الطريق
الأربعاء 18 يونيو 2025 07:31 صـ 22 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
400 صاروخ إيراني منذ بداية التصعيد.. إسرائيل تستنفر ومنظومات أمريكية تشارك في التصدي شاهد| وزير المالية: خفض الدين وزيادة دعم الصادرات والأجور في الموازنة الجديدة سي إن إن: ترامب تراجع عن إرسال مسؤولين للاجتماع مع الإيرانيين رئيس الوزراء يتابع الجهود المبذولة لتوفير الاحتياجات اللازمة من مياه الشرب الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل توقع بروتوكول تعاون مع «اتحاد بنوك مصر» وزير البترول والثروة المعدنية يشارك في قمة ”تحول الطاقة: شرق البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق أوروبا” فى العاصمة اليونانية أثينا تتويج مصر للطيران بجائزة أفضل شركة طيران فى أفريقيا من حيث الخدمات المقدمة للركاب لعام 2025 وفقًا لتقييم Skytrax العالمي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان يستقبل المنسق المقيم للأمم المتحدة بمصر والمدير الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لبحث الخطط المستقبلية وزيرة التنمية المحلية تستعرض جهود الوزارة لتنفيذ المنظومة المتكاملة لإدارة المخلفات الصلبة أمام لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب رئيس الوزراء الصربي يُلقي كلمة خلال المؤتمر الصحفي بحضور مدبولي المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يستضيف طلبة من دولة إريتريا ويكرم مسيرة مفتيها الأزهري الراحل التعليم: جروبات الغش هدفها التربح المادي ونرصد محاولات الغش والتسريب خلال دقيقتين

أيمن رفعت المحجوب يكتب: دروس فى الإقتصاد للوزراء الجدد.. احذروا الإنفاق العام والتضخم..!

أيمن رفعت محجوب
أيمن رفعت محجوب

تؤدي زيادة النفقات العامة للدولة، عن طريق رفعها للطلب الكلي، إلي التأثير في المستوى العام للأثمان (أي إحداث تضخم) وهذا هو مضمون تحليل الفكر الاقتصادي المعني بتغيرات الطلب الكلي وما تؤدي اليه من اضطرابات في المستوى العام للأثمان في أي دولة.

وعلى ذلك يمكن أن نرد أثر النفقات العامة في مستوى الأسعار في مصر إلى أمرين؛
أولهما ؛
أثر تغيرات النفقات العامة في حجم الطالب الكلي.
وثانيهما ؛
أثر تغيرات حجم الطلب في مستوى الأثمان ،وهو ما ينصرف الى انقسام اثر تغيرات الطلب بين مستوى الانتاج والمستوى العام للأسعار ( أي بين التشغيل ودرجة مرونة الجهاز الانتاجي).
ومعنى ذلك أن أثر الزيادة في الطلب الناتجة عن زيادة الإنفاق العام تنقسم بين ارتفاع مستوى الناتج المحلي الاجمالي وارتفاع الأسعار أيضاً.

ففي البلاد الأخذة في النمو كمصر يلزم أن نفرق بين حالتي البطالة والتشغيل الكامل. ففي حالة "البطالة الواسعة" نجد أن الزيادة في الطالب تنصرف، بصفة أساسية الى زيادة الإنتاج، وبصفة محدودة الى ارتفاع الأسعار.

ثم تأخذ الأثمان في الارتفاع بصورة تصاعدية مع ارتفاع حجم الانتاج ، حتى إذا ما وصلنا الى مرحلة " التشغيل الكامل" ، ينصرف أي أثر لزيادة الطلب بعدها بصفة كلية إلى ارتفاع الأسعار ، ويترجم بالتالي إلى " التضخم المطلق".

ولكن ولعدم مرونة الجهاز الانتاجي في مصر مرونة كافية ، للتفاعل مع الزيادة في الطلب الكلي الناتج عن زيادة الانفاق العام للدولة وهو ما يحدث الان ، تنصرف تلك الزيادة في الطلب على الاستهلاك إلى زيادة في الأسعار بصفة أساسية.
وذلك ببساطة لعدم مرونة العرض الكلي المحلي للطلب على أموال الاستهلاك.

وعلى ما تقدم نؤكد أن زيادة الانفاق العام للدولة ، لو لم تكن محسوباً بدقة – ومحدد الغرض منه، سوف تفضي مع إدخال تحليلي السابق الذكر في الحساب ، إلى ارتفاع الأثمان في حالتين ؛
أولهما ؛
حينما يؤدي التغير في بنيان الضرائب والنفقات العامة ، في حالة عدم توازن الميزانية العامة ( مثل الحالة المصرية) ، يؤدي ارتفاع الطلب الكلي في حالة اقتطاع الضرائب جزءاً كبيراً من الادخار ، على أن تقوم الدولة هي بالإنفاق البديل ، ترتفع الأسعار لارتفاع تكلفة الاستثمار من خلال ارتفاع أسعار فائدة الاقراض.

وثانيهما؛
حالة إحداث عجز الميزانية ( وهي ما تعرف بحالة التضخم المالي) وعادة ما يؤدي هذا "التضخم المالي"، واتفاقاً مع التحليل السابق البيان ، إلى ارتفاع أخر في المستوى العام للأثمان . ويكون هذا الارتفاع في الأثمان تضخمياً في حالة التشغيل الغير كامل في بلاد مثل مصر.
ومن الضروري أن ننبه ، ونحن بصدد دراسة.
أثر زيادة النفقات العام في مستوى الطلب والأسعارأيضاً إلى أثرهما الواضح في إعادة توزيع الدخل القومي عن طريق تغيرات الأثمان (التضخم).
وذلك أنه إذا حدث، وإن كان ما لا يعدو أن يكون فرضاً نظرياً بحث (لا يحدث في الواقع في أي دولة في العالم )، وارتفعت جميع أسعار المنتجات وعوامل الانتاج بنفس النسبة ، فإن ذلك لا يؤدي إلى إعادة توزيع الدخل القومي في صالح أحد ولا على حساب أحد. إنما الواقع العملي هو أن ترتفع الأثمان بمعدلات مختلفة بين المنتجات وعوامل الانتاج، أو يرتفع بعضها دون الأخر ، وهذا ما يعرف بتغيير "الأثمان الكلية" وتغيير "الأثمان الفردية".....!!!!!!!!

وكما ذكرنا فإن الحالة الأولى لا تقلقنا ( لأن الكل يتساوى – وهذا لا يحدث عملا) ولكن الذي يقلقنا هي الحالة الثانية ( حيث ارتفاع الأسعار الفردية بنسبة مختلفة) وهو ما يؤدى إلى تغير العلاقات القائمة
بين الأثمان النسبية .
وهذا هو الذي يعيد توزيع الدخل القومي في صالح أصحاب الدخول المتغيرة (أصحاب الدخول الرأسمالية)
وفي غير صالح أصحاب الدخول الثابتة (مثل اصحاب الأجور والمرتبات والمعاشات) وهم الأكثرية في مصر.

الأمر الذي ينذر بخطر كبير، وعليه يجب على الحكومة الجديدة مراعاة الأثار التضخمية السلبية لسياسة الانفاق.
العام المتبعة ، حتى تحقق التنمية الاقتصادية المطلوبة ، بدلا من أن تنتهي إلى مجرد ارتفاع عام في الأسعار يضرب بشدة مستوى معيشة الطبقة العريضة من شعب مصر.