الطريق
الأحد 19 مايو 2024 02:15 صـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

قوة مصر في الشرق الأوسط تضع حدا لتدخلات تركيا بالمنطقة (خاص)

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

اتجهت أنظار العالم خلال اليومين السابقين، إلى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اليونان أول أمس الثلاثاء، في إطار توطيد وتقوية العلاقات المصرية – اليونانية، في لقاء رسمي مع العديد من مسؤولي وقادة اليونان؛ لبحث سبل التعاون والتشارك بين البلدين.

والتقى الرئيس السيسي، أمس الأربعاء 11 نوفمبر 2020، برئيسة اليونان، ورئيس الوزراء اليوناني، وتناولا أبرز القضايا الهامة والإقليمية، بينها "اتفاقية ترسيم الحدود، ووقف التدخل السافر في ليبيا، ومواجهة التطرف ودعم الميليشيات الإرهابية، والتعاون الاقتصادي، ووقف الهجرة الغير شرعية من القارة السمراء إلى أوروبا".

اقرأ أيضا: السيسي يدعو رئيس البرلمان اليوناني لتبادل الزيارات مع نظيره المصري

مكانة مصر

اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان أكد أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولقائه مع رئيسة اليونان ورئيس وزرائها، تمثل نقطة محورية في دعم العلاقات بين مصر وأثينا.

وأشار عامر في تصريحات لـ"الطريق" إلى أن علاقة الدولتان توضح صورة مصر الحقيقية كدولة شرق أوسطية لها تاريخها ومكانتها السيادية، من خلال دورها الفاعل في كافة القضايا الهامة.

وأضاف رئيس لجنة الأمن القومي، أن المحاور الهامة في لقاء السيسي اليوم مع رئيس وزراء اليونان، تمثل نقلة نوعية في مواجهة التدخل التركي خارجيا، والتي كان أبرزها "اتفاقية ترسيم الحدود، مواجهة الهجرة غير الشرعية من إفريقيا إلى أوروبا، مواجهة خطر التطرف ودعم الميليشيات الأرهابية، ووقف التدخل التركي بليبيا.

وتابع إن اتفاقية ترسيم الحدود التي أقرها النواب، تحدد دور مصر وقبرص في غاز المتوسط، والحد من التدخل السافر من قبل تركيا، وعدم الالتزام بالوثائق الدولية التي أقرها مجلس الأمن ووثيقة الأمم المتحدة.

وعبر رئيس لجنة الأمن القومي البرلماني عن مدى قوة مصر في دعم الإسلام السمح الحقيقي، مشددا على أن تصريح رئيس وزراء اليونان عن دور السيسي في حماية الإسلام، وعدم الزج باسم الأديان في الأعمال المتطرفة، يدل على أننا وقبل مجئ الأديان شعب سمح سلمي متعايش مع كافة الطوائف، ونرفض مصطلح الإسلام الإرهابي.

اقرأ أيضا: بعيدا عن أمريكا.. مصر تضع خطوطا حمراء جديدة أمام أردوغان (خاص)

حضارة تاريخية مشتركة

من جانبة، قال الدكتور فخري الفقي، خبير الاقتصاد الدولي: إن "التعاون الاقتصادي بين مصر واليونان يسير بخطى ثابتة منذ القدم، وأن الدولتين لهما حضارة تاريخية مشتركة، وليس من الغريب أن نجد تعاون اقتصادي، خاصة وأن مصر تستعيد قوتها من خلال خطة الإصلاح الاقتصادي".

وأشار الفقي إلى أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، عكست 4 مجالات تعاونية على النحو التالي، بينها "مكافحة الأرهاب وتخفيف حدة التوتر الذي خلفته تركيا في شرق المتوسط، واستغلال الثروات بالمنطقة خاصة الغاز والنفط، وهذا ما عكسه منتدى غاز المتوسط".

وأضاف أن التبادل التجاري بين الدولتين، من المحاور الهامة، حيث بلغت قيمته من مليار ونصف إلى ملياري جنيه، على الرغم من أن الميزان التجاري يميل قليلا إلى الجانب اليوناني، وزيادة صادرات مصر في الآونة الأخيرة، إضافة إلى مجال الاستثمارات، خاصة في التكنولوجيا ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأخيرا وليس آخر، مجال السياحة، لاسيما أن مصر واليونان لديهما حضارتين من أعرق وأقدم الحضارات الإغريقية والفرعونية، بارزا دور منتدى غاز المتوسط في جلب السياح إلى مصر وقبرص واليونان، وبعض دول الجوار مثل إسرائيل والإمارات، بعد عمليات التطبيع الأخيرة مع الدول العربية.

وتابع: "منذ مجيئ السيسي، زادت الاستثمارات المصرية اليونانية من 150 إلى 200 مليون دولار، وهذه رسالة إلى تركيا وأردوغان على أن مصر بقوتها الشرق أوسطية، وعضوية قبرص واليونان في الاتحاد الأوروبي، أصبحوا قوة واحدة في ردع الإرهاب التركي، والحد من التدخل في ليبيا، وفرض الاستقرار فيها.

ورحب الفقي  بإشادة رئيس وزراء اليونان باستقرار اقتصاد مصر في ظل أزمة كورونا، مشيرا إلى أن مصر لديها مايقرب من 60% من السكان فئة شبابية واعية، وهذا يدل على أن مصر لا تتجه نحو الخطر من الفيروس بالرغم من دخولنا فصل الشتاء، والذروة الثانية، عكس الدول الأوروبية التي تتأثر بسبب جوها البارد جدا.

ويستكمل الرئيس السيسي جولته اليوم الخميس 12 نوفمبر، بلقاء وزير الطاقة والبيئة اليوناني، ورئيس وزراء اليونان السابق، ورئيس البرلمان اليوناني، لتعزيز سبل التعاون في مجالات الطاقة والكهرباء والمشروعات البيئية.