الطريق
السبت 21 يونيو 2025 11:39 مـ 25 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
إعلام أمريكي عن المتحدث باسم جيش الاحتلال: هدفنا ضمان أن تكون إيران في حالة فوضى وزير الخارجية والهجرة يلتقي بوزير خارجية إيران في اسطنبول قافلة دعوية موحدة إلى شمال سيناء بالتعاون بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية محافظ الجيزة: غدًا افتتاح معرض الحرف التراثية والمنتجات اليدوية بمشاركة مجموعة من السفارات والمحافظات وزير قطاع الأعمال العام يجتمع برؤساء الشركات القابضة لمتابعة مشروعات التطوير والشراكة والاستثمار وزير الكهرباء يتفقد محطة محولات الهضبة 2 ومجمع المخزون الاستراتيجي للكابلات بهضبة الأهرامات وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي بعثة هيئة التعاون الدولي اليابانية ”جايكا” المستشارة أمل عمار تستقبل الدكتورة حنان حمدان ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بمصر لبحث سبل التعاون المشترك محافظ الوادي الجديد يستقبل وزيريّ الري والزراعة جيش الاحتلال: هاجمنا عشرات الأهداف العسكرية في جنوب غرب إيران بأكثر من 50 ذخيرة شاهد.. كيفية تشجيع الأبناء على الصلاة والالتزام بها منتخب الشباب يهزم إسبانيا ويخطف صدراة مجموعته ببطولة العالم لليد

عبد الباسط عبد الصمد.. نبراس الخير الذي لن ينطفئ

حامد إبراهيم
حامد إبراهيم

الخير لا يذهب..

والمعروف لا يضيع..

وأثرهما في النفوس السوية لا يُمحى..

مقولات تبدو مفرطة في المثالية..

ولكن من عرفني أنها بالفعل يمكن أن تكون "حقيقة واقعية محضة" شخص بسيط للغاية لا يعلم شيئًا عن المكتوب هنا.

في كثير من الأحيان لكي أستعيد لحظات جميلة أو كلما ازدحم عقلي بالكثير من المنغصات أذهب إلى منزل الشيخ عبد الباسط.. نعم.. أذهب إلى هناك فقط لأقف أمام باب المنزل دقائق قليلة.. ثم أقرأ الفاتحة للشيخ عبد الباسط وأنصرف.

ولكن شاءت إرادة الله أن ألتقي هذه المرة وأنا أقف بحارس العقار.. وبعد التمحيص الواجب والسؤال المعتاد بوجه متسائل بشوش:

"خير أؤمر أي خدمة؟؟؟".

أخبرته أنني هنا ببساطة لأنظر فقط إلى بيت الشيخ عبد الباسط.

استفسرَ عما إذا كانت هناك حاجة معينة لي أو لدي موعد مع أي من سكان العقار.. فأخبرته أنني فقط محب للشيخ لا أكثر ولا أقل.. عرض عليَّ أن يبلغ أحد أبناء الشيخ ويستأذنهم أولًا قبل أي شيء إن كانت لي أي حاجة لأنهم:
"ناس أكابر ومحترمين بيساعدوا كل الناس في أي حاجة".

فابتسمت.. وكررت عليه أنني حضرت هنا فقط لأرى المنزل.. ويبدو أنه تبيَّن ذلك بالفعل وأنني أحد الملايين من عشاق الشيخ.. وإن لم يتخل عن حذره ومسئوليته كحارس.. فسألته:

"انت شفت الشيخ عبد الباسط؟؟؟"

فأجابني:

"شفته؟ طبعًا شفته.. هو فيه حد في الناس زي الشيخ عبد الباسط الله يرحمه؟ مفيش زيه يا أستاذ.. كان كل يوم على صباحية ربنا يناديني ويديني فلوس ويقول لي يلا روح افطر الأول.. لحم كتافي من خيره الله يرحمه".

سألت مرة أخرى:

"معاملته مع الناس كانت ازاي يا عم الحاج؟".

فأجاب بلهجة متهدجة وقد شاب وجهه أثر الذكرى:

"أحسن معاملة.. أحسن معاملة.. الله يرحمه كان بسيط أوي.. ليه دكة كانت هنا قدام البيت كان يقعد عليها الصبحية عشان الرجالة والستات اللي على الله يجوا ياخدوا رزقهم.. واللي عاوز حاجة أو مساعدة.. الدكة لسة جوة أهي مركونة جوة... الله يرحمه ويحسن إليه".

جالت بخاطري في ثانية فكرة أنه إذا كان لنا أن نبحث عن مثال للمثل القائل: "إذا أردت أن تعرف معدن رجل فانظر إلى علاقته بالخادم" فلن نجد مثل هذا مطلقًا ليدلنا على معدن هذا الرجل العظيم.. عبد الباسط عبد الصمد.. الذي استوحى من السنة المطهرة آداب معاملة الخادم كما يجب.

كانت نبرة الإخلاص والصدق والإحساس بالحب تجاه الشيخ جعلتني في الحقيقة غير قادر على استكمال الحديث رغم متعته.. فحييت الرجل ببالغ الاحترام والمودة وانصرفت مسرعًا.

نعم..

خشيت أن تخونني عيناي أمامه.