الوجه الآخر لكورونا

المعادن الأصيلة تظهر فى الشدائد دائما وعرف المصريين منذ القدم بمعدنهم الأصيل فالبرغم من الخسائر الفادحة لتفشي فيروس كورونا وما سببه من هلع لكثير من الناس مما اضطرهم لممارسه أفعال غير مقبولة ولم نكن نعرفها من قبل إلا ان هناك أشخاص استطاعوا إثبات العكس تماما مما جعلنا ننظر للجوانب الإيجابية والوجه الآخر للكورونا واستطاع مجموعة من المتطوعين من سكان إحدى المدن الجديدة بالقاهرة بتكوين فريق لمواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد ومساعدة جيرانهم من مرضى الكورونا مع ضمان سرية بيانات المرضى وذلك حفاظا على شعورهم ويرى هذا الفريق أن هذا الأمر ليس تطوع فقط بل هو واجب عليهم، عندما سألناهم كيف جائتهم فكرة التطوع؟ ومالدافع وراء ذلك؟ وما الرسالة التي أرادوا توجيهها لغيرهم فكانت إجابتهم كالآتي:
السيدة بسمة درغام "استشاري تربية خاصة وعلاقات أسرية"
جاءتها فكرة التطوع لتحقيق التناغم بين أرض الواقع والمشاكل التي تواجهه جيرانها من المرضى والسرعة لتحقيق ذلك دون انتظار مساعدة الدولة فرأت أن تنظيم عمل المتطوعين في مجالات شتى مثل التطوع بوجبات الطعام للمرضى وكذلك توصيل المتطوعين بالمرضى عن طريق الجروبات وإرشادهم لتوفير أجهزة في المنزل مثل أجهزة قياس الأكسجين وتوفير الاتصال بالمستشفيات القريبة ومساعدتهم عن طريق جمع التبرعات وكان دافعها من ذلك تحقيق فكرة مساعدة جيرانها وتحقيق السعادة لهم فهي تشعر بسعادة فائقة من وراء ذلك، فهذه الجائحة أثبتت للعالم كله أن هناك أشياء لا يمكن الاستغناء عنها.
وأثبتت مجهودات الجيش الأبيض لمحاربة الفيروس وتقديم تضحيات من كوادره الطبية من أجل تخفيف وعلاج المرضي في العالم أجمع فهي اسمى المهن فلا بد أن نراعي مجهودات الأطباء ونحترمهم ونساعدهم في تحقيق ما يقدموه من خدمات لنا.
وأرادت توجيه رسالة للجميع: "علينا أن نقف يد واحدة لمحاربة هذا العدو الخفي فهي مسؤوليتنا جميعا وليست قاصرة على الدولة فقط".
المهندس سيد العراقي "أحد المتطوعين"
جاءته فكرة التطوع عندما ظهرت الآثار السلبية من هذا الفيروس من حيث تضرر الأسر والعائلات المحيطة من الجيران فوجد أنه لابد من تكوين عمل مجتمع إنساني لمساعدتهم وأطلق عليه.
"صحبة التيسير" وذلك لتقديم المساعدات الغذائية والطبية
وكان دافعه وراء ذلك التفاعل مع المجتمع ومد يد العون لجيرانه ورسالته كانت لابد أن نقف جميعاً كجيران يد واحدة حتى نخرج من هذه الأزمة.
السيدة إيمان زهران "ربة منزل ومتطوعة"
جاءتها فكرة التطوع بعد تقديم المساعدات في وجبات إفطار صائم فى رمضان فوجدت أن تقديم وجبات لمرضى كورونا من جيرانها لا تقل أهميه وثوابا عن إفطار صائم وكان دافعها من وراء ذلك: مساعدة جيرانها وتوصيل شعور السعادة لهم حتى لا تشعرهم بأنهم منبوذين من المجتمع فهي تؤيد مقولة: "أسعد الناس من يسعد الناس" فكان شعورها وهى توزع الوجبات لجيرانها كأنها توزع السعادة عليهم وخاصة أن المتطوعين الذين يقومون بإعداد الوجبات كان يبعثون رسالات مع الوجبات مثل "ألف سلامة- وحشتونا- بنحبكم" كرسالة حب وتشجيع للمريض.
وأرادت توجيه رسالة ليس لجيرانها فقط بل لجميع المصريين "يجب أن نراعي شعور مريض الكورونا فنصف شفائه هو دعمه نفسيا وطمأنينته فكلنا عائلة واحدة وشعب واحد ولن نصل لبر الأمان إلا بفضل تكاتفنا معا، فهي ترى أن هذه الجائحة بالرغم من أنها محنة فهى منحة جمعت الجيران وأظهرت المعدن الأصيل لكثير من المصريين.