الطريق
السبت 19 يوليو 2025 05:32 مـ 23 محرّم 1447 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
تفاصيل اجتماع لجنة الحكام الرئيسية باتحاد السلة باحث: القاهرة تدفع بكل جهد ممكن لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب على قطاع غزة الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يُقر تعويضات إضافية لعملاء الإنترنت الثابت مسبقي الدفع المتأثرين بنسبة ٥٠٪؜ من الباقة الأساسية تضاف كباقة مجانية إضافية وزير قطاع الأعمال العام يجري جولة تفقدية لمبنى ”قصر القطن” بالإسكندرية وزير الإسكان يتفقد المحاور والطرق بمدينة الشيخ زايد ويوجه بالمتابعة الدورية لأعمال النظافة والري وصيانة المسطحات الخضراء انطلاق فعاليات صيف الأوبرا 2025 تحديث نظام الإضاءة الداخلية لأهرامات الجيزة وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يتابع مستجدات الموقف التنفيذي لأعمال توفير التغذية الكهربائية لمشروعات الدلتا الجديدة وفد مصري برئاسة محافظ البنك المركزي المصري يشارك في الاجتماع الثالث لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين ”G20”بجنوب أفريقيا بالتعاون بين وزارة الثقافة ممثلة في وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية يفتتحان مشروع تطوير ساحة مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي بكفر الشيخ وزير الإسكان يعقد اجتماعًا بمقر جهاز ”مدينة 6 أكتوبر ” لمتابعة سير العمل بمدن أكتوبر والشيخ زايد وسفنكس الجديدة الشباب والرياضة: الموبايل سينما يصل الفيوم لتأهيل الشباب للتعبير المجتمعي عبر الهاتف المحمول

أيمن رفعت المحجوب يكتب: سؤال وجواب فى الاقتصاد

لم يذكر الدّين كفارق للمقارنة بين أي نظام اقتصادي اشتراكي كان أم رأسمالي ، فما الفارق الدّيني إذاً ؟ .

الحق أنه لو كان المقصود المقارنة بين الاشتراكية والرأسمالية عموماً ، لا الاشتراكية عندها مذهب محدد , فالدّين لا يلعب دوراً هاماً في هذه المقارنة ، وذلك لأن بعض الدول القليلة التي ما زالت تطبق النظام الاشتراكي فإنها لا تهتم بذكر الدين ، لأن هذه مسألة خاصة بكل فرد ولا تميز النظام الاقتصادي المطبق حتى وان ذهبنا الى النظام الرأسمالي نفسه ، وإن كان بعض الرأسمالين يؤمنون بالدّين ، لكن نظامهم منذ أن أقاموه ( في كتاب أدم سميث ثروة الأمم)
لم يكن في ذهنهم يوضح أن الاشتراكية ضد الدّين ، وأن نظامهم مع الدّين ، لكن لو كان السؤال يتعلق بالمقارنة بين الاشتراكية و الرأسمالية والتطبيق "الوسطي" في مصر ‘ فإن الوضع يختلف عن الحديث سابق الذكر.

فمن المؤكد أن جزء كبير من "الفلسفة الاشتراكية الماركسية" تنكر الدّين شكلا و موضوعا ، بمعنى أن ماركس كان يتصور أن العالم تحركه قوى داخلية أي يحركه التطور المنبثق من الانسان والطبيعة ، والذي يحدث في وسائل الانتاج أن الآلة تتغير والآلة تكبر والتقدم العلمى من صنع البشر وحدهم ، وتطور الانسانية يأتي من الداخل وليس من الخارج ، بمعنى أنه كان ينكر وجود القوى الالهية الخارجية للمولى عز وجل ( خالق الأرض والسماء) ، أي أن العالم يتطور داخلياً عنده ،
فخلاصة القول أن "الماركسية" لا تؤمن بوجود الأديان
وعلية لا للدين علاقة بكل العلوم و منها علم الاقتصاد ونظرياتة .

أما نحن في مصر فمن المؤكد أننا قد نكون أكثر شعوب الأرض إيمانا ً بالدّين ، فالمعتقدات عندنا قوية سواءً كنا مسلمين أو مسيحيين ونحرص بشدة على القيم الدينية الوسطية في هذا البلد ، وهذا الحرص قد لوّن شكل نظامنا الاقتصادي دائماً إلى الاتجاه الوسطي المعتدل بين النظام الفردي الحر المسئول والنظام الجماعي المحقق للعدل الاجتماعي ، بمعنى إحداث مزج بين مزايا الرأسمالية المنضبطة والاشتراكية المؤمنة بحق الفرد والجماعة , ووجود القوى الالهية الخارجية المتحكمة في تطور العالم مع العنصر البشري الخلاّق ، وقد انعكس هذا على القيم الخلقية عندنا .

ويتضح هذا أيضاً في عدم سفك الدماء في ثوراتنا الكبرى (على مدار التاريخ الحديث) كما أن النزعة الدينية عندنا تنصرف للإيمان بالعدل وبالمساواة ، هي نزعة في حقيقتها وسطية معتدلة كما ذكرنا ، وذلك لأن المسلمين الأوائل لم يعرفوا كلمة "اشتراكية أو رأسمالية" لأنها نظريات وتطبيقات لاحقة على الأديان ، ولكنهم كانوا يعرفون قيماً معينة خلاصتها العدل والمساوة ، وهذه هي القيم التي نحرص عليها في مصرنا الحديثة.

فحينما نحرص على إقامة المساواة وعلى إقامة العدل الاجتماعي و الكرامة الانسانية ، فإنما نحرص على قيم تحرص عليها كل الأديان السماوية ، وإني لم أذكر كلمة "الدّين" ، لكن ذكرت التطبيق الوسطي لنظام اقتصاد والقائم بالفعل في كثير من دول العالم ومنها فرنسا. ولعل هذا التطبيق يختلف في الواقع وينبعث من الامكانيات الموجودة هنا وهناك.

وان كنت أقصد بالقيم ، القيم الدّينية أساساً لأن الدّين في مصر وكما قدمت من قبل ، هو الذي شكّل كل القيم ، القيم الاجتماعية والقيم الانسانية وحتى السياسية منها والاقتصادية . حقاً أن هناك قيماً أخرى قد تأتي من غير الدّين ولكن تظل أهم القيم التي يؤمن بها الشعب المصري موجودة ومنبثقة من الايمان بالله تعالى ، وسوف تظل أيضاً تفرض نفسها في تكوين أي نظام اقتصادي في وطننا.