مصطفى عامر لـ”الطريق”: لهذه الأسباب موقف حفتر أقوى من السراج

علق مصطفى أمين عامر، الباحث المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية والجهادية، على المفاوضات التي من المقرر إتمامها بين كل من قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، والتي من المقرر عقدها اليوم الإثنين في روسيا، حيث أكد أن الوضع الحالي في ليبيا معقد للغاية، ولابد من قراءة متأنية للخلفيات التي على أساسها بات هناك وساطة من قبل روسيا التي ألقت بثقلها في الشأن الليبي، في محاولة منها لملأ الفراغ الأمريكي، مشيرا إلى أنه ولكي نحدد ما إذا كان الاتفاق بين حفتر والسراج سيتم أم لا، يستلزم أولا فهم وضع ومكانة روسيا فيما يتعلق بالشأن الداخلي الليبي، لكي تكون هي الوسيط لحل الأزمة بين الطرفين.

وقال "عامر" في تصريحات خاصة لـ "الطريق"، إن روسيا لديها علاقات ثنائية قوية مع كافة أطراف الأزمة الليبية، وخاصة مع المشير حفتر، وتربطها علاقة مصالح مشتركة مع تركيا التي سبق وأبرمت إتفاق مع حكومة الوفاق، لذلك وعلى حد تقديره هي طرف قوي في هذه الأزمة ومن الممكن أن تساعد على وجود حل، لكنه سيظل حل مؤقت.

الباحث مصطفى عامر أمين

وأوضح "عامر" أن هناك العديد من المعايير التي تحكم الصدام العسكري بين كل من الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر، وما يعرف بقوات حكومة الوفاق الوطني والميليشيات الإرهابية التي يقودها فايز السراج، والتي بشكل واضح تجعل إنهاء الأزمة ليس سهل على الإطلاق، منوها أنه على سبيل المثال، وفيما يتعلق بالوضع الميداني، هناك سيطرة قوية تصل نسبتها لأكثر من 90% من قبل المشير خليفة حفتر، وبالتالي هو يحارب مجرد جنود تابعين لحكومة الوفاق، وهذا يجعله متفوقا على حكومة الوفاق والميلشيات الإرهابية التابعة لها في العاصمة الليبية طرابلس.

وكشف "عامر"، عن الأسباب التي تجعل موقف حفتر في مفاوضاته أمام السراج قوي جدا، أهمها أنه تمكن من فرض حصار عسكري على مجمل الأراضي الليبية التابعة لحكومة الوفاق وعلى رأسها العاصمة طرابلس، كما أنه على وشك إنهاء عهد الميليشيات المسلحة في طرابلس، وهزيمتهم جميعا.

المشير حفتر

وحول الأسباب التي تجعل موقفه أمام السراج قوي، أوضح "عامر"، أنه يلق دعما قويا من قبل العديد من الدول في المنطقة، وعلى رأسها: "مصر والسعودية والإمارات" علاوة على الدعم الذي تقدمه له فرنسا، مشيرا إلى أن هذه الدول تحرص على دعم حفتر هو يقينهم بأنه يمثل قوة عسكرية منظمة، وقادر على ضبط الوضع العسكري في الداخل الليبي، مؤكدا أنه وبسبب قوة موقف حفتر في مفاوضاته أمام السراج، فهو ليس مضطر لقبول أي ضغوط روسية أو شروط من الممكن أن لا ترضي الجانب الذي يمثله سواء في مجلس النواب الليبي، أو ضباط الجيش الوطني الليبي.

واعتبر "عامر" أن السراج يواجه أزمة حقيقية وموقفه في المفاوضات ضعيف جدا، فهو يمثل حكومة استدعت تدخل أجنبي يسيطر عليها الميليشيات الإرهابية، التابعة لتنظيمات جهادية وهذا الأمر مرفوض تماما من قبل المجتمع الدولي، كما أن لها علاقات مع جماعة الإخوان ذات التاريخ المشبوه في مصر وتونس، وغيرها من الدول في المنطقة.

فايز السراج

وحول سؤاله عن السبب وراء مشاركة تركيا لروسيا في إتمام المفاوضات بين كل من حفتر والسراج، على الرغم من أنها كانت حريصة على دعم حكومة الوفاق عسكريا، أكد "عامر" أنها باتت تعي الوضع العسكري في ليبيا، وأنه من الممكن أن تتورط في بحور من الدم الليبي، لذلك تراجعت عن تقديم أي صورة من صور الدعم لحكومة الوفاق، لذلك فإن القضية تسير في صالح الجيش الوطني الليبي ومجلس النواب، معتبرا أن كل ذلك سيجعل مهمة روسيا معقدة في الوصول لحل سياسي يرضي الطرفين.

وأشار "عامر" إلى أنه وفي حال تمكنت روسيا من الوصول لحل سياسي، فإنه سيكون في صالح البرلمان الليبي المنتخب والجيش الوطني، لافتا أن المباحثات التي سيتم طرحها سواء في مؤتمر برلين أو في أي مفاوضات أخرى، ستهتم وبشكل أساسي سبل القضاء على أي ميليشيات مسلحة في ليبيا، وأن لا يكون هناك أي أعتماد عليها على الإطلاق.