفرنسية "noir et blanc"، ولم يمر وقت طويل وطلبت الطلاق من "كينج" الذي طمع في أموالها.

بعد عودتها للقاهرة تزوجت من رشدي أباظة ثم اعتزلت التمثيل ما يقرب من 10 سنوات بعد زواجها، وبعدها عادت للسينما مرة آخرى وقدمت آخر فيلمين لها قبل اعتزالها نهائيا وهما "ساعة الصفر، والشيطان والخريف"، وبلغ رصيدها الفني 83 فيلماً.

عكفت على تربية "قسمت" ابنة رشدي أباظة وبعد زواج دام 17 عاما انفصالت عنه بسبب علاقاته النسائية المتعددة، واعتزلت الرقص في بداية السبعينيات وعانت من أزمة مالية طاحنة دفعتها للعودة مرة آخرى للرقص بعرض من سمير صبري وبعدها اعتزلت نهائيا بعد تكريمها في مهرجان "تولوز" بفرنسا.

عانت سامية جمال في أخر أيامها من أزمة صحية إذ كانت تبتعد عن الطعام وتكتفي بالفاكهة لتحافظ على رشاقتها حتى أصيب بالأنيميا واستدعت إجراء عملية جراحية بعد إصابتها بجلطة في الوريد المغذي للأمعاء وسرعان ما تدهورت حالتها الصحية وتوفيت في 1ديسمبر 1994.