محلل سياسي: التطبيع يخلق أزمة بين المغرب وروسيا.. ولن يؤثر على البوليسارو (حوار)

قررت المغرب تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وجاءت هذه الخطوة بعد فترة قليلة من اندلاع أزمة قوات البوليسارو في منطقة الكركرات، ومحاولتهم فرض سيطرتهم على الصحراء الغربية، وللإجابة على علامات الاستفهام التي طرحتها الولايات المتحدة بإعترافها بسيادة المغرب على الصحراء الغربية بعد إعلان التطبيع مع إسرائيل، والأثار المترتبة على المستويين الإقليمي والدولي، يحاور "الطريق" الدكتور ناصر مأمون عيسى الباحث المتخصص في العلاقات الدولية وشئون الشرق الأوسط.
فإلى نص الحوار..
- هل تعد أزمة قوات البوليسارو في الصحراء الغربية سببا وراء قرار المغرب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل؟
للكشف عن أبعاد هذه النقطة لابد من الإلتفات إلى أنه هناك تفاهمات تتم بين المغرب وأمريكا قبل نشوب أزمة قوات البوليسارو في الكركرات، وتحديدا منذ 2017، وتعد هذه الأزمة واحدة من أهم الأسباب التي جعلت المغرب يجد ضرورة في الإسراع نحو خطوة التطبيع مع إسرائيل.
- ماذا يترتب على خطوة تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل؟
من المتوقع أن يكون لخطوة التطبيع التي أقرتها المغرب مع إسرائيل تبعات خطيرة جدا على المستويين الإقليمي والدولي أيضا خلال المرحل المقبلة، فعلى المستوى الإقليمي سوف تقوم قوات البوليسارو بعمليات عسكرية ضد الوجود المغربي لتؤكد على عدم مشروعيته، وربما تزيد الفجوة بين المغرب والجزائر، التي تعد من أهم الممولين لقوات البوليسارو، علاوة على صعوبة إتمام خطوة التطبيع بين إسرائيل من جانب والجزائر وموريتانيا من جانب أخر، خاصة وأن لديها علاقات وتفاهمات مع البوليسارو، التي لن تتأثر بشكل كبير بخطوة التطبيع.
اقرأ أيضا : أول رد من الجزائر على اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية
اقرأ أيضا :مجلس الأمن يناقش قضية الصحراء المغربية الإثنين المقبل
- لروسيا تفاهمات مع الجزائر.. فكيف يمكن تحديد موقفها الآن؟
أولا روسيا لديها نشاط قوي جدا في منطقة الصحراء المغربية، وهي أيضا لها علاقات قوية وتفاهمات مع الجزائر، لذلك من المتوقع جدا أن تؤيد موقفها أيا كان توجهه، لذلك يمكن القول بأن المغرب ربما تكون أقحمت نفسها في ورطة وقد تتأثر علاقاتها مع روسيا سلبا بسبب صفقة التطبيع التي قررت إتمامها مع إسرائيل.
- هل يدعم جو بايدن قرار فرض السيادة المغربية على الصحراء الغربية؟
من الصعب جدا تحديد ما إذا كانت إدارة جو بايدن ستدعم المغرب في قضية صراع الكركرات أم لا، وربما خطوة التطبيع التي أقرتها المغرب مع إسرائيل لا تحقق هدفها أمام قوات البوليسارو، خاصة وأن المؤشرات ترجح بأن إدارة "بايدن" ستترك الأمر بيد الأمم المتحدة، فهو لا يريد أن ينخرط في صراع مع روسيا والجزائر، فأمريكا خلال المرحلة المقبلة ستعمل على تعزيز علاقاتها ووجودها في القارة الإفريقية، والجزائر واحدة من أهم الدول التي ستجعلها تحقق هذا الهدف، لذلك لن تحاول الدخول معها في صدام بسبب أزمة الكركرات وقوات البوليسارو.