الطريق
الجمعة 10 مايو 2024 01:36 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أسرار حكاية وردة وبليغ حمدي.. بدأت بـ”تخونوه” وانتهت مع ”بودعك” وبينهما ”عملت ايه فينا السنين”

وردة وبيلغ حمدي
وردة وبيلغ حمدي

في قصص الحب كثير من الحكايات والأسرار، بينما كانت قصة حبهما مختلفة مليئة بالأحداث، بداية من اللقاء واللهفة حتى الفراق ثم العودة مرة أخرى والزواج، ولكن لم يشاء القدر أن يبقيا سويًا لتكون البداية فراق والنهاية أيضًا فراق، إنها حكاية قصة حب بدأت بـ "تخونوه" وانتهت وسطرت أحزانها بـ "بودعك".

في مثل هذا اليوم عام 1939، ولدت الفنانة الجزائرية في الحي اللاتيني أحد أحياء مدينة النور الفرنسية، من أم لبنانية ووالد جزائري، وبدأت مسيرتها في عالم الغناء عن طريق الغناء فى فرنسا.

خلال مسيرتها في عالم الغناء كان أهم ما قدمته من ألحان بليغ حمدي، فاهتم الأخير أن يخصص كل ألحانه لها خلال 6 سنوات وهي مدة زواجهما، ومن أهم ما غنت وردة لبليغ حمدي "العيون السود" قبل زواجهما، و"خليك هنا" و"حنين" و"حكايتي مع الزمان" و"اسمعوني".

وبمناسة ذكرى ميلاد الصوت العذب نرصد قصة حب وردة والموسيقار الكبير بليغ حمدي "مداح القمر" أحد أبرز وأهم الملحنين في تاريخ الأغنية المصرية والعربية.

 

السطر الأول في حياة وردة وبليغ حمدي بدأ بـ "تخونوه"

أحبته وردة قبل أن يتقابلا، وكانت لم تتجاوز الـ 16 سنة، فمع أنغام "تخونوه" التي غناها الفنان عبد الحليم حافظ، ولحنها بليغ حمدي من فيلم "الوسادة الخالية" الذي شاهدته وردة في إحدى صالات السينما بفرنسا، اشتعلت نار الحب في قلبها وأعجبتها الأغنية لدرجة جعلتها تتعلق بملحنها دون أن تراه ومن هنا يبدأ السطر الأول في قصة حبهما.

وشاء القدر أن يجمعهما حينما تمت دعوة وردة للحضور إلى مصر، فشعرت بالسعادة لأنها ستلتقي بليغ حمدي، ملحن أغنية "تخونوه".

اللقاء الأول بين وردة وبليغ

والشاهد على قصة حبهما الإعلامي الراحل وجدي الحكيم الذي أكد أنه عاش هذه القصة منذ بدايتها، الذي حكى عن اللقاء الأول بينهما، حينما ذهب بليغ إلى وردة لتحفيظها أول لحن من أغنية "يا نخلتين في العلالي" من فيلم "ألمظ وعبده الحامولي"، وقال الحكيم إن بليغ أخبره أنه لأول مرة يهتز حين يرى امرأة، ربما أن مشاعر حبها القوية تجاهه جذبته نحوها بشدة.

 

رفض الأهل وفراق الأحبة

وبرغم الحب المشتعل بينهما فمن الطبيعي أن يتم الزواج، إلا أنه كان هناك عائقًا كبيرًا وهو الأهل حيث استكمل وجدي حديثه مشيرا إلى أنه ذهب بصحبة بليغ حمدي ومجدي العمروسي، كي يتقدم بليغ لخطبة وردة، ولكن والدها رفض استقبالهم.

 

"الفراق".. ثاني سطر في حياة وردة وبليغ حمدي


كانت خيبة أمل بليغ حمدي كيبرة وظل الحب دفين قلبه، وبعدها عادت وردة مع عائلتها إلى الجزائر، وهناك كان إصرار من عائلتها على زواجها من قريبها، وهو ما حدث وأنجبت منه وداد ورياض، وابتعدت حينها عن الفن ليكون ثاني سطر في حياة الثنائي الفراق.

لقاء آخر


 قصة الحب رغم استحالة بقائها، لكن كان هناك سطور أخرى لم تكتمل بعد، فبعد سنوات من ابتعاد وردة عن الفن، كان هناك احتفال بعيد الاستقلال بالجزائر، ووقتها توجه أكثر من فنان مصري إلى هناك، فقررت وردة أن تلتقيهم من أجل مصافحتهم في الفندق، وكان من بين المتواجدين هدى سلطان ومحمد رشدي وبليغ حمدي.

 

العيون السود.. وعملت ايه فينا السنين

لم يجد بليغ حمدي المتيم بالحب نفسه إلا وأن أمسك بالعود وجاءته فكرة أغنية "العيون السود"، التي قام بكتابتها في هذا التوقيت، وبعدها بعام ونصف انفصلت وردة عن زوجها، وعادت إلى مصر وقامت بغناء "العيون السود".

وعملت إيه فينا السنين عملت إيه؟.. وعملت إيه فينا السنين عملت إيه؟..
فرقتنا لا، غيرتنا لا.. ولا ذوبت فينا الحنين السنين.. هكذا كانت كلمات الأغنية التي أعرب من خلالها بليغ عن معاناته بفراق حبيبته وردة.


قال عنها وجدي أنها أغنية قصة حب ورد ة وبليغ، وبعد عودة وردة إلى الفن مرة أخرى عام 1972 وانفصالها عن زوجها غنتها "العيون السود".

 

زواج في منزل نجوى فؤاد

وتزوج بليغ من وردة في نفس العام في منزل الراقصة نجوى فؤاد، واستمر زواجهما 6 سنوات، ولم ينجبا حيث تبين أن الفنانة وردة أجهضت نفسها مرتين، وفي النهاية حرم بليغ حمدي من تحقيق رغبته في أن يكون له أطفال.

ويشاء القدر أن لا يستمرا الثنائي وكأن الفراق كتب عليهما فبرغم أن جمعهما الثنائي كان سبباً في انفصالهما، وكان سبب انفصالهما انشغال بليغ حمدي بالفن طوال الوقت بعدما اعتادت وردة على الحياة الزوجية وهو ما رفضته وردة، التي شعرت بالندم على الانفصال، حسبما أكد الإعلامي وجدي الحكيم.

السطر الأخير مع "بالوادع"

وجاء السطر الأخير في حياة الثنائي الذي لم يكتب لهما القدر البقاء سويا لآخر العمر، وفي الأيام الأخيرة من حياة بليغ حمدى كان متأثرا نفسيا بعد ابتعاده عن حبه الوحيد، وسافر بليغ إلى أوروبا.

اقرأ أيضًا: في ذكرى انطلاق ماسبيرو.. تعرف على أشهر مذيعات الزمن الجميل (صور)

 

وكتب آخر سطر وآخر وداع في حياته مع وردة ليرحل بعدها لتكون أغنية "بودعك" التي أخذ فى تلحينها، وكأنه يودع حبيبته للمرة الأخيرة، ووصلت إلى وردة التى ظنت أن بليغ يلومها ويعاتبها بكلمات هذه الأغنية، والتي غناها هو للمرة الأولى، ولكن فى النهاية غنتها وردة وأنتجها لها المنتج الموسيقى محسن جابر، ليرحل بليغ حمدى بعد ذلك فى فرنسا.