الطريق
الخميس 16 مايو 2024 05:23 صـ 8 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«الحياة كوم سوداني» هكذا تحدث أحمد خالد توفيق عن الموت

دكتور أحمد خالد توفيق
دكتور أحمد خالد توفيق

"ترانزيت.. الرحلة لم تنته بعد".. جملة دعائية لفيلم تسجيلي قصير، كان أحد مشاريع تخرج بعض طلبة قسم الإعلام في كلية الآداب جامعة عين شمس، وهو آخر عمل شارك فيه دكتور أحمد خالد توفيق قبل وفاته.

تدور فكرة الفيلم حول العائدين من الموت، هؤلاء الذين كانوا على شفا حفرة منه ثم نجوا بمعجزة آلهية غيرت نظرتهم للحياة.

وبفضل مشاركة الدكتور أحمد خالد توفيق في ذلك الفيلم، نال العمل شهرة كبيرة، حيث كان الراحل ضمن أربع شخصيات تحدثوا عن رحلتهم مع الموت.

وروى في الفيلم عن تعرضه لنوبة قلبية توقف بسببها قلبه ونقل للمستشفى، قبل أن يخضع لعدة عمليات جراحية.

فماذ قال العراب في الفيلم؟

وكيف تواصل الطلبة معه؟

تقول جهاد عبد المنعم، إحدى المشاركات في صناعة الفيلم التسجيلي "ترانزيت"، إنها وزميلاتها في بداية عامهن الدراسي، بحثن عن فكرة لمشروع التخرج الخاص بهن، واستقروا على مناقشة رحلة الموت، ومن استطاع أن يرجع منها.

تضيف جهاد أنهن اخترن شخصيات تعرضت لمشاكل صحية جعلت هادم اللذات قريبا منهم، لكنهم، وفي اللحظات الأخيرة، كتب لهم عمرا جديدا.

وكان الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق في مقدمة اختيارتهن، وبعدها فكرن في كيفية الوصول إليه.

اقرأ أيضا: نبيل فاروق لـ"الطريق": أحمد خالد توفيق لم يكن إخوانيا.. وهذه تفاصيل آخر مكالمة بيننا

الذهاب لجامعة طنطا

روت جهاد لـ"الطريق" عن رحلة ذهاب ذهب ثلاثة من زميلاتها إلى جامعة طنطا، حيث يعمل العراب، لمقابلته وإقناعه بالمشاركة، وبالفعل قابلنه، ورحب بهن كثيرا، وأعجب بالفكرة، واتفق على أن يكون متواصلا معهن، ليبلغهن بميعاد التسجيل.

مرض العراب

تكمل جهاد قائلة: "تعرض لنوبة صحية خطيرة، ولم يستطع الحضور، واعتذر في أكثر من مرة، وهنا تسلل القلق والخوف لقلوبهن، خشية أن لا يشارك معهن، لما له من شهرة كبيرة، وكونه شخصية مؤثرة ومثقفة، واستمررن في الاتصال به، والاطمئنان على حالته الصحية أولا بأول.

اقرأ أيضا: في ذكرى وفاته.. هل نجح أحمد خالد توفيق في مهنة الطب؟

أحمد خالد توفيق والوفاء بالوعد

"كنت في انتظار نتائج التحاليل لكنها تأخرت قليلا، فخفت أن أتأخر عليكن، لذا فسآتي للقاهرة غدا، للحاق بحواري معكن".. تلك كان كلمات أحمد خالد توفيق التي أسعدت الفتيات بسبب تحقق مرادهن، وقدوم الروائي الأشهر والأقرب لقلوب الشباب.

لكن الفرحة خالطها شيء من الخوف، بسبب عدم الاستعداد لقدومه، وبدأن في البحث سريعا عن موقع للتصوير، وتجميع الأدوات اللازمة، وتجهيز الأسئلة.

وفي صباح اليوم التالي، طلب منهن العراب إرسال العنوان، ورفض أن تأتي أي واحدة منهن لاصطحابه، واعتمد على نفسه في الذهاب لمكان التصوير، من طنطا إلى مدينة نصر.

اقرأ أيضا: صباحك روقان.. اضحك مع دكتور أحمد خالد توفيق و"الطريف في طب الريف"

الحياة كوم السوداني

"خوف، فرحة، انبهار بالكلمات، نظرة فخر".. هكذا عبرت جهاد عن المشاعر المختلفة التي راودتها، والتي كانت تتغير مع كل كلمة ينطق بها الراحل.

اعترف الراحل أحمد خالد توفيق بتقبل الموت، وانتظاره، بعد تعرضه لوعكة صحية، وتركيبه لجهاز منظم ضربات القلب، ولخص للفتيات الحياة والموت في جملة بسيطة "الحياة عاملة زي كوم سوداني، بتفضل تاخد منه وإنت ومش واخد بالك، لحد ما في مرة تمد إيدك تلاقي الكوم خلص".

رغم سهولة الجملة، إلا إنها كانت في محلها، فاخترنها الفتيات لبرومو الفيلم.

وتقول جهاد إن أحمد خالد توفيق وصف تجربة الموت ببساطة، فهو لم يدخل في مرحلة ما بين الحياة والموت، ولم يشاهد خيالات ورؤى، بل كان في غيبوبة فقط.

خبر مفجع

بعدة عدة أيام من التصوير، وتودعيهن للراحل، وانتظار العرض الخاص للفيلم ضمن مشروعات التخرج، حتى يحضر الدكتور أحمد خالد توفيق، وفي أثناء تجهيز عضوات الفريق لمعدات التصوير، للانتقال لشخصية أخرى واجهت الموت، صعق الفتيات خبر وفاة الدكتور أحمد خالد توفيق.

في البداية ظنوا أنها مجرد شاعئة، لكنهن صدمن بشدة عندما تيقنوا من الأمر، لكنهن سرعان ما عدن لحماستهن، ليكملن الفيلم، حتى ينلن شرف أن يكن أصحاب آخر لقاء مع العراب، وينال الفيلم شهرة واسعة بعد رحيله.

موضوعات متعلقة