الإفتاء: قراءة القرآن بغير وضوء لا مانع شرعًا

أنعم الله عز وجل على الأمة الإسلامية بالقرآن الكريم؛ فهو حبل الله المتين، حبل ممدود من نور بين السموات والأرض، كما أنه سبيل هداية البشريّة؛ لإخراجها من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد؛ وذلك باعتباره منهج قويم يضم بين ثناياه قصص الأمم السابقة مع أنبيائهم، وبيان مصيرهم، كما يحمل من الأحكام الشرعية ما يبين للعباد الحلال والحرام، ويعتبر دستور ينظّم أمور حياتهم، ينقذهم من ضنك الدنيا، وعذاب الآخرة.
وتعتبر قراءة القرآن وتعلمه من أشرف وأعظم الأعمال، وقد أمر الله -عز وجل- عباده المؤمنين بتعلم القرآن الكريم، وقراءة آياته آناء الليل، وأطراف النهار؛ إذ يقول الله -سبحانه وتعالى-: "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلً"، حيث وردت العديد من الآيات التي تفيد بفضل قراءة القرآن الكريم، ومنها: قَوْل الله -تعالى-: "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ".
ذهب عمر بن الخطاب إلى أن المسلم يسأل الله بالرحمة أوالاستعاذة بالله من العذاب، وذلك عند مرور على آيات تشير إلى الرحمة أوالعذاب أثناء تلاوة القرآن الكريم، وقد ثبت أن الرسول -صلّى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك؛ فقد ورد عن حذيفة بن اليمان أنه قال: "أنَّ النَّبيَّ -صلى االله عليه وسلم- كان إذا مَرَّ بآيةِ خَوفٍ تَعوَّذَ، وإذا مَرَّ بآيةِ رَحْمةٍ سَأَلَ". كما وورد عن الحسن أنّه قال: "هُمُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِمُحْكَمِهِ، وَيُؤْمِنُونَ بِمُتَشَابِهِهِ، وَيَكِلُونَ مَا أَشْكَلَ عَلَيْهِمْ إِلَى عَالِمِهِ".
وفي إطار ما سبق، ورد سؤال على موقع دار الإفتاء المصرية، يدور حول قراءة القرآن الكريم من غير وضوء.
وأجابت الإفتاء، أن قراءة القرآن بغير وضوء لا مانع شرعًا، وذلك مع عدم مس المصحف الورقي؛ عملًا بقول الله تعالى: "لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ"، بخلاف المصحف الإلكتروني؛ فلا حرج في مسه بغير وضوء؛ لأنه لا ينطبق عليه أحكام المصحف شرعًا.
اقرأ أيضا: الإفتاء: المفتي قائم في الأمة مقام الرسول