«حالة كل دقيقتين».. فيروس الطلاق يهاجم المصريين.. وخبراء: كورونا وشياطين السوشيال ميديا السبب
كشف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء حقيقة صادمة بشأن ارتفاع مؤشرات الطلاق في مصر بشكل كبير، يصل إلى حالة كل دقيقتين بمعدل 25 واقعة في الساعة، وأكثر من 18 ألف حالة في الشهر الواحد، بينما احتلت القاهرة المرتبة الأولى، وفقًا لبيانات 2020.
وتعليقًا على ذلك، قالت الدكتورة ريهام العاصي، رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بجامعة الدول العربية، إنّ أزمة جائحة كورونا تعتبر أحد الأسباب التي أدت إلى ارتفاع مؤشرات الطلاق في المجتمع، نتيجة المشكلات الاقتصادية، وعجز رب الأسرة عن القيام بدوره في توفير الاحتياجات، في حين أنّ البيوت لا تكف عن المتطلبات، ومن هنا تنشأ الخلافات وتتوتر الأجواء في المنزل إلى أن تصل لمنطقة تدفع أحد الطرفين لاتخاذ قرار الطلاق أو طلبه.
تمكين المرأة.. والفهم الخاطئ
وأوضحت «العاصي» خلال تصرح خاص لـ «الطريق»، أنّ الطلاق قد يكون بسبب هروب الشخص الذي يتحمل المسؤولية المادية للأسرة من التزاماته، مشيرةً إلى أن الفهم الخاطئ لمفهوم تمكين المرأة وتدريبها على إيجاد فرصة حمل، يدفع الأزواج إلى اعتبار زوجته «بتتنطط عليه وبتتكلم بفلوسها» ويصل بهما الأمر إلى الطلاق.
سي السيد.. الطريق إلى الطلاق
وأردفت رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بجامعة الدول العربية، أنّ الموروثات القديمة بشأن الرجل «سي السيد» الذي يملك الأمر والنهي وحده في شؤون الأسرة، ساهمت في احتدام النزاع الأسري بين الزوجين وارتفاع نسب الطلاق.
وأضافت «العاصي» أنّ إساءة استخدام الرخص التي أباحها الإسلام في تنظيم أمور الزواج أدى إلى انتشار ظاهرة الطلاق، موضحة إفتاء بعض العلماء بإباحة تعدد الزوجات دون إيضاح أبعاد الموضوع بشكل كامل: «الرسول صلى الله عليه وسلم رفض أن سيدنا علي يتزوج على السيدة فاطمة، وهذا يدل على أنّ رخصة الزواج مشروطة، لكن فيه بعض رجال الدين اللي بيفتوا بدون علم، بيتسببوا في هدم البيوت».
واختتمت رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بجامعة الدول العربية، أنّ السوشيال ميديا لها دورًا كبيرًا في انتشار ظاهرة الطلاق نتيجة مشاركة الأمور الأسرية على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وطرح المواضيع التي تخص الزوجين لنقاش عام يصل في النهاية إلى استحالة استمرار العلاقة بينهما.
تدخل الأهل من أبرز أسباب الطلاق
من ناحيته، قال المحامي أيمن محفوظ، إن ارتفاع معدلات الطلاق أمر يستدعي الدراسة، لأن انهيار المجتمع قد يأتي من انفراط عقد الأسر والانفصال، معتبرًا أنّ أهم أسباب الطلاق هو إساءة اختيار الشريك والاعتماد على القدرة المالية في المقام الأول مع غياب الثقافة المجتمعية للحفاظ على استمرارية الزواج سواء من الزوجين أو من الأهل لدرجة أن العلاقة تصبح عبارة عن مشروع حرب بين عائلتين تسعى كل عائلة للسيطرة على الأخرى.
وأضاف «محفوظ» أنّ زواج القاصرات يأتي في مقدمة أسباب الطلاق لانعدام الخبرة وعدم تعلم ربة المنزل أدبيات التعامل في الأسرة، مشيرًا إلى أنّ توطيد فكرة محاولة سيطرة أهل الزوج على الطفلة التي أصبحت ربة منزل يعتبر من أهم أسباب انهيار الأسر.
شياطين السوشيال الميديا
وفسر ارتفاع معدلات الطلاق بأنّ «وسوسة شياطين السوشيال الميديا في نفوس المرأة بأنه يبغي لها شخصية مستقلة عن الأسرة ماديًا واجتماعيًا، وحقوق تفوق حقوق آلهة اليونان القديمة وذلك من خلال جمعيات الفيمنست أو ما يسمى الدفاع عن حقوق المرأة».
هل أدت الأزمة الاقتصادية إلى انتشار ظاهرة الطلاق؟
واستبعد المحامي أيمن محفوظ، فكرة إرجاع أسباب الطلاق للأزمة الاقتصادية لأن الفقر لا يمكن أن يكون سببًا رئيسيًا للطلاق، بدليل أنه قد مر على مصر أيّام صعاب لكن الزوجة المصرية ساندت زوجها وكافحت معه، مشيرّا إلى أنّ ارتفاع نسب الطلاق ليس في الفئات المجتمعية الفقيرة أو الريفية، نتيجة الالتزام بالتعاليم السليمة على المستوى الديني والاجتماعي للزوجين ووجود كبار عائلات يصلحون بينهما: «التمسك بالأصول سبب مهم جدا للحفاظ على الأسرة المصرية من الطلاق المتزايد».
بينما كشف الدكتور محمد إبراهيم الحيص، أخصائي الطب النفسي، إنه من الأسباب الحديثة لكثرة انتشار حالات الطلاق في هذا العصر، وسائل التواصل الاجتماعي التي عززت الشعور بانعدام الثقة بين الزوجين، موضحًا أن بعض الشباب الذين يقيمون علاقات غير شرعية عبر هذا الوسيط، يظنون في زوجاتهم سوء، فتنشأ الخلافات بينهما نتيجة هذه الظنون.
تراجع الوعي بمفهوم تكوين الأسرة
وبيّن «الحيص» خلال حديثه لـ «الطريق» أن بعض الزوجات أصبح لديهن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي لفترات طويلة وبالتالي أهملن واجباتهن المنزلية ما يتسبب في توتر الخلافات بينهما حتى تصل إلى الطلاق، لافتا إلى تراجع الوعي بمفهوم تكوين الأسرة لدى الشباب، واقتصاره على العلاقة الجنسية فقط، لكن سرعان ما يصاب الشاب بالملل والفتور والشعور بالعجز عن الوفاء بالمتطلبات ويرى أن الطلاق هو الحل للتخلص من المسؤولية.
ونوه أخصائي الطب النفسي، إلى أن الكثير من الفتيات يعانين من قصور في التعامل مع الرجل، وإدارة الشؤون المنزلية واحتواء الأسرة، الأمر الذي يتسبب في غضب الزوج ونشوب الخلافات.
اقرأ أيضًا: خاص| عروس كفر الدوار: «كان نفسي في الشهرة عشان أساعد أهلي وأكمل جهازي»
