الطريق
السبت 4 مايو 2024 07:50 مـ 25 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الحرب في 14 يوم.. المقاومة الفلسطينية تنتفض بـ«طوفان الأقصى».. وغدر الاحتلال الإسرائيلي يرد بمجازر تنتهك حقوق الإنسان.. و«السيسي» يراوغ الصهاينة بشأن تهجير أهل غزة (ملف)

قصف مستشفى المعمداني في غزة
قصف مستشفى المعمداني في غزة

جاء يوم السابع من أكتوبر 2023 ليحيي بداخلنا بريق أمل جديد تجاه القضية الفلسطينية، حيث انطلاق عملية طوفان الأقصى، من قِبل المقاومة الفلسطينية، وشعر العالم العربي والإسلامي أن غليله بدأ أن يُشفى.

ولكن بعد عدة أيام عاد الكيان الصهيوني اللعين ليمارس أفعاله المحرمه دوليًا ويقصف المدنيين الفلسطينيين، وكأنه حق مكتسب لهم، وعلى الجانب الآخر أغمضت دول الغرب أعينها عن تلك الأفعال الشنيعة النابعة من إسرائيل، بالإضافة إلى تزوير الحقائق ونقل أخبار كاذبة عبر الإعلام الغربي، لتشويه صورة الفلسطينيين ليظهروا بصورة الجاني وليس المجني عليه.

ومن ثم جاءت الفاجعة الكبرى، التي أحرقت قلوب العالم العربي والإسلامي، وهي قصف مستشفى المعمداني في قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني، الذي ضرب ولم يبالي لأي حقوق بشرية وإنسانية، فتحولت المستشفى إلى مقبرة يغمرها أشلاء الأطفال من كل الأعمال، فنجد الأجنة والرضع، ويظل السؤال هنا يدور في أذهان الجميع "بأي ذنب قتلوا؟".


انفطرت قلوب العالم العربي والإسلامي على تلك المشاهد التي نقلها التليفزيون الفلسطيني، لنرى طفل ينادي على أخيه من تحت الأنقاض، وأم تنادي على أطفالها الذين راحوا ضحية القصف "الولاد ماتوا منغير ما ياكلوا"، ونجد أب مكلوم يركض ويحمل في يديه حقيبتين بلاستيك بداخلهم أشلاء أطفاله، وفي المستشفى طفل يرتجف جسده كاملًا خوفًا من مشاهد القصف المرعبة التي شهدتها عيونه البريئة ويقول "انا بس كنت نايم"، فمهما طالت المشاهد لن ينتهي الحديث عنها ولن ننسى هذه الأحداث مهما طال الزمان ستظل محفورة في أذهاننا وستظل إسرائيل هي العدو الأذلي لجميع الدول العربية والإسلامية.

وفي هذا الشأن حرصت جريدة وموقع "الطريق" على إجراء عدة حوارات مع شخصيات تمتلك خبرة في صناعة القرار على المستوى المصري والفلسطيني والشأن الخارجي، وهم:

1- رأفت عليان قيادي حركة فتح في القدس المحتلة

2-السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق

3- السفير أحمد القويسني مساعد وزير الخارجية الأسبق

4- الدكتور مجدي سالم المحلل السياسي الفلسطيني

وفي السطور التالية ترصد إليكم جريدة وموقع "الطريق"، ملف كامل حول مجريات الأحداث التي شهدتها فلسطين وقطاع غزة خلال الفترة الماضية، والتي جاءت كالتالي:


قائد حركة فتح في القدس: الوضع بعد يوم 7 أكتوبر مختلف تمامًا.. ورد فعل إسرائيل إفلاس (حوار)


- سبب اختيار يوم 7 أكتوبر لعملية طوفان الأقصى؟


الفكرة ليست في الرقم ولكنها في التوقيت الذي يختاره أمن المقاومة، فهو يلعب دور فيما يحدث في تلك اليوم، بمعنى أن يوم السادس من أكتوبر حينما خاضت مصر ملحمة بطولية كان هنالك أعياد لدى اليهود، واختار الجيش المصري هذا التوقيت ليباغت إسرائيل في هذه الحرب ويشكل نصرًا، وهذا ايضًا ما فعلته المقاومة الفلسطينية، إذ أن هنالك أعياد عند اليهود ويوم السبت يكونوا في عطلة رسمية وأغلبهم يغلقوا هواتفهم ويمكثوا في منازلهم، ومن ثم يتعلق الأمر بالتوقيت التي تختاره المقاومة لتفرضه يومًا قوميًا على الأمة العربية والإسلامية.


من هم الأسرى الذين وقعوا في قبضة المقاومة الفلسطينية؟


جنود وألويا وجنيرالات ونساء من كل الفئات، ولا يوجد من ضمن الأسرى مدنيين كما تسوق إسرائيل، فكل مستوطِنة ومستوطن موجودين في مستوطَنة تحمل سلاح وبندقية، وجميعهم خدموا في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهؤلاء مارسوا جرائم ضد الشعب الفلسطيني.


ما هو السيناريو المتوقع بين فلسطين والاحتلال الصهيوني الفترة المقبلة؟


أعطت فلسطين المجتمع الدولي كافة الإلتزامات من تهدئة وهدنة وتدخل إقليمي ومصري وأردني وعالمي، ولكن الحكومة المتطرفة لم تحترم تلك الأبعاد في الشاأن الفلسطيني، وآخره اجتماع العقبة التي نقضته إسرائيل واجتماع شرم الشيخ التي ايضًا نقضته إسرائيل، لذلك خرجت المقاومة عن صمتها في يوم 7 أكتوبر 2023، فإن هذا الصمت لم يكن عجزًا ولكنه كان احترامًا لإتفاقيات وعدم حقن الدماء.

وعندما يتعلق الأمر بحكومة تمارس إرهاب ضد الشعب الفلسطيني، دون أن يحرك أحد ساكن وشهداء الشعب الفلسطيني يوميًا في جنين ونابلس ورام الله والقدس، لذلك قالت المقاومة الفلسطينية كلمتها الحاسمة في تلك العملية المفتوحة وهي: "ماقبل 7 أكتوبر شيء وما بعد 7 اكتوبر شيئًا آخر"، خاصة أن المقاومة بحوزتها أوراق قوة منها عشرات الأسرى في صفوف الإسرائليين من ضمنها ما لا يقل عن خمس رتب ألويا في جيش الإحتلال.

هل توضع نقطة نهاية للمقاومة الفلسطينية؟


المقاومة هي من تحدد كيف يتم انتهائها وليس نتنياهو، ولكن على المجتمع الدولي أن يكونوا على دراية بأن نتنياهو هدد بمجازر ضد الشعب الفلسطيني، إذا كانت ردة فعل إسرائيل في هذه المعركة استهداف مدنيين في غزة والضفة وارتكاب مجازر، فستفتح جهنهم على إسرائيل من عدة جبهات من الشمالية والجنوبية والوسطى.

كيف تم التنسيق بين الكتائب وحزب الله لتكون عملية متتالية؟


التنسيق بين الفصائل والتي تقودها كتائب القسام وحزب الله وكل محاور المقاومة منذ بداية التأسيس، فهو دائم فيما بينهما، وحتى اللحظة الراهنة فإن حزب الله لم يدخل المعركة برغم من امتلاكه صواريخ تصل حيفا وما بعد حيفا وستقصف تل أبيب، حتى فصائل المقاومة في قطاع غزة لم تحرق كل أوراقها، ولكن هذا ما تقوده فصائل المقاومة هم أدرى بما يقوم ن به هم يريدوا أن يحققوا أهداف وأعلم بالعمل العسكري.


ما رد الفعل على عملية إسرائيل في القطاع ردًا على الطوفان؟


هذا إفلاس سياسي وأمني عندما يقصف مدنيين في قطاع غزة، وفصائل المقاومة تتجول في سديروت ولا يستطيع مواجهتم ولا يستطيع استرداد سديروت، لذلك هذا يعبر عن مدى خوفهم وضعفهم، ويحاول نتنياهو أن يظهر بصورة المنتصر وأن هناك دماء فلسطينية كما ان هنالك دماء إسرائيلية.

ما ردك على دعم أمريكا لإسرائيل وتصريح زيلينسكي؟


وعلى إسرائيل أن تفهم أن الوقوف الأمريكي بجانبها ليس جديد، وإعلان نتنياهو عن الحرب ليس جديد أيضًا، وكأن الشعب الفلسطيني يخرج يوميًا ليضرب إسرائيل وهي من تدافع عن نفسها، وما مارسته إسرائيل تجاه جنين قبل أشهر يعد حربًا وما مارسته ضد نابلس حرب، إذ أنها استخدمت الطائرات والدبابات والمدرعات وقتلت المدنيين، لتمارس الحرب، ولكن عندما يكون هناك رد فعل فلسطيني تقف الدنيا ولا تقعد، وها قد فقد الشعب الفلسطيني الثقة في المجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين وأخذ زمام المبادرة من القيادة السياسة الفلسطينية المنقسمة واليوم الفصائل الفلسطينية متوحدة بكلمة واحدة وببندقية واحدة في وجه تلك الاحتلال.

حوار … مساعد وزير الخارجية الأسبق: مجزرة المعمداني عرت ضمير الغرب


- بما تعلق على موقف الدول العربية وخاصة مصر في أزمة فلسطين؟


لا يمكن أن نضع الدول العربية في خانة واحدة، فإن العالم العربي اليوم وخلال العشر سنوات الأخيرة أصبح جزر منعزلة، ويوجد انقسامات داخل كل منطقة جغرافية في العالم العربي، وبالتالي فإن الأوضاع الحالية لا يوجد كيان سياسي له رؤية مشتركة يتعامل مع أكبر تحدي تواجهه الأمة العربية اليوم وهو العدوان الإسرائيلي وما نشهده في قطاع غزة.


- كيف ترى الموقف الدولي حول ما يحدث في غزة؟


إن الدول الغربية فقدت أي بوصلة أخلاقية في تناولها لوضع غزة ونقل أحداثها، وفقدت مصداقيتها أمام العالم العربي والإسلامي وأصبحت مشوهة وعار كبير.
ولم نرى مثل ذروة هذا الانحياز للغرب خلال الحروب الماضية سواء كانت الحروب العربية الإسرائيلية أو جولات المواجهات العسكرية ما بين قوات الاحتلال الصهيوني وحركة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

- ما رأيك في تصريحات الرئيس الأمريكي "بايدن" حول قصف مستشفى المعمداني؟

إن ما تناوله الرئيس الأمريكي "بايدن" وإقراره بأن ما حدث من هجوم وقصف على مستشفى المعمداني في قطاع غزة بسبب المقاومة الفلسطينية وهي المسؤولة عن الضربات، يعد سقوط أخلاقي وانعدام للإنسانية والقيم والضمير وانحيازه للجانب الصهيوني اللعين.

- كيف تصف قصفات قوات الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى المعمداني؟


لم تكن مجزرة فحسب، بل كانت إبادة، والغدر من الطبع الصهيوني، وإسرائيل تقصد التعنت بكل أشكاله تجاه الفلسطينيين، فهي تمارس ما فعلته العصابات الصهيونية المسلحة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في فلسطين.


- ما رأيك في تصريحات الرئيس السيسي حول رفض تهجير أهالي غزة لسيناء؟

نحن لا نقبل أن تكون أراضي سيناء وطن ثاني لأهالي غزة ولا الشعب الفلسطيني يقبل بهذا الأمر أيضًا، لأننا لا نريد المساهمة في تنفيذ نكبة ثانية، لكن هذا لا يحول أنه إذا استمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فلن نقف مكتوفي الأيدي ولا نحمي النساء والأطفال والشيوخ والمعاقين من عملية القتل والقصف الممنهج، وسنمد يد المساعدة لأهل وشعب غزة، فهي على الحدود المصرية.


- إعلام الغرب لم يقم بدوره الصحيح في تغطية ما يحدث من جرائم صهيونية.. ما تعليقك؟

ليس جديدًا على الإعلام الغربي مساندتهم لقوات الاحتلال الإسرائيلي وتأيديهم للجرائم الصهيونية، لأنه يسيطر عليه المال اليهودي، فهو دائمًا يزيف الحقائق ويقلبها رأسًا على عقب، وهذا التزييف بلغ ذروته في نقل الأحداث، سواء ما حدث في إسرائيل يوم 7 أكتوبر وفيما بعد، أو ما يحدث في قطاع غزة، فهو منحاز تمامًا لإسرائيل.


حوار… السفير أحمد القويسني مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ«الطريق»: إسرائيل تكيل بمكيالين في غزة.. ومجزرة المعمداني خرق وانتهاك للإنسانية

- لماذا عجزت المنظمات الحقوقية الدولية أمام ما يحدث في قطاع غزة؟

هناك أسباب كثيرة للغاية، منها مسألة المعايير التي تكيل بمكيالين، وتعلق مجرات الأحداث بإسرائيل، والتي لها قدر كبير لدى الرأي العام الغربي، ودعم الدول الغربية بالحق الإسرائيلي في الدفاع عن نفسها وعلى الوجود الآمن، ذلك بالإضافة إلى المنظمات الفلسطينية الموسومة لدى الرأي العام الغربي، لأنها منظمات أغلبها إرهابية.


- لماذا "ماكرون" الرئيس الفرنسي حظر رفع علم أو شعارات فلسطين؟

لأنه شخص موالي لإسرائيل تمامًا، وينظر للشعب الفلسطيني على أنه مخرب وإرهابي، بجانب سيادة وجهة النظر الإسرائيلية وهيمنتها في الغرب، مما دفعه لأخذ ذلك الموقف المتطرف.


- ما الإجراءات التي يجب أخذها بعد مجزرة مستشفى المعمداني؟


يجب على كل البشر أن يكونوا على قلب رجل واحد، لأن رد الفعل على مجزرة المعمداني لا تتعلق بالدول العربية والإسلامية فحسب، ولكن شأنها الإنسانية والضمير، لأن ما حدث هو سلوك يتعلق بالخرق وانتهاك المعايير الإنسانية، فمن الضروري على العالم كافة الوقوف والمعارضة ورفض ذلك السلوك العدواني.


- ما رأيك في تحيز الدول الغربية لإسرائيل؟

كارثة غربية، وسيشهد المستقبل القريب أشكال كثيرة من التحيز لأن المخطط ينوي على تفريغ قطاع غزة، ومن ثم عمل موجة من التخويف لدفع سكان القطاع إلى ترك أرضهم، وذلك معتمد على تأييد لاشك ولا مناقشة فيه من النقطة الإسرائيلية التي تخطوا خطواتها من تخويف وقصف وإرهاب ووقف شحنات الطعام قطع الكهرباء، وهي على علم ودراية كاملة أن هناك تأييد شامل لها من قبل الغرب، وهذا يساعدها على وضع خطة مدروسة وممنهجة لتفريغ أراضي غزة من سكانها ودفعهم للخروج.


- ماذا يحدث لو لم تتوقف إسرائيل عن مجازرها في قطاع غزة؟

هذه مسأل محتملة بنسبه كبيرة، لأن إسرائيل تتحرك بنية تفريغ قطاع غزة من كل سكانه، وذلك ليس بمخططتها الفردي، ولكن بضما تأييد ودعم ومساندة من العالم الغربي بشكل مفتوح، واعتبار الجانب الفلسطيني مجموعة من الهمج والإرهابيين ونزع منهم الصفة الإنسانية واعتبارهم "شبه بني آدمين".




إسرائيل تفتح أبواب جهنم على غزة وسط صمت عالمي.. ماذا يحدث في فلسطين؟


وفي هذا الصدد قال الدكتور مجدي سالم المحلل السياسي الفلسطيني، إن ما يحدث في قطاع غزة لا يمكن بأي حال من الأحوال وصفه بعملية عسكرية محدودة، مؤكدًا أنه عدوان غاشم وحرب مفتوحة وشرسة طالت كل مناحي الحياة في قطاع غزة في ظل عدم وجود تكافؤ فرص عسكرية، الأمر الذي أدى إلى استهداف المدنيين والبنية التحتية والمنازل السكنية والأبراج السكنية والمساجد الدينية والمرافق العامة والأسواق والمؤسسات التعليمية وقطع شبكة الكهرباء.

سلبية المجتمع الدولي


وأكد "سالم" في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أن الحرب ما زالت مفتوحة ومستمرة، وخلفت سقوط آلاف من الضحايا الأبرياء وقصف العديد من المنازل والوحدات السكنية والأبراج والمنشئات المختلفة التي فاقت أكثر من 600 وحدة سكنية ومنتجعات سياحية في ظل صمت المجتمع الدولي.

محاولة ترميم صورة إسرائيل

وأضاف المحلل السياسي الفلسطيني، أن إسرائيل تحاول ترميم صورتها أمام العالم في ظل انهيار منظومتها الأمنية والعسكرية وفي ظل تآكل قوة الردع أمام المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان الأقصى التي سجلت فصل في التاريخ كتب بأحرف من نور والدم والعرق في يوم السابع من أكتوبر.

وأشار إلى عامل الوقت التي تراهن عليه إسرائيل، فهي على موعد مع مزيد من الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي بايدن وغطاء من المجتمع الدولي بعد تصريحات الرئيس الأوكراني زيلنكيس، لارتكاب المزيد من الجرائم التي ترقى إلى مستوى جرائم حرب ومجازر في قطاع غزة.

موضوعات متعلقة