الطريق
الجمعة 17 مايو 2024 08:25 صـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بـ”الضرب والبخل والإهمال”.. سيدات يروين لـ”الطريق” حكايتهن مع العنف الأسري

العنف ضد المرة
العنف ضد المرة

معاناة جديدة تواجهها المرأة بخلاف قضيتها الرئيسية وهي العنف، وهي جائحة كورونا، والتي تسببت في زيادة أنواع العنف ضد المرأة والفتاة وخصوصًا العنف المنزلي، حسبما كشفت تقارير منظمة الأمم المتحدة.

 

في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، "الطريق" يتحدث مع سيدات تعرضن للعنف الأسري في أزمة كورونا.

 

الضرب بـ"الحزام" وسقوط على السلم

خرجت إسراء م، البالغة من العمر 25 عام عن صمتها، لتروي قصتها عن العنف الأسري، الذي شهدته على يد زوجها، الذي قضت برفقته عامين من العذاب حسبما، وصفت.

 

في عمر 21 تزوجت إسراء من زوجها عادل، والذي تحدت والديها من أجل الموافقة به، حتى تم الزواج عقب تخرجها من الجامعة مباشرةً، قائلةً: "كنت بحبه من الثانوية العامة وقولت لأهلي أني مش هسيبه ولازم اتجوزه وأجبرت والدي أنه يوافق عليه من غير شبكة وعملت فرح بحضور أسرتي وأسرته فقط علشان كان طيب وحنين معايا جدا".

 

صورة وردية رسمتها إسراء في خيالها، ظنًا منها أنها ستحقق هذا الخيال على أرض الواقع مع زوجها، إلا أن معاناتها بدأت، في اليوم الأول لحياتها الزوجية، قائلةً: "في يوم الصباحية حضرتك له فطار خفيف مكون من بيض وجبنة وخضروات وأول ما قدمت له الأكل قلب الأكل على الأرض وقالي ده مش فطار عرايس وفضلت طوال اليوم ابكي لكن رجع صالحني".

اقرأ أيضًا: ”أخدته من مراته”.. حكايات لسيدات عشن قصة الزوجة الثانية

 

وتتوالى أشكال المعاناة في حياة إسراء، التي لم تقتصر على الخلاف على الطعام، ولكن الأمر وصل إلى العنف الجسدي خلال العلاقة الزوجية بينهما، التي وصلت إلى حد الضرب والتعذيب وتخويفها من إخبار والديها بما يحدث معها.

على مدار عامين من الزواج، ذاقت إسراء ألوان العذاب، والتي وصلت إلى حملها مرة واحدة، ولكنها فقدت جنينها، خلال خلاف مع زوجها، قائلةً"كنت حامل في شهرين ومسكني ضربني كالمعتاد ووقعت من السلم ولما روحت المستشفى الدكتورة قالتلي مقدرناش ننقذ الجنين".

 

نهاية مأساوية لم تكن تأمل بها إسراء، حينما أخبرت والديها بما حدث معها على مدار عامين، وأصرت على الطلاق منه.

 

 

البخل والإتهام بالإهمال وزواج 6 شهور

 

في قصص العنف ضد المرأة، تأتي حكاية نوران م، البالغة من العمر 27 عام، التي قررت إعمال العقل فقط في حياتها الشخصية، فكانت زيجتها من خلال الأسرة، حينما تقدم لها شخص كان يبدو ملائمًا على كل المستويات المادية والعقلية والتعليمية.

اقرأ أيضًا: في اليوم الثاني بانتخابات النواب.. السيدات تتصدرن المشهد في الشرقية

"في الخطوبة كان بيعزمني على أفخم وأشهر الأماكن ويصرف أموال كثيرة جدًا وعمري ما تخيلت أنه ممكن يكون بخيل بالإضافة إلى ملابسه الغالية والأنيقة"، هكذا وصفت نوران فترة خطوبتها لزوجها مصطفى، والتي استمرت لمدة 3 أشهر فقط.

 

قضت نوران الأيام الأولى لزواجها في استقرار، حتى عادت إلى منزلها عقب انتهاء "شهر العسل"، حيث بدأت الخلافات الزوجية، والتي تركزت على الأموال، قائلةً:"من أول شهر ليا في بيتي قولتله فترة الغاز 30 جنيه والكهرباء 70 جنيه قالي ليه وحلف أنه يشغل لمبة واحدة في البيت حتى لو عندنا ضيوف".

 

لم توقف نوران حياتها عند هذه المشكلة بعد أن تأكدت أن زوجها شديد البخل، إلى الحد الذي جعله يطعمها مرة واحدة في اليوم، ولكنها حاولت جاهدةً إلى العمل على تغيير بعض الطباع السيئة في زوجها بالرفق واللين، ولكنها لم تنجح.

"فضلت ساكتة وصابرة لمدة 6 شهور زواج وعمري ما اشتكيت لأهلي وهو في نفس الوقت كان بيشكي مني لأمي ويقولها أني مهملة في نفسي.. ولما عرفت من والدتي الشكاوي دي أخبرتها بكل حاجة وطلبت الطلاق".

 

العذاب من بيت أبويا إلى بيت زوجي بسبب المال

 

"هربت من التعب في بيت أبويا وروحت للعذاب في بيت زوجي"..بهذه العبارة بدأت بدرية ع، حكايتها في العنف الأسري، حيث كانت تعيش برفقة 5 من أشقاءها في منزل والدهم، الذي لم يكن يعمل وكان يعتمد على عملها واشقاءها الذين يصغرونها سنًا، وهو الأمر الذي كان يشكل عبء كبير عليها.

 

"كنت دايمًا شايلة هم أخواتي وكنت بشتغل في ورشة ملابس بالنهار ولما أروح أعمل مشغولات يدوية علشان أوفر أكلنا وكنت شايفة أن الراحة الوحيدة أني أتجوز واحد مرتاح مديًا واقدر أساعد أخواتي بعد الجواز"، هكذا وصفت بدرية حالها وطموحها من الزواج بشكل يعينها على تربية أشقاءها.

 

في يوم عملها المعتاد في ورشة تصنيع الملابس، أخبرتها إحدى زميلاتها أن صاحب الورشة يريد الزواج بها، وحينها لم تفكر بدرية كثيرًا وخلال عدة أيام أخبرته بالموافقة على الزواج، حيث تزوجت خلال 5 أشهر، وحينها أخبرها زوجها برفضه لعملها مرة أخرى.

 

"قعدت في البيت لكن أخواتي حالتهم ساءت بسبب قلة الفلوس وأمي اشتغلت في البيت علشان تصرف عليهم، ولما قولت لزوجي محتاجة فلوس أساعدهم في البداية اعطاني لكن بعد كدة رفض ووصل الأمر أنه ضربني أكثر من مرة وقررت الطلاق والعودة إلى أخواتي مرة تانية"، انتهت حكاية بدرية بالطلاق بعد خلافها المستمر مع زوجها لمحاولتها مساعدة أشقاءها وطلب المال منه.