الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 06:05 صـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

من الحب ما قتل.. لماذا يلجأ الرجال إلى سفك الدماء بداعي العشق؟

أرشيفية
أرشيفية

يستكمل مسلسل القتل الدموي حلقاته تحت شعار ومن الحب ما قتل، بالكشف عن كواليس جريمتين قتل وقعتا لفتاتين أمس الأربعاء، أحدهن في مقتبل العمر قتلت بدم بارد لرفضها استكمال علاقتها بشاب مما دفعه بقتلها في وضح النهار بمنطقة مصر الجديدة بالقاهرة، فيما لفظت الثانية أنفاسها الأخيرة بعد إطلاق النار عليها من قبل زميلها بالعمل بمبنى رعاية الشباب في كلية الآثار بجامعة القاهرة.

جرائم قتل هزت المجتمع المصري

ولعلىما شاهدناه خلال العامين الماضيين من أحداث قتل وعنف بين الطلبة غير مبررة على الإطلاق، بدأت بمشاجرات وانتهت بجرائم ممنهجة مع سبق الإصرار والترصد، والتي كان من أبرزها مقتل نيرة الطالبة بجامعة المنصورة، وواقعة سلمى بهجت طالبة الإعلام، وهو الأمر الذي أصبح يهدد طبيعة المجتمع المصري المسالم، فما هي الأسباب التي يمكن أن تؤدى إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم في عالم المراهقين؟ نجيب على هذا التساؤل خلال هذا التقرير.

الدوافع النفسية لقتل المراهقين باسم الحب

أوضحت دكتور عايدة سمير أخصائية تعديل السلوك، وأستاذ علم الاجتماع، أن مثل هذه الجرائم لم تكن موجودة من قبل فلم يكن من السهل علينا في سبعينيات وثمانينيات القرن قتل شاب لفتاة في الشارع المصري، وذلك لأن طبيعة المجتمع المصري حينذاك كان محافظة على طبيعته الفطرية ونظرته للفتاة على أنها كائن يجب أن يتم حمايته بشكل عام وذلك من الغريب قبل القريب فكنا نستمع إلى مقولة «بنت منطقتي».. «بنت الحارة» وأبن البلد الشهم الجدع، مشيرة إلى أن كل ذلك كان يتم التسويق له دراميا بشكل كبير، من خلال الأعمال الدرامية والأفلام السينمائية، بالنظر لمفهوم الحب في ذلك الوقت ونظرة المجتمع للمرأة المصرية الكائن الرقيق الذي كان يقال لهن في جميع الأفلام يا هانم ولا يتم تصوير أي نوع من أنواع الاعتداءات على المرأة في هذه الأعمال.



انحراف سلوكي أم حب حقيقي

وأشارت في تصريح خاص لموقع «الطريق» قائلة: "أعتقد أن السبب الرئيسي هو انحراف سلوك المراهقين وحتى غير المراهقين، فما نراه من عنف وغضب يرجع لما يتم اكتسابه من صفات وسلوكيات التي أصبحت تبرزها الدراما والسينما لشكل البطل ابن البلد الشجاع في هذه الأعمال، فأصبح القاتل والسارق والبلطجي والفتوى والمعتدي هو البطل الذي يحبه الجميع ويلجئون له، كما انعكس هذا السلوك أيضا في التعامل مع المرأة فأصبحنا نجد جملا مثل «لو أحد فكر يقرب منك هقتله».. «لو اتجوزتي حد غيري هقتلك»، وهذا لا علاقة له بمشاعر الحب الحقيقية.

آثار كارثية للدراما الإجرامية على المشاهد

وتابعت:« تمثيل جرائم القتل وإظهارها للمشاهد الذي يتلقى بلا شك كل ذلك في عقله الباطن ويتقبله وتصبح فكرة القتل مع الوقت أمرا طبيعيا يمكنه القيام بيه خاصة مع الأشخاص الأكثر استجابة لذلك بسبب طبيعة النشأة والبيئة التي تربوا فيها والتي بلا شك لها الدور الأول في خلق شخصيات إجرامية، منتقدة العمل الدرامي« سفاح الجيزة»، واصفة أنه بالكارثة المدوية التي سندفع ثمنها بتكرار عشرات من سفاح الجيزة مرة أخرى، مؤكدة أن الوعي المجتمعي في مثل هذه القضايا مختلف نهائيا ولن يعتبر الجميع للنهاية التي وصل إليها المجرم» .

الحب المرضي قد يؤدي إلى القتل

وأفادت أن الحب المرضي قد يؤدى إلى القتل، ولن يخضع لاعتبارات كثيرة منها التنشئة غير السوية أو تعاطى المخدرات، أو لضعف قدرته العصبية «مرض»، يؤدي بيه إلى الاضطرابات النفسية ولكن الحب وحدة ليس دافعا للقتل، إنما هو شماعة تخفي خلفها الكثير من التشوهات النفسية والسلوكيات اللاأخلاقية، فلا يمكن أن نصف القاتل بأنه كان عاشقا ثم تحول لقاتل بسبب فقدانه لحبه أو لرفض الفتاة الارتباط به، محذرة أن القتل الممنهج يعد ظاهرة جديدة على المجتمع المصري المسالم بطبعه، وتدق مع تكرار هذه الجرائم ناقوس الخطر.

اقرأ أيضا: نار الحب تحرق الفتيات.. «قبر العشاق» يستقبل ضحايا جدد