زيارة وزير داخلية الوفاق لمصر.. 4 أسباب أثارت غضب تركيا

توسعت الفجوة والانقسام بشكل ملحوظ بين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ووزير داخليته فتحي باشاغا، الأمر الذي أظهر وبوضوح الدور المصري لحل الأزمة الليبية.
باشاغا في مصر
حرص وزير داخلية حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا على القيام بوزيارة رسمية إلى القاهرة، بهدف إجراء مناقشات حول ملف التنظيمات الإرهابية المتطرفة، والتفكير في وضع استراتيجية لمواجهة هذه الجماعات، وهو ما يعد سببا قويا في إشعال ثورة الغضب بتركيا، كونها باتت على أعتاب خسارة مصالحها وأطماعها التي تخطط لها منذ أمد بعيد.
وشملت مفاوضات باشاغا مع وزير الداخلية محمود توفيق وضع خطة تساعد على إعادة هيكلة وزارة الداخلية الليبية، وبحث استراتيجية متكاملة تعمل على مكافحة الإرهاب، خاصة كل ما يتعلق بتنظيمي "داعش والقاعدة" الإرهابيين، وفقا لـ"العربية حدث".
التهدئة مع القاهرة
في الوقت نفسه، تمسكت القاهرة في المفاوضات التي أجريت بضرورة الحفاظ على المؤسسة العسكرية الليبية وعدم المساس بها، أما وزير داخلية حكومة الوفاق طالب بتهدئة الأوضاع مع مصر، مع التطرق إلى سبل تسهيل مهام العمالة المصرية في ليبيا وعدم تعرضهم لأي مضايقات أو القبض عليهم.
اقرأ أيضا: وفد الجيش الليبي يشارك في اجتماعات ”5+5” لوقف إطلاق النار
تركيا دخيلة
وعن زيارة باشاغا لمصر، قال الكاتب الصحفي والباحث السياسي في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية محمود بسيوني: إن "تركيا لا تزيد عن كونها دخيلة متطفلة على الملف الليبي"، مشيرا إلى أنها لا تفهم أي شئ عن طبيعة الأوضاع في الأراضي الليبية، بل تحاول استغلال هذا الملف لتمرير مصالحها وإثبات تواجدها في المنطقة كقوة قادرة على القيام بأي شئ.
وأشار بسيوني في تصريحات لـ "الطريق" إلى أن التدخل التركي في الملف الليبي لم يحل الأزمة على الإطلاق، بل زاد الأمور تعقيدا، موضحا أن مصر حينما قررت التدخل لحل الأزمة، كانت تتمتع بالمرونة الشديدة، خاصة أنها أقرب للملف الليبي وأكثر فهما لأهم المجريات التي تحدث داخل ليبيا.
حل المفاوضات
وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان واضحا في جميع التصريحات التي أدلى بها بشأن الأزمة الليبية، مؤكدا أن مصر لا تمانع في تبني أي مفاوضات من الممكن أن تساعد على إنهاء الأزمة الليبية بطريقة سلمية، وأن المفاوضات التي أجريت في الغردقة ركزت على تشكيل قوة موحدة للتخلص من جميع القوات الأجنبية المتواجدة في ليبيا.
ورأى الكاتب الصحفي أن جميع الأطراف الليبية يعتبرون أن مصر تشكل عامل ثقة لحل الأزمة الليبية، مؤكدا أن الدور التركي بدأ يتراجع بقوة، خاصة أن دور يساعد على ترسيخ تواجد المرتزقة والميليشيات المسلحة، وهذا لن يفيد خاصة في ظل اتفاق القوى الدولية على أن الحل العسكري لن يجدي نفعا، فلابد من رأب الصدع بين الأطراف الليبية والتوافق بين جميع الأطراف الليبية، ولن يتحقق ذلك إلا برعاية مصر.
اقرأ أيضا: الانقسام يضرب الوفاق.. وزير الداخلية يعرقل عمل النيابة العسكرية
عرقلة تركية
وأكد الباحث السياسي محمود بسيوني أن أي شئ سوف تقوم به تركيا سيضمن محاولات لعرقلة الخطوات التي تتم لإنهاء الأزمة الليبية، مشيرا إلى أنها لن تتمكن من ذلك في ظل الجهود التي تقوم بها مصر ورعايتها للأوضاع في ليبيا الآن، وتقويض الدور التركي خلال المرحلة المقبلة.
وتابع الباحث في مركز الدراسات: "عدد الميليشيات في ليبيا تقلص بالفعل، حيث حرص رجب طيب أردوغان على الاستعانة بهم في المعركة الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان"، موضحا أن المجتمع الدولي رافض بالفعل لنشر المرتزقة والميليشيات سواء في ليبيا أو غيرها من دول المنطقة.
ضغوط الجماعات المتطرفة على الوفاق الليبي
واستكمل: "الجماعات المتطرفة التي انتشرت في ليبيا بفضل تركيا كانت تمارس ضغوطا على جميع رموز حكومة الوفاق وعلى رأسها فايز السراج، فكانت تطالب هذه الميليشيات "الوفاق" بأن تقدم لها مساعدات مالية، وهو ما يعد عبئا ماليا كبيرا عليها، خاصة مع الأزمة الاقتصادية التي تضخمت بفعل فيروس كورونا.
اقرأ أيضا: أردوغان يعترف بأطماعه الخارجية لفرض سيطرته على المنطقة
واختتم الكاتب الصحفي بأن حكومة الوفاق ليس أمامها أي خيارات الآن ولابد من الموافقة على إنهاء الأوضاع بشكل سلمي، فهذا قرار من الأمم المتحدة وبناءا على اتفاقيات القاهرة أيضا، وأكثر ما يفسر تواجد وزير داخلية فتحي باشاغا في مصر الأن هو أن جميع الأطراف يريدون الخروج بالحل السلمي، منوها أن حكومة الوفاق من مصلحتها التخلص من الميليشيات المسلحة الذين باتوا خنجرا في ظهر الوفاق لفترات طويلة بسبب الجرائم التي ارتكبوها والدليل على ذلك خروج أبناء طرابلس للتظاهر والمطالبة بتطهير أرضهم من الميليشيات المسلحة.