الطريق
السبت 27 أبريل 2024 01:50 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بهدف نشر التوعية لحماية البيئة.. سلمى تُعيد تدوير الورق لاستخدامه في تنفيذ رسوماتها

الطالبة سلمى حاتم
الطالبة سلمى حاتم

منذ نعومة أظافرها ولديها شغف بالفن بكافة أنواعه، كان دومًا يراودها حلم الالتحاق بإحدى الكليات التي تستطيع من خلالها إظهار موهبتها الفنية، ظلت تركض وراء مسعاها حتى توجته بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة، قسم الجرافيك، جامعة الإسكندرية.

من هناك بدأت النبش عن طرق متنوعة ومختلفة لاستغلال موهبتها في الرسم لصالح المجتمع، فأعادت تدوير الورق المُستخدم لاستغلاله في تنفيذ رسوماتها.

في نهاية العام الماضي خاضت الطالبة سلمى حاتم مشروعًا في كليتها يحاكي البيئة، وكان لخوض لهذا المشروع عدة شروط، تقول عنها سلمى: "كان ممنوع استخدام أي ورق أو بلاستيك لمدة 3 أشهر، ولو اضطرينا لاستخدامه، لازم ندور على طريقة نتعامل بيها تكون صديقة للبيئة".

أعدت سلمى ابنة مدينة الإسكندرية لهذا المشروع بشكل يؤهلها أن تُبدع شيئًا غير تقليدي، فقامت بدراسة طرق تصنيع الورق، وأجرت عدة تجارب للرسم على هذا الورق تقول عنها: "النتيجة كانت حلوة، وده شجعني إني أشتغل على ورق مُعاد تدويره، بدأت أدور على أماكن بتبيع الورق وأشتريت منهم واشتغلت عليه، حاولت أعيد تدوير البلاستيك لكن نتائج الورق كانت عملية أكثر".

لإعادة تدوير الورق طريقة أتقنتها سلمى ذات الـ21 ربيعًا، تحتاج خلالها توافر كما كبيرا من ورق الجرائد، وقطعة قماش ملساء، ووعاء كبيرا، وشبلونة وهي إطار من الخشب يشبه البرواز من أجل تثبيت فوقه شبكة من سلك النوافذ مع مراعاة نوع الحرير المستخدم، تقول: "الخطوات بتتقسم لثلاث مراحل، الأولى إعداد العجينة، عن طريق أننا بنجيب الورق ويتم تقطيعه لحجم صغير يتناسب مع وضعه في الخلاط، ومن ثم نملى نصف الخلاط بورق والنصف الآخر بالمياه وبنضربه لمدة ٣٠:٤٠ ثانية لحد ما الخليط يتحول لعجينة وفي هذه المرحلة ممكن نضيف للمخلوط ألوانا أو روائح من الأكل مثل الفانيلا وغيرها".

وتكمل: "المرحلة الثانية هي الفرد، بنجيب الوعاء وبيكون فيه كمية من المياه وبنحط العجين بتاعنا في الوعاء، وبنبدأ نفرده في المياه، وعن طريق الشبلونة بناخد من الوعاء (زي المنخول) وبنبدأ نضغط عليه بحيث يتوزع وينزل المياه، وتبدأ العجينة تتوحد وهنا لازم نخلي بالنا من حاجة مهمة أن نسبة المياه اللي بتتحط في الوعاء في بداية المرحلة، هي اللي بتحدد سمك الورقة".

وتردف: "آخر مرحلة وهي التجفيف بعد تصفية الخليط، بنكون محضرين شاسيه عليه قطعة القماش وبنقلب طبقة العجين ونسيبه في الشمس لمدة كام ساعة".

لم تفكر سلمى في تحويل هوايتها إلى عمل تستفيد من خلاله بعائد مادي، بقدر ما تفكر في أن يكون سببا لنشر الوعي بين الذين يقطنون في المناطق النائية والقرى والنجوع عن أضرار حرق الورق والبلاستيك وتأثيره على البيئة، تقول: "مش شرط إن الناس تصنع ورق، بس على الأقل طريقة الاستهلاك تختلف، وبدل ما نرمى الورق في البحر أو يتحرق أو يتم التخلص منه بطريقة تلوث البيئة وتؤذينا، نلاقي طرق تانية نتخلص منه بأقل ضرر ممكن وباكبر فايدة ممكنة".