الطريق
الخميس 9 مايو 2024 07:52 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

في ذكراها السابعة.. ماذا لو لم تنجح ثورة 30 يونيو؟

ثورة 30 يونيو
ثورة 30 يونيو

يوافق اليوم، الذكرى السابعة لثورة 30 التي أطاحت بقيادات الأخوان، وإنهاء فترة حكمهم التي اتسمت بالظلم والرجعية، وتسببهم في العديد من الأزمات التي من شأنها هدم الدولة بأكملها، ويدور السؤال حول ماذا لو لم تنجح ثورة 30 يونيو؟

قال الخبير في الإسلام السياسي، عمر فاروق، إنه لو لم تنجح ثورة 30 يوليو لما تغيرت بوصلة المشهد السياسي في مصر والمنطقة العربية وتم إعادة كتابة التاريخ الحديث بشكل مغاير مثلما كان مرسوما ومحددا له وفقا لمشاريع وأطماع استعمارية داخل الشرق الأوسط برعاية تركيا وقطر وإيران، وبتأييد أمريكي وبريطاني، ولظلت عشرات المخططات والأهداف التي تم التجهيز لتطبيقها خلال مرحلة حكم الإخوان وتصدرهم للمشهد السياسي داخل مصر والمنطقة العربية.

 

استمرار المد الأخواني داخل المنطقة العربية

وأضاف خبير الإسلام السياسي أن المد الإخواني داخل مصر والمنطقة العربية كان سيستمر، ومساعيهم في الهيمنة والسيطرة تحقيقا لمشروع دولة الخلافة المزعومة وصولا لـ"استاذية العالم" التي طرحها حسن البنا وسيد قطب منذ أربعينات القرن الماضي، ولتدمير مفاهيم الدولة الوطنية القومية لصالح الأممية الرديكالية الإصولية التي لا تعترف بالأوطان وحدودها ومقدرات الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم.

وأكمل "فاروق" قائلًا: "لولا ثورة يونيو لنجحت محاولات الإخوان في تفكيك المؤسسة العسكرية بهدف إضعاف الدولة المصرية، للسيطرة عليها وإخضاعها لمشروع الجماعة، لأنها البوابة الأولى والأهم في السيطرة على المنطقة العربية والشرق الأوسط، وأفريقيا.

 بالإضافة إلى تمصير الحالة الجهادية وتحويل القاهرة لمرتع للتنظيمات المتطرفة المنشطرة، التي يكفر بعضها البعض ويقتل بعضها البعض تحت شعارات تطبيق الشريعة، لصناعة تمركزت جغرافية مسلحة تسعى لإضعاف وتمزيق الدولة المصرية من خلال الحروب الأهلية بما يتيح السيطرة عليها بسهولة".

 

تفكيك المؤسسات الأمنية

وأوضح الخبير أن لولا نجاح الثورة لما توقفت مساعي الإخوان في تفكيك المؤسسات الأمنية واستبدالها بكيانات مسلحة على غرار الحرس الثوري الإيراني، تدين بالولاء لمشروع دولة المرشد و دولة الفقيه وليس لصالح الدولة المصرية، إذ أن الحاكم الفعلي حينها هو مكتب الإرشاد وليس قصر الإتحادية.

 بالإضافة إلى السياسة الداخلية والخارجية للدولة المصرية، وتقزيم مكانتها ووضعها كقوة إقليمية ذات نفوذ داخل منطقة الشرق الأوسط، بما يخدم دول محور الشر(تركيا وقطر وإيران) في الاستحواذ على مقدرات وخيرات شعوب المنطقة العربية وفقا لأجندات استعمارية غربية.

وأكد أن كل ما سبق كان سيخدم الأخوان في اختراق المؤسسات السيادية والاستيلاء على وثائق وأسرار الأمن القومي المصري، وتسليمها لتركيا وقطر، بهدف تركيع الدولة المصرية لخدمة المشروع الإخواني العثماني بقيادة التنظيم الدولي، ولنجحت محاولات السيطرة على المنظومة القضائية المصرية، وإخضاعها لمشروع الإخوان من خلال سن قانون جديد للسلطة القضائية، ينص على خفض سن تقاعد القضاة من 70 سنة إلى 60، بهدف عزل أكثر من 3500 قاض معارض للجماعة، واستبدالهم بعناصر إخوانية.

انفصال سيناء

وأوضح "فاروق" أنه لولا انتصار ثورة 30 يوينو، لنجح مشروع انفصال سيناء عن مصر، وتوطين الفلسطينيين على ترابها وفقا لمشروع الكيان الصهيوني المحتل، الذي طرحه مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، اللواء احتياط "جيورا أيلاند"، لتسوية الصراع مع الفلسطينيين في إطار دراسة أعدها لصالح مركز "بيجين - السادات للدراسات الاستراتيجية"، ونشرت في منتصف يناير 2010، تحت عنوان: "البدائل الإقليمية لفكرة دولتين لشعبين"، وعرفت في الصحافة الغربية بـ"صفقة القرن".

واختتم حديثه مؤكدًا على أن نجاح الإخوان في السيطرة على الحكم والبقاء كان سيساعدهم في المشهد السياسي وتحويلهم لأنظمة حليفة ومتعاونة فيما يخص تمرير مخطط تمزيق المنطقة العربية وتحويلها لمجموعة من الدويلات يسهل إخضاعها والسيطرة عليها وفقا لمخطط برنارد لويس، صاحب مشروع الشرق الأوسط الجديد، لجعلها ذات التوجهات الدينية والمذهبية والطائفية التي يمكن السيطرة عليها.

اقرأ أيضًا: في الذكرى السابعة.. جمال زهران: لولا ثورة 30 يونيو لتحولت مصر إلى ”خرابة”

وكان سيتحقق حلمهم ومطامعهم في النفوذ والهيمنة السياسية والاقتصادية على المنطقة العربية والشرق الأوسط، وتراجع قوة الجيش المصري وجهازيته، لصالح الجيش التركي والإسرائيلي والإيراني، ولتغيرت هوية الدولة المصرية ونسيجها الاجتماعي، واستولوا على تاريخ مصر وحضارتها، لصالح المشروع التركي العثماني.

 

موضوعات متعلقة