من الشواكيش لنادي القرن الإفريقي.. قصة كفاح الماجيكو محمد أبو تريكة في الملاعب
أسطورة تمكن من كتابة حروف اسمه من ذهب، ليس في كتب التاريخ فقط، بل في أذهان المشجعين، الذين حملوه مرارًا على أعناقهم، عقب كل تتويج تمكن من حصده لنادي القرن الإفريقي.
ومن غيره ساحر القلوب محمد محمد محمد أبو تريكة، ابن قرية ناهيا بالجيزة، الذي ولد في مثل هذا اليوم السابع من نوفمبر لعام 1978، ليحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ 42، بعد اعتزاله بـ 7 أعوام كاملة، والقرار المصيري الذي اتخذه في ديسمبر 2013، عقب مباراة النادي الأهلي ضد أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي، والتتويج الثامن للفريق بدوري أبطال إفريقيا.
وفي السطور التالية، يرصد لكم "الطريق" أبرز المحطات في حياة محمد أبو تريكة، والتي بدأت من نادي الترسانة وصولًا لأعظم نادي في القارة الإفريقية.
بدأ أبو تريكة حياته الكروية بعمر 12 عامًا، في نادي الترسانة "الشواكيش"، عندما نجح في الاختبارات التي ينظمها النادي، وكان الفتى المحب للساحرة المستديرة قد اختبر حظه من قبلها في النادي الأهلي، والذي رفضه بسبب صغر حجمه وضعف بنيته، ليقبله الشواكيش في صفوفه ويبدأ رحلة إنجازات محفورة في أذهان الجميع.
وقال أبو تريكة في أحد تصريحاته: "تفتحت عيوني على كرة القدم وما أذكره أنني كنت مشجعًا للأهلي بالفطرة، أتابع كل مباريات الفريق بشغف وحب وأحاول تقليد حركات لاعبيه وأنا ألعب في الشارع مع أصدقائي وجيراني".
ويسير أبو تريكة خلف حلمه الـعظيم، وينجح مع الترسانة، حتى أنه تدرج في قطاع الناشئين وخاض مباريات مع الفرق الأكبر سنًا، بسبب مهارته في الملعب، وما بدر منه في التدريبات، من أخلاق عالية وإلتزام غير مسبوق.
وقال تريكة: "تعرضت لأول إصابة في حياتي خلال دوري المدارس بكسر في القدم، وذهب أحمد شقيقي إلى أستاذ عصام مدرس التربية الرياضية في المدرسة وطلب منه عدم مشاركتي في المباريات حتى لا تتفاقم الإصابة".
واضاف: "وحتى بعدما أصبحت سليما كان أستاذ عصام لا يشركني في المباريات خوفا علي رغم أنني كنت في منتخب المدرسة، وفي أحد المباريات ظللت جالسا على الدكة.. فريقي تأخر في النتيجة بهدف وكدت أجن.. مع الدقيقة 89 قال لي الأستاذ عصام: استعد لتشارك. نظرت له وقلت: أشارك أعمل ايه؟ الدقيقة 90 يا أستاذ".
واختتم: "لعبت أخر دقيقة، وصلتني الكرة على حدود المنطقة، أخذتها بيساري لعمق الملعب وسددتها مقوسة بوجه قدمي اليمنى وجول.. وجدت أستاذ عصام يحتضني في أرض الملعب".
أبو تريكة ورحلة المجد في التتش
صرح حسن فريد، رئيس نادي الترسانة الأسبق، عن عملية بيع الماجيكو للنادي الأهلي، أنه وقع للقلعة الحمراء مقابل 450 ألف جنيه، ورفض عرض الزمالك، وقال عنه : "أبو تريكة انتقل للأهلي مقابل حصول الترسانة على 450 ألف جنيه، ورفض عرض الزمالك.. جه ساعتها وكان معاه شنطة فيها 750 ألف جنيه كان واخدها من نادي الزمالك كعرض له".
وأضاف: "أبو تريكة نام تلك الليلة في المسجد حتى الصباح ليذهب إلى الترسانة ويعطيني الحقيبة خوفًا من تعرضه للسرقة، كما أنه طلب من أحد أفراد الأمن الذهاب معه لإعادة أموال الزمالك بعدما تأكد من رغبته في الانتقال إلى الأهلي فقط".
وقال أبو تريكة عن لحظاته في التتش: "أول من استقبلني كان ثابت البطل مدير الكرة وقتها، أشعرني بالطمأنينة، بمجرد دخولي مقر جهاز الكرة، احتضنني في وقت كنت مرعوبا فيه، حسسني أنني جزء من الفريق".
وتابع: "قال لعم حارث خذ محمد وعرفه مكانه، بعدها قال لي نعرف أن سيرتك طيبة، ولم يتحدث عن مستواي الفني، ثم قال الآن أنت في بيتك".
لتبدأ رحلة الإنجازات والأرقام، من يناير 2004 وحتى يناير 2014، حصد خلالها 19 بطولة.
مقسمة كالآتي:
5 دوري ابطال إفريقيا.
7 الدوري المصري.
2 كأس مصر.
4 السوبر الافريقي.
6 السوبر المصري.
2 أمم إفريقيا.
1 دورة حوض النيل.
1 كأس الخليج للأندية.
1 كأس الأمم العسكرية
برونزية كأس العالم للأندية.
فضلًا عن حصوله على عدد من الألقاب والتقديرات الفردية، منها: افضل لاعب في مصر لمدة 5 مواسم، و4 أعوام كأفضل لاعب في إفريقيا.. هداف كأس العالم للأندية 2006، هداف الدوري المصري 2006.
بالإضافة لـ هداف كأس مصر 2007، المركز الثاني بجائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2008، الهداف التاريخي لمباريات القمة (13 هدف)، 38 هدف دولي مع منتخب مصر، أفضل لاعبي كأس العالم للأندية 2014، أفضل هدف في كأس العالم للأندية 2014 (هدفه في هيروشيما).
وفي الإجمالي، خاض مع الأهلي 287 مباراة سجل 126 هدفًا.
في عام 2014 اختاره الكاف سفيرًا للكرة الإفريقية، وفي يناير 2016 تم تصنيفه ضمن قائمة أساطير كرة القدم من قبل الفيفا.
