الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:43 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الحلقة 11

حكايات حقيقية أغرب من الخيال .. الرجل الذئب.. عندما تتحول الأسطورة إلى حقيقة (فيديو)

الرجل الذئب كما صورته الأساطير والأفلام
الرجل الذئب كما صورته الأساطير والأفلام

• حكايات المستذئبين حول العالم تقشعر لها الأبدان

• ماذا فعل الزوجان الشهيران مع العملاق المدمر؟

• "بيل" اقتلع عمودا خرسانيا بيديه وهو في التاسعة من عمره

• الرجل البريطاني نظر لنفسه في المرآة ليجد ذئبا يحدق فيه

• "رامسي" اقتحم قسم الشرطة طالبا حبسه من أجل سلامة الجميع

أسطورة الرجل الذئب.. ذلك الكيان المتوحش الممسوس الذي يثير الرعب في كل يراه، قبل أن يلتهمه التهاما إن كان من أصحاب الحظ الجيد، أما إن كان من أصحاب الحظ التعس، فيخدشه أو يعضه، ليتحول هو الآخر بدوره إلى مستذئب عند اكتمال القمر كل شهر.

حكايات المستذئبين الخيالية حول العالم تقشعر لها الأبدان، وتمتلئ بها قصص وأفلام الرعب في مختلف البلدان، لكن حكاية اليوم لها من الغرابة الكثير، لدرجة أنها سجلت في أكثر من صحيفة وفيلم وثائقي، إنها قصة حياة الرجل الذئب الذي عاش على الأرض بالفعل.

الرجل الذئب

البداية

يعرف الكثيرون من المهتمين بعالم الأرواح والأشباح وما وراء الطبيعة، الزوجين الشهيرين إد ولورين وارين، حيث اشتهرا في ذلك العالم بعد حل لغز دمية "أنابيل" المرعبة، وواجها أشباح منزل عائلة "بيرون" الرهيبة.

لكن ماذا فعل الزوجان الشهيران مع العملاق المدمر بيل رامسي؟ هذا ما يخبرنا به موقع tonyspera المعني بنشر وقائع قضايا إد ولورين وارين.

دعونا نرجع بالزمن إلى عام 1952، ونذهب لمقاطعة "إسكس" بمدينة "ساوثيند" في المملكة المتحدة، حيث كان الطفل ذو التسع سنوات "بيل رامسي" يلهو في حديقة منزله بشكل طبيعي، قبل أن يتسمر مكانه فجأة، ويقشعر بدنه نتيجة موجة هواء باردة شعر بها تلفحه، ثم انتابته نوبة غضب رهيبة، وكأنه تحول لكائن رهيب.

بيل رامسي

تملكت "بيل" قوة غير طبيعية مكنته من اقتلاع أحد أعمدة سياج المنزل الخرسانية، ووسط ذهول والديه اللذان حاولا تهدئته، بدأ الطفل الصغير يقطع شبكة السياج الحديدية هي الأخرى، ولكن ليس بيديه تلك المرة وإنما بأسنانه، وهنا لم يجد الأب والأم بدا من الفرار إلى المنزل وإغلاق الباب بإحكام، خوفا من بطش الطفل الذي بدا وكأن شياطين الجحيم قد سيطرت عليه، وظلا هناك إلى أن شعرا بالاطمئنان لزوال الحالة الغريبة عن "بيل".

العودة

بعد تلك الحادثة المرعبة، عاش الطفل "بيل" حياته في هدوء تام لمدة 15 عاما كاملة، حيث كبر في ظروف طبيعية، ولم يتعرض لمثل تلك الحالة الرهيبة ثانية، وتزوج وأنجب ثلاثة أطفال، لكنه لم يكن يدرك أن الرعب سيضرب معه موعدا مرة أخرى.

ففي أول عامين من زواجه، بدأت ترواده الكثير من الكوابيس، حيث كان يستيقظ كل يوم وهو يتصبب عرقا باردا، وتغمره مشاعر الفزع وعدم الارتياح، لكنه لم يتحول لما كان عليه في طفولته لحسن الحظ.

وظل "بيل رامسي" طبيعيا إلى أن جاء عام 1983، حيث كان في إحدى الحانات مع بعض الأصدقاء، عندما بدأ يشعر بموجة الهواء البارد وقشعريرة الجسد نفسها التي هاجمته وهو في التاسعة من عمره، حينها اعتذر من رفاقه وذهب إلى دورة المياة.

رامسي

وبحسب موقع tonyspera، قال "بيل" إنه بدأ في فحص نفسه بعناية في دورة المياة، ليتأكد من عدم إصابته بشيء ما، لكنه تسمر رعبا في مكانه عندما نظر في المرآة، حيث لم تكن تعكس صورته بالمرة، وإنما وجد ذئبا مخيفا يحدق فيه.

خرج "بيل" إلى رفاقه مرة أخرى محاولا نسيان الأمر، وقضى ليلته معهم يتسامر ويمرح، وفي طريق العودة، فتحت أبواب الجحيم على الجميع.

في سيارة أصدقائه، ودون أي إنذار، بدأ "بيل" يتلوى في مكانه بشكل مرعب، ويطلق أصواتا تشبه الزئير من فمه، والتوت يديه بشكل يشبه مخالب الذئب، وهجم على صديقه الراكب إلى جواره محاولا عضه من ساقه، قبل أن يتمكن الأخير من الهرب من السيارة، ويحاول بقية الأصدقاء إخراج الرجل الهائج منها بمجهود شاق.

اقرأ أيضا: جريمة يخجل منها الشياطين.. النبي المزعوم يقتل أمه وشقيقتيه ويفلت من الإعدام

بعد تلك الحادثة بفترة وجيزة، عانى "بيل" من آلام قوية في صدره، فظن أنها نوبة قلبية محتملة، لذا ذهب إلى المستشفى طلبا للفحص، وعندما كانت الممرضة المسكينة تقوم بقياس ضغط دمه، انتابته نوبة التحول الشيطانية مرة أخرى، وغرس أسنانه في ذراعها بمنتهى القسوة، ثم أخذ يركض في أرجاء المستشفى وهو بوضعية تشبه وضعية الرجل الذئب تماما، لكن دون أن يكتسب مظهره المشعر، فقط كانت أكتافه منحنية، ويديه ملتوية في شكل أقرب إلى المخالب، وأسنانه بارزة من شفتيه كأنه مسعورا، وبالطبع كانت فكرة إيقاف ذلك الكائن الرهيب بواسطة شخص واحد هي الجنون ذاته، وتطلب الأمر أكثر من رجل شرطة للإيقاع به وتخديره، وحجزه في المستشفى لفحصه.

في صباح اليوم التالي، بدا "بيل" شخصا طبيعا بالمرة، واستمع الطبيب المكلف بمتابعة حالته إلى قصته كاملة، وأوصى بأن يظل تحت الملاحظ، لكنه لم يحجزه في المستشفى، وترك له حرية التوجه إليهم لفحصه مرة أخرى إن وجد الأمر يحتاج لذلك.

تكرر الأمر ثانية مع "رامسي"، في بداية عام 1984، حيث شعر ببدء التحول الشيطاني، فتوجه على الفور للمستشفى كما وعد الطبيب من قبل، وثارت ثائرته هناك بشدة، ليوقع خلال نوبة غضبه بأربعة ضباط شرطة، محدثا بهم جروحا خطيرة للغاية.

اقرأ أيضا: كائن من ما وراء الطبيعة.. ديك يعيش 18 شهرا بعد قطع رأسه

وأمضى "بيل" أربعة أيام تحت الملاحظة في المستشفى، قبل أن يذهبوا به إلى مركز الشرطة الذي أطلق سراحه ولم يحتجزه، لكنهم هناك اقترحوا عليه ضرورة فحص نفسه عقليا في مصحة متخصصة لذلك، وهو ما رفضه خوفا من وصمة العار التي كانت تلتصق بمن يلجأ لمصحات العقلية وقتها.

احبسوني من أجل سلامتكم

في صيف عام 1987، وعندما كان "رامسي" يبلغ من العمر 44 عاما، تملتكه الحالة الشيطانية بشكل قوي جدا، وحاول تنبيه الشرطة للخطر القادم من أعماقه، لكن دون جدوى، وهو ما أحدث فوضى كبيرة، لدرجة أن الأمر استرعى انتباه صحيفة "ذا صن" الشهيرة، والتي تحدثت عن حالته الغريبة في صفحتها الأولى، تحت عنوان "مستذئب ساوثيند" Southend Werewolf.

صحفية ذا صن والرجل الذئب

وبحسب ما نشرته "ذا صن"، فإن الشرطة في مركز "ساوثيند"، فوجئت بدخول الرجل البريطاني عليهم في منتصف الليل، متوسلا إليهم أن يتم حبسه من أجل سلامته وسلامة الجميع، مدعيا أنه مستذئب متوحش.

للأسف لم يستجب إليه ضباط المركز، ورفضوا وضعه في الزنزانة بعد أن رأوا أنه ليس لديه أي تاريخ إجرامي، وكانت تلك غلطتهم القاتلة، فالكيان الشرير الذي حاول "بيل" حبسه انطلق بكل جموح وشر، وانتاب الضباط الرعب من هول ما رأوه.

اقرأ أيضا: صدق أو لا تصدق.. مصرى يدفن نفسه 28 يوما تحت الأرض ويخرج حيا (فيديو)

بدأ "بيل" في التحول للذئب البشري مزمجرا بشراسة في وجوه الجميع، قبل أن يمسك ضابطا من حلقه بقوة ويلقي به أرضا، ولم تفلح محاولات السيطرة عليه إلا بعد اتحاد ثمانية من الضباط لتكبيله ووضعه في الزنزانة.

ظن ضباط مركز "ساوثيند" أنهم سيطروا على "بيل" بوضعه في الزنزانة، لكن الأمر لم يقف عند ذلك الحد، تملكهم الفزع مرة أخرى عندما رأوه يستخدم قوته الهائلة محدثا فتحة في حديد الزنزانة، ليخرج رأسه وذراعه منها محاولا الخروج، فاضطروا لتخديره حتى يهدأ، لكن الأمر احتاج إلى جرعة تقارب ثلاثة أضعاف جرعة الشخص العادي ليسري مفعول المخدر في جسده.

صائدا الأشباح وعلاج بيل

خضع "بيل" للعديد خلال الرنين المغناطيسي والأشعة السينية على المخ، كما أجرى الاختبارات النفسية لتحديد سبب ذلك التحول غير المفهوم، لكن كل ذلك كان دون جدوى، فلم تظهر الفحوصات جميعها السر وراء تحول الرجل من شخص هادئ متزن إلى مسخ هائج يحطم كل شيء، قبل أن يهدأ مرة أخرى في بعض دقائق فقط.

ولغرابة حالته، عرضت قصته في برنامج تلفزيوني بلندن، ومن هنا بدأت رحلة علاج "بيل رامسي" الحقيقية، بحسب موقع tonyspera، حيث كان الزوجان المتخصصان في عوالم الأشباح والأرواح وما وراء الطبيعة، إد ولورين وارين، في زيارة إلى العاصمة الإنجليزية، وشاهدا قصة "بيل" في التلفزيون، لتشك "لورين" في احتمالية أن يكون الرجل ممسوسا، وعلى الفور تواصلت مع مركز شرطة "ساوثيند" وتمكنت من مقابلة "رامسي".

بيل مع زوجته رفقة إد ولورين بعد طرد الشياطين

تفاوض آل "وارين" مع البريطاني العجيب وأقنعوه بالقدوم إلى ولاية كونيتيكت الأمريكية من أجل طرد الأوراح الشريرة من جسده، وبحثا عن أمل أخير في الخلاص من حالته المرعبة، وافق "بيل" وسافر رفقة زوجته إلى هناك عام 1989.

وبالفعل خضع الرجل لجلسة العلاج، وبعد نصف ساعة من الحديث بتعاويذ لاتينية، بدأ "بيل" في التحول للحالة الذئبية، حيث التوى وجههه بشده، واتخذت يداه وضع المخالب المعتاد، ليضع الأسقف القائم على علاجه يده على رأسه صائحا "غادر ذلك الجسد أيها الشيطان"، وبعد ثوان عاد البريطاني لهدوئه واتزانه، لكنه لم يعد لنوبات الغضب والتحول مرة أخرى من يومها بحسب العديد من التقارير الصحفية والبرامج التلفزيونية.

بيل رامسي في جلسة طرد الشياطين

وجه آخر للقصة

تفسر المواقع الطبية الحالات الشبيهة بحالة "بيل رامسي" بما يعرف بـ "اللايكانثروبيا"، وهي حالة مرضية أقرب إلى "الذهان" أو "أوهام الهلوسة"، يعتقد المصابون بها أنهم يتحولون إلى حيوانات ويتصرفون مثلها، ولا تقتصر تلك الحالة المرضية على وهم التحول إلى ذئب فقط، فهناك حالات طبية سجلت حديث المرضى عن التحول إلى ضباع أو نمور.

ووفقا لموقع livescience، قام الدكتور جان ديرك بلوم، الأستاذ المساعد في الطب النفسي بجامعة جرونينجن في هولندا، بالتنقيب في ملفات أرشيف الطب النفسي لمعرفة مدى شيوع هذه الحالة.

اقرأ أيضا: طبيب متهم بمعاشرة جثة حبيبته لمدة 7 سنوات: روحها طلبت منى إخراجها من القبر

واكتشف "بلوم" أنه منذ عام 1850، كان هناك 56 وصفا لحالة الأشخاص الذين اعتقدوا أنهم يتحولون إلى حيوان، وعند مراجعتها، وجد أن 25% من المرضى تم تشخيصهم بالفصام، و23% مصابين بالاكتئاب الذهاني، وحوالي 20% بالاضطراب ثنائي القطب، واستمرت الأعراض من ساعة واحدة إلى 13 عاما أحيانا.

لكن يبقى السؤال الهام، وهو إن كانت حالة "بيل رامسي" قد تشخص بما يعرف بـ "اللايكانثروبيا"، فبما يفسر الطب تلك القوة الخارقة التي كانت تحل على الرجل البريطاني عندما تنتابه الحالة التي تحدثنا عنها؟

موضوعات متعلقة