الطريق
الجمعة 3 مايو 2024 08:51 صـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الحرب الكبرى.. خبير يكشف أسرار خطة طوفان الأقصى وغرض إسرائيل من حرق غزة (حوار)

باحث سياسي
باحث سياسي

نفذت حماس عملية طوفان الأقصى بدقة وثبات حيث تمكنت من تجاوز حاجز إسرائيل وأسر عدد من المستوطنين، وعلى الرغم من التهديدات المستمرة من إسرائيل وقصفها لعدة مناطق، استمرت حماس في الثبات على موقفها في سعيها لتحقيق النصر.

من جهتها، تسعى إسرائيل اليوم لاستعادة السيطرة على غلاف غزة، ومع ذلك، يدفع الأشخاص المدنيون الفلسطينيون الثمن الأكبر بسبب الضربات العشوائية التي تشنها إسرائيل على المدن والمستوطنات الفلسطينية، لإجبار حماس على تراجع مواقفها وإعادة الأسرى.

تواصلت جريدة "الطريق" مع الدكتور على الأعور، الباحث السياسي الفلسطيني والخبير في الشؤون الإسرائيلية، لمعرفة كيف خططت حماس لهذه العملية وما السر وراء تطويرها حتى تمكنت من السيطرة على مناطق في غزة، وهل ستتراجع عن مواقفها بعد ما حدث.

- كيف خطط حماس والفصائل الفلسطينية لمعركة طوفان الأقصى؟

بدأت حركة حماس بمعركة طوفان الأقصى لتوجه رسالة للعالم بناءً على أجندتها السياسية، حيث كان الهدف من هذه العملية هي تعطيل اتفاقيات التطبيع المستمرة وإلغاء المفاوضات بين السعودية وإسرائيل، بالإضافة إلى التأكيد على دورها الرئيسي في الشرق الأوسط وتوجيه رسالة للسلطة الفلسطينية وإسرائيل والمنطقة بأنها لا تزال قوة حاضرة وتمتلك مبادرة العمل

كما حاولت أن تثبت بأنها لاعب رئيسي في الساحة الإقليمية والسياسة الدولية، لاستعادة الانتباه الدولي والتأكيد على أن القضية الفلسطينية لا يمكن تجاهلها أو تهميشها من خلال التركيز فقط على الجوانب الاقتصادية.

- كيف تخطت المقاومة الفلسطينية الحاجز الإسرائيلي برغم من إمكانياتها القوية؟

كانت تخطط حماس على مدى ثلاثة أشهر لهذه العملية لاختراق الحدود الإسرائيلية لدخول المستوطنات، ونحن نقول أنها عملية خطيرة وغير مسبوقة لأنها خططت على أن يكون الدخول برا وبحرا وجوا، سواء كانت بالمسيرات أو بالبراشوتات لعبور الحدود ودخول المستوطنات المحاذية لحدود غزة والتي تعرف بغلاف غزة.

ولا يمكن أن ننكر بأنها خطة عسكرية محكمة تهدف إلى تحقيق نقطتين مهمتين: «الحفاظ على عنصر المفاجأة والاشتباك مع الجنود الإسرائيليين والجيش الإسرائيلي» لتحقيق نجاح في الهجوم على المستوطنات وتصدي القوات الإسرائيلية.

- كيف طورت حماس سلاح المقاومة؟

اعتقد أن حركة حماس تجري مناورات يومية في قطاع غزة لتدريب كوادرها العسكرية وتطوير قدراتها القتالية، وهذا يعتبر شيئًا طبيعيًا للقوات الإسرائيلية، حيث يعلمون أن حماس تقوم بتدريبات ومناورات عسكرية يومية وتجري اختبارات للصواريخ في البحر لتقييم قوتها وفعاليتها.

فيما يتعلق بتطوير المعدات العسكرية، قد يكون كتائب القسام هم من لديهم المعرفة حول المصادر والتكنولوجيا التي تم تطويرها بها، ولكنها معلومات غير مؤكدة ولا يمكننا التأكيد عليها بدقة.

حققت حماس إطلاق 10 آلاف صاروخ على إسرائيل، وذلك يعتبر تقديرًا من جانبه، يجب أن نلاحظ أن تطوير هذه الصواريخ وقدراتها العسكرية قد تنفذ بواسطة وسائل ومصادر مجهولة، ولا يمكننا تحديد بالضبط كيف تم الوصول إلى هذه التقنيات.

- هل إيران طورت تدريبات حركة حماس وساهمت في وضع خطة طوفان الأقصى؟

في الفترة الأخيرة، ربما حدث تقارب بين حماس وإيران، ومن المحتمل أنها ساهمت بشكل ما في تطوير قدرات حماس العسكرية، ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن المعلومات المحدودة المتاحة لنا لا تسمح بإثبات بالضبط مدى تأثير إيران على تطور قدرات حماس.

ومن الممكن أن تكون حماس استفادت من التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في تطوير قدراتها، ولكن التفاصيل العسكرية وتطوير القدرات العسكرية تظل سرية تامة ومعروفة فقط لكتائب القسام، حتى المواطن العادي ليس لديه معرفة بتلك التفاصيل.

كباحثين في الشؤون الإسرائيلية، ربما تتمحور اهتماماتكم حول الجانب السياسي أكثر من الجانب الأمني والعسكري، ومن الواضح أن حماس استفادت من عدة جوانب وأطراف في منطقة الشرق الأوسط.

- هل ستلتزم حماس بدعوات وقف إطلاق النار أم ستلتزم بخطة طوفان الأقصى؟

وفقًا للتقارير الواردة من وسائل الإعلام الإسرائيلية والصحافة العبرية، فأن المعارك داخل المستوطنات بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حركة حماس وفصائل المقاومة لا تزال مستمرة، وهذه التقارير تشير إلى حدوث معارك وتصعيدات في تلك المناطق.

والوضع حاليًا لا يبشر بالخير لأن هناك تصريحات من قادة إسرائيليين تشير إلى خطط لتدمير غزة بالكامل، كم أنهم يتحدثون عن إعادة غزة إلى الوراء مرة أخرى، ولكن من المهم أن نلاحظ أن حماس لديها الأسرى الإسرائيليين من بينهم فتيات وأطفال، بالإضافة إلى ضابط إسرائيلين برتبة لواء، هذا قد يؤثر على طبيعة الاستجابة الإسرائيلية للوضع في غزة.

تتطلب الردود الإسرائيلية دقة في الحسابات، وذلك بسبب العواقب الإنسانية والسياسية المحتملة وبناءً على حجم الخسائر الإسرائيلية، بما في ذلك القتلى والجرحى. وبالتالي، يعترف قادة إسرائيل بفشل الأمن الاستخباراتي في المؤسسة الإسرائيلية.

قد يتم عقد مفاوضات مستقبلية لتحديد أهداف القضية الفلسطينية بما في ذلك وقف اقتحام الجيش الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك وإعادة الأسرى الفلسطينيين إلى منازلهم، ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الوضع قابل للتغيير بسرعة وأن الأحداث المستقبلية قد تؤدي إلى تطورات جديدة.

ما موقف السلطة التشريعية الفلسطينية في حالة استمرار حماس في عملياتها العسكرية دون الانصياع لأحد؟

حركة حماس هي القوة الفعلية في قطاع غزة وتسيطر عليه حاليًا، لأن حماس تدير العديد من الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية في القطاع، وتتخذ القرارات الهامة المتعلقة بإدارة شؤون غزة.

ومن الواضح أن لها دور قوي في تشكيل المستقبل واتخاذ القرارات في القطاع، أما بالنسبة للسلطة الفلسطينية، فإنها تمتلك مقعدها في منظمة التحرير الفلسطينية، وهي الهيئة الرئيسية الممثلة للشعب الفلسطيني، ومن الضروري أن تمنح فرصة لحماس للعمل بشكل موحد وتحقيق التوافق في القرارات المتعلقة بقضايا الفلسطينيين.

- تعتقد أنه سيكون هناك حكومة وحدة وطنية ما بين فتح وحماس عقب عمليات طوفان الأقصى؟

بعد قمة العلمين في عام 2023، كان هناك محاولات للتوصل إلى توافق بين الفصائل الفلسطينية لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل جميع الأطراف، بما في ذلك حماس والسلطة الفلسطينية، وهذه المحاولات تهدف إلى تحقيق الوحدة الفلسطينية وتعزيز صوت الفلسطينيين على الساحة الدولية.

ومن المعروف أن هناك خلافات سياسية واقتصادية وأمنية بين حماس والسلطة الفلسطينية، وهذا يعقد عملية التوصل إلى توافق سياسي.

- هل تعتقد أن التصعيد يستمر طويلا أم سيتوقف لوقت قصير؟

من الممكن أن يحدث تصعيد في النزاع الحالي وأنه سيستمر لفترة محددة، إلا أنه من المهم أن نلاحظ أن التوقعات حول مدة التصعيد ونتائجه تعتمد على العديد من العوامل والتطورات التي يمكن أن تحدث في الساحة السياسية والعسكرية.

اقرأ أيضا: ناشطة فلسطينية: «الشعب اليهودي مرعوب وهو يغادر المستوطنات.. وردة فعل إسرائيل نوعًا ما غريبة»