الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 12:50 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

”من دعم نفسي لحفل بالزغاريد”.. أهالي المنوفية يستقبلون مصابي كورونا

الدكتور محمد شيح
الدكتور محمد شيح

كان لأزمة انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد -19، تبعات سلبية على حياة المواطنين حيث أظهر الوباء بعض الصفات السلبية في المجتمع المصري، ولنا فيما حدث من أهالى قرية شبرا البهو بمحافظة الدقهلية، عندما رفضوا دفن الطبيبة سونيا عبد العظيم -ضحية فيروس كورونا- خير شاهد ودليل.

المنوفية تختلف

استقبل أهالي قرية كفر فيشا الكبرى بمركز منوف في محافظة المنوفية، ممرضا كان مصابا بفيروس كورونا بالزغاريد والترحاب، مصطفين من بداية قريتهم وحتى منزل الممرض "م. ع." ممرض معهد الأورام المتعافي من فيروس كورونا المستجد.

وقام أهالي كفر فيشا بالتصفيق له من بداية القرية وحتى وصوله إلى منزله، مقدمين له شهادة تقدير عن أهالي القرية، مؤكدين أنهم أصروا على تقديم الشكر للممرض المتعافي بطريقتهم الخاصة نظرا لما يقدمه "جيش مصر الأبيض" من تضحيات ومخاطرات يقومون بها من أجل الحفاظ على أرواحنا.

الممرض أعرب عن سعادته الكبيرة لاستقبال أهالي القرية وتهنئتهم له على الشفاء، مؤكدا أن هذا الموقف عوضه عن الكثير من ألم الإصابة بالفيروس، مشيرًا إلى أنه يعمل ممرضا بمعهد الأورام منذ قرابة الـ8 سنوات، وأصيب بالعدوى بكورونا عقب مخالطته أحد المصابين بالفيروس داخل المعهد، ومعه ما يقرب من 20 من زملائه المخالطين للحالة.

وعلى الرغم من انتشار فيروس كورونا في محافظة المنوفية؛ إلا أنه أصبح واسع الانتشار في وقت قليل، ليصبح هذا الإقليم من أعلى نسب الإصابة على مستوى الجمهورية، لتسجل أكثر من 700 حالة إصابة بينهم أكثر من 70 حالة وفاة، إلا أن المحافظة لم تسجل حالة اعتراض واحدة على دفن ضحايا الفيروس، على العكس من ذلك تقام الجنازات في إطار الخطة الاحترازية لمواجهة الفيروس.

قويسنا تدعم ابنها

الدكتور محمد شيخ، أخصائي الجهاز الهضمي والقلب، يشغل حاليًا منصب نائب مدير مستشفى بنها للتأمين الصحي، ولكن العمل الإداري لم يشغله عن التواجد في الصفوف الأولى لمحاربة فيروس كورونا، بالإضافة إلى مباشرة عيادته الخاصة في قريته "ميت برة"، والتي يخدم من خلالها كل قرى مركز قويسنا، ومعروف عنه أنه يقوم بالكشف مجانا لكل الحالات غير القادرة، وهو ما جعل البعض يطلق عليه (طبيب الغلابة).

أعلن الدكتور محمد شيح مساء أمس، إصابته بفيروس كورونا، نتيجة مخالطته لبعض الحالات، لينزل الخبر على أهالي قريته ومركز قويسنا بالكامل كالصاعقة، لما يمتلكه هذا الطبيب الشاب من حب وتقدير بين الناس.

وجاء في البيان الذي نشره "شيح"، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، "بعد أن شاءت إرادة الله أن أصاب نتيجة مخالطتي لبعض الحالات الإيجابية، أطمئن أهلي وإخواني أني الحمد لله بخير وأتلقى العلاج حالياً والوضع الصحي مستقر ولله الفضل والمنة، لكن أحذر الجميع وبالأخص أهالينا المتهاونين جدا هذه الأيام دي، برجاء الحذر ثم الحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة وتقليل الخروج من المنزل".

وهبطت التعليقات على منشور الدكتور "شيح"، كالمطر، داعين الله عز وجل أن يشفيه ويعافيه، وأن يخرج من هذه الأزمة معافى بعد أن يتغلب من هذا الفيروس اللعين، مؤكدين أن عمل الخير الذي مارسه هذا الطبيب مع مرضاه سيكون مساندًا له في أزمته، لينتصر في النهاية ويعود لحياته الطبيعية.

وقال الدكتور محمد شيح، المصاب بفيروس كورونا نتيجة مخالطته لحالات مصابة بالفيروس، عندما علمت بإصابتي بهذا الوباء كنت أنتوي ألا أعلم أحد مُكتفيا بإخبار المقربين من العائلة فقط، مضيفًا، ولكن الخطة لم تنجح لأن المرضى كانوا يسألون عليا بشكل دوري وكانوا في حالة استغراب عندما كنت مختفيًا بسبب العزل الذاتي في بداية الأمر.

وأضاف "شيح"، في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أشعر بالفخر، لأن الدعم النفسي والمعنوى الذي حصلت عليه من خلال تواصل كل أهالي مركز قويسنا بشكل عام وقريتي بصفة خاصة؛ أحدث معي فارقًا كبيرًا، مؤكدًا أن حب الناس لا يمكن أبدا أن يقدر بثمن وخاصة في الأوقات العصيبة التي يحتاج فيها الإنسان لهذا الدعم.