الصهيوني عراب ثورات الربيع العربي.. ماذا يفعل برنارد ليفي في مصراتة؟
في ظل اشتعال الاوضاع في ليبيا واحتدام الصراع في المنطقة، أكدت وسائل إعلام ليبية أن الفرنسي الصهيوني، بيرنارد ليفي، وصل إلى مدينة مصراتة للاجتماع بشخصيات سياسية محسوبة على حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، في زيارة تشمل أيضًا مدن الخمس وترهونة.
المفكر الصهيوني الذي لعب دورا كبيرًا خلال فترة ما عرف باسم ثورات الربيع العربي في المنطقة العربية عام 2011، والتقى عدد من الشخصيات التى كانت تقود التظاهرات في ليبيا، والمقرب من الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وصل إلى مصراتة في زيارة على مدار يومين تشير إلى استعداد للتدخل في الصراع الليبي القائم حاليا لدعم جبهة حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، والمدعومة من تركيا.
برنارد ليفي يقضي يومين في ليبيا يلتقي خلالهم قادة الوفاق
ويتضمن برنامج الزيارة على مدار يومي 25 و26 يوليو، حسب وسائل إعلام ليبية، عدة لقاءات، حيث هبطت طائرة ليفي الخاصة في مطار مصراتة الساعة 9:10 صباح اليوم السبت، واجتمع مع عدة شخصيات مهمة في مدينة مصراتة من الساعة العاشرة صباحًا حتى الحادية عشر ونصف.
والتقى مع أعضاء مجلس النواب المنعقد في طرابلس عن مدينة مصراتة، وهم سليمان الفقيه وأبو القاسم قزيط ومحمد الرعيض، بالإضافة إلى عميد بلدية مصراتة مصطفى كرواد، وعضو المجلس البلدي في مصراتة أبو بكر الهرش، وعضو المجلس الانتقالي السابق سليمان الفورتية، والرئيس الأسبق للمجلس العسكري بمصراتة رمضان زرموح.
والتقى ليفي مع القادة العسكريين بعملية البنيان المرصوص، وهم آمر غرفة العمليات المشتركة أحمد أبو شحمة، وآمر غرفة السيطرة والاتصالات محمد زرموح، وآمر غرفة العمليات الميدانية محمد شابون، بالإضافة إلى آمر المحاور محمد خليل عيسى ومحمد الحصان وإبراهيم ارفيدة ومحمد الظراط القلاو، والقائد الميداني محمد المهتدي.
كما زار ليفي مدينة الخمس، ومدينة لبدة الأثرية، ومدينة ترهونة، لتفقد المدينة وزيارة المقابر الجماعية المكتشفة هناك، والاستماع لبعض الشهادات ذات العلاقة بالجرائم التي ارتكبت في المدينة، قبل أن يعود إلى مصراتة من جديد وويخوض بها عدة اجتماعات.
وخلال اليوم الثاني للزيارة، يلتقي المفكر الصهيوني مع وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاجا، من التاسعة صباحا حتى الحادية عشر والنصف ظهرا، ثم يغادر بعدها قبل التوجه إلى مطار مصراتة حيث يغادر البلاد.
الزيارة السرية لبرنارد ليفي إلى مصراتة جاءت بعد أيام قليلة من اتفاق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على مواصلة التنسيق بين البلدين كفاعلين أساسيين في المنطقة، وإطلاق عدد من المبادرات الرامية إلى تعزيز الحلول السياسية للأزمة في ليبيا.
من هو برنارد ليفي؟
برنارد هنري ليفي، وهو كاتب ومفكر وفيلسوف يهودي فرنسي ولد 5 نوفمبر سنة 1948 لعائلة سفاردية يهودية ثرية في الجزائر خلال الاحتلال الفرنسي، ثم انتقلت عائلته لباريس بعد أشهر من ميلاده .
اشتهر كصحفي وناشط سياسي، وذاع صيته في البداية كمراسل حربي من بنجلادش خلال حرب الانفصالعن باكستان عام 1971، وفي عام 1981 نشر ليفي كتاب عن الأيديولوجيا الفرنسية، الذي قدم صورة قاتمة عن التاريخ الفرنسي، وواجه انتقادات عنيفة من الأكاديميين الفرنسيين من ضمنهم ريمون آرون، الذي انتقد النهج غير المتوازن في صياغة التاريخ الفرنسي، وكان ليفي من أوائل المفكريين الفرنسيين الذين دعوا إلى التدخل في حرب البوسنة عام 1990.
كما برز في التسعينيات كأحد الداعين لتدخل حلف الناتو في يوغوسلافيا السابقة، وفي نهاية التسعينات أسس مع يهوديين آخرين معهد "لفيناس" الفلسفي في القدس، وفي أغسطس 2008، كان في أوستيا الجنوبية، وقابل رئيس جورجيا ميخائيل سكاشفيلي، خلال الحرب التي جرت مع روسيا وقتها.
وفي يونيو 2009، نشر فيديو لدعم الاحتجاجات ضد الانتخابات في إيران، كما كان من أكبر الداعين للتدخل الدولي في دارفور غرب السودان، وفي يناير 2010، دافع عن البابا بنيدكت السادس عشر في وجه الانتقادات السياسية الموجهة إليه من اليهود، معتبراً إياه صديقاً لليهود، وفي مايو 2010، أشاد بجيش الدفاع الإسرائيلي معتبراً إياه أكثر جيش ديموقراطي في العالم.
وفي عام 2011 كان مرشحا لرئاسة إسرائيل، وهو العام الذي قضى خلاله زيارات مكوكية في السودان قبل التقسيم وفي البوسنة وهرسك وفي مصر ثم ليبيا ومنها إلى سوريا وكردستان العراق و أوكرانيا، وجميعها مناطق شهدت صراعات وأحداث ساخنة وحروب في نفس العام.
يعتبر ليفي عراب ثورة فبراير في ليبيا التي أطاحت بحكم معمر القذافي، حيث قال عن ذلك إنه عاد إلى باريس وأخبر الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى إن التدخل الإنسانى ليس كافيا، ويجب أن يكون الهدف الحقيقى إطاحة القذافى، ليوافق ساركوزى، ويعين ليفى مبعوثا له إلى ليبيا.
تاريخ مشبوه وأيدي ملوثة بدماء الحروب
التاريخ المشبوه لبرنارد ليفي ليس سريا، فأينما وجد كانت الحروب والانقسامات والنزاعات، حيث شهد حرب البوسنة وكوسوفو وحروب أفغانستان، وساحات الحرب في العراق، وجبال كردستان والسودان ودارفور، وكان وجهًا بارزًا في مصر وليبيا وسوريا وتونس واليمن في عام 2011، ليكون محركًا للأحداث بها أثناء فترة الثورات التي قال عنه البعض إنه العراب الأول لعها.
اقرأ أيضًا: موسى: برنارد ليفي هو عراب الخراب والفتنة.. وأردوغان على علم بزيارته لمصراتة
ليفي لم ينكر دوره في كل تلك الصراعات والحرائق وعلى وجه الخصوص دوره في ليبيا، حيث قال في كتابه "الحرب دون أن نحبها" إن فرنسا قدمت بشكل مباشر وغير مباشر كميات كبيرة من الأسلحة إلى الثوار الليبيين الذين كانوا يقاتلون للاطاحة بالنظام، مؤكدا أن حجم تلك الأسلحة ذكر في اجتماعات كان بعضها سريًا.
المجلس الانتقالي الليبي كافأ ليفي على مساعدتهم في الإطاحة بنظام القذافي، بمنحه الجنسية الليبية، عن طريق سليمان الفورتيه المصراتى، والذي أكد أن ليفي جلب الديمقراطية والحرية لليبيين، معترفًا بدوره في الثورة الليبية.
