الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 07:39 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد ارتفاع نسبة الطلاق.. عالم أزهري يكشف أسباب الظاهرة وطرق العلاج

ظاهرة الطلاق
ظاهرة الطلاق

في خطوة هامة للتصدي لظاهرة الطلاق وللتفكير في طرق لمواجهتها، انعقدت جلسات في مجلس الشيوخ المصري لمناقشة هذه المسألة الحساسة، حيث أكد المجلس أن وضع الطلاق في مصر يسبب تأثيرات سلبية ليس فقط على الأسر والأفراد، بل أيضًا على المجتمع برمته.

وظاهرة الطلاق أصبحت واحدة من التحديات الاجتماعية الكبيرة التي تواجه مصر في الوقت الحالي، وتشمل هذه الظاهرة الزيادة الملحوظة في معدلات الطلاق وتفشيها في أنحاء متعددة من البلاد، ويعتقد الكثيرون أن الطلاق يمكن أن يكون نتيجة لعوامل متعددة منها الضغوط الاقتصادية والاجتماعية وتغير القيم والثقافة في المجتمع.

وأحد أبرز التأثيرات السلبية للطلاق تكمن في تأثيرها على الأسرة؛ فالأزواج الذين ينفصلون يواجهون تحديات كبيرة فيما يتعلق بتربية الأطفال والحفاظ على الاستقرار الأسري، وإلى جانب ذلك، يمكن أن يؤدي الطلاق إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية للأسر المتضررة، ولكن أكثر ما يثير القلق هو تأثير الطلاق على المجتمع برمته، خاصة مع وجود إحصائيات تشير إلى أن زيادة معدلات الطلاق تسبب في تفاقم الظاهرة وتؤثر على الهيكل الاجتماعي للمجتمع.

ويشير مراقبون إلى أن واحدة من أبرز المظاهر التي أدت إلى تفاقم هذه المشكلة هي انخفاض معدلات الزواج، حيث يتردد الكثيرون من الشباب في الارتباط بالزواج نتيجة للتوترات والمخاوف المرتبطة بالحياة الزوجية، مؤكدين أنه من المهم أن يتخذ مجلس الشيوخ خطوات فعالة لمواجهة هذه الظاهرة والبحث عن حلاً شاملاً لتقليل معدلات الطلاق وتحفيز الشباب على الزواج، وضرورة أن تتضمن الجهود المقترحة التوعية بأهمية الحفاظ على الأسرة وتقديم الدعم الاجتماعي والاقتصادي للأسر المتأثرة بالطلاق.

وتعددت المطالب التي ترى وجوب أن تكون الحكومة والمؤسسات الاجتماعية معنية بالتصدي لهذه القضية وتقديم الدعم اللازم للأفراد والأسر المتأثرة بالطلاق، مؤكدة أن تحقيق التوازن بين الحاجة إلى الاستقرار الأسري والحفاظ على الحرية الشخصية للأفراد يعد تحديًا هامًا، ولكنه ضروري للمحافظة على استقرار المجتمع والحفاظ على قيمه وهويته.

وفي هذا الصدد، قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، إن ظاهرة الطلاق قد ازدادت تفاقمًا في هذه الأيام وتجاوزت حدودها المألوفة، وشدد على ضرورة تناول هذه المسألة الحساسة بجدية، حيث أشار إلى وجود أسباب متعددة أدت إلى هذا التصاعد، وأوضح أن أولى تلك الأسباب تعود إلى السلوكيات والأخلاقيات السيئة للزوج أو الزوجة.

وأكد الأطرش في تصريحات لـ "الطريق" على أهمية تطبيق النص القرآني الذي يدعو إلى تقديم الحكم من أهل الأسرة في حالة وقوع نزاع بين الزوجين، وأنه يجب على الأطراف المعنية بالحكم السعي للإصلاح والمصالحة، موضحا أنه إذا فشلت جميع محاولات الإصلاح وتجاوزت الخلافات الحد الأقصى، يمكن اللجوء في هذه الحالة إلى الطلاق بموجب الشريعة.

وقال الأطرش إن انتشار ظاهرة الطلاق يعود جزءًا كبيرًا إلى التأثيرات السلبية للحضارة الحديثة التي نعيشها، حيث يلجأ الكثيرون إلى استخدام وسائل الاتصال الحديثة مثل الهواتف المحمولة والإنترنت بطرق تؤثر سلبًا على العلاقات الزوجية، بالإضافة إلى ذلك، يلعب الإعلام دورًا كبيرًا في نشر السلوكيات السلبية وترويجها، مما يسهم في تفاقم المشكلة.

وشدد الأطرش على ضرورة البدء بالعمل على تصحيح الأوضاع من الداخل قبل البحث عن حلاً لمشكلة الطلاق، مشيرا إلى أهمية تصحيح الإعلام وتوجيهه نحو دور إيجابي يساهم في تعزيز القيم الأسرية، كما أوصى بأهمية تعزيز قيم الدين والأخلاق وتوجيه الشباب نحو الحفاظ على علاقات زوجية صحية ومستدامة.

كما أكد الشيخ الأطرش على أن مكافحة ظاهرة الطلاق تتطلب جهود مشتركة من الأسر والمجتمع والسلطات الدينية والحكومية، موضحا أن الحفاظ على الأسرة والعلاقات الزوجية السليمة يعتبر واجبًا دينيًا واجتماعيًا لتعزيز الاستقرار والسلام في المجتمع.

اقرأ أيضا:

التضخم يزيد حدة الأزمة الاقتصادية.. وخبراء يوضحون الحل

موضوعات متعلقة