الطريق
الإثنين 6 مايو 2024 02:17 مـ 27 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حالة طلاق كل دقيقتين و 15 مليون حالة عنوسة

”الطلاق المبكر” ظاهرة تهز عرش مصر .. تعدد الزوجات أغرب الحلول

الطلاق
الطلاق
  • القومي للبحوث الاجتماعية: تدخل الأهل احتل المرتبة الأولى في الانهيار المبكر للأسر
  • دكتور هدي زكريا: نظام الزواج في خطر وعلي الشباب تحصينه بدورات ما قبل الزواج
  • دكتور عبد الفتاح العواري: علي الزوج أن يكون صالحًا مع زوجته وألا يفضل عليها أهله
  • مني أبوشنب: مبادرة تعدد الزوجات الحل لوقف نزيف الطلاق وحل مشاكل العنوسة

"طالق" كلمة قاسية للغاية، تنطق في لحظة غضب فيقع أثرها كالسيف، تمزق قلوب، وتشرخ صدور كانت عامرة بالمودة والرحمة، لتعلن حرب بين زوجين وتشردهما إلي محاكم الأسرة، ما يؤدي إلي وقوع ضحايا لا ذنب لهما سوي أنهما جاءوا إلي هذه الدنيا أبناء لأب وأم لا يقدرون المسئولية الملقاة علي عاتقهما.

 

ومن هذا المنطلق؛ كشف تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع حالات الطلاق في مصر، حيث وصلت إلى مليون حالة بواقع حالة واحدة كل دقيقتَين ونصف، وهذا يعنى أن حالات الطلاق، تتعدى في اليوم الواحد 2500 حالة، فيما يقدر عدد المطلقات بأكثر من 5.6 مليون على يد مأذون، ونتج عن ذلك تشريد ما يقرب من 7 ملايين طفل، ووصلت نسبة العنوسة بين الشباب والفتيات إلى 15 مليون حالة.

وأوضحت نتائج بحث أجراه المركز القومي للبحوث الاجتماعية بعنوان "الطلاق المبكر ظاهرة تؤرق المجتمع"، حول دوافع الطلاق المبكر وأسبابه؛ أن أعلى معدل لاستمرار الحياة الزوجية في حالات الدراسة يتراوح بين 4 إلى 5 سنوات لعدد 28% من الحالات، في حين أن عدد الحالات التي استمر زواجها عاماً واحداً بلغ 20% من الحالات، وعدد الحالات التي استمر زواجها عامين بلغ أيضا 20% من حالات البحث، كما تبين أن هناك 18% من الحالات استمر زواجهما لمدة ثلاث سنوات.

 

وأكد البحث أن تدخل الأهل احتل المرتبة الأولى في الانهيار المبكر للأسر، فتمثل السبب الأول للطلاق في تدخل أهل الزوج والزوجة في شئون الأسرة، وأن الأسرة المنتهية بالطلاق تعيش قريبة من منزل العائلة بواقع 88% من الحالات، و22% من الحالات يعيشون في منزل العائلة، وبجمع النسبتين نجد أن 60% يعيشون تحت سيطرة الأهل.

 

وفي هذا الصدد تقول دكتور هدي زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسي والعسكري جامعة الزقازيق، إن هناك نظرية تسمي "قوة الزواج" وتعني متي يكون الزواج قويا ومتماسكا ومستمرا ومتي يكون هش وينهار، ولكن لا أحد يلتفت إليها فما يشغل المجتمع هو الرغبة في تزويج الشباب دون الالتفاف بأن هذا الزواج سيستمر أم لا، موضحة أن الأسباب التي تقوي الزواج أن تكون الخلفية الاجتماعية لكلا العروسين متشابهة وتضم كلا من البنية الأخلاقية والدينية والمادية، لأن اختلاف هذه الصفات يؤدي إلي حدوث صدام بينهما يهدم الزواج.

ولفتت إلى أن تدخل الأهل والأصدقاء عامل مؤثر يؤدي إلي الطلاق بشكل كبير، لذلك يجب علي العروسين في مرحلة الخطوبة إحاطة العلاقة بسياج قوي يحميها؛ فحين يخترقه ثالث يؤدي إلي التحريض بينهما واستقواء كلا منها علي الأخر، فالعلاقة الزوجية ناعمة وهشة، وتدخل المحيطين بهما يؤدي إلي هدمها، مشيرة إلى أن هناك قصص حب رائعة انتهت بسبب التحريض والإلحاح، لذلك أدعو الشباب إلي تحصين علاقتهما الزوجية بحضور دورات ما قبل الزواج.
 

وأكدت أستاذ علم الاجتماع أن نظام الزواج أصبح في خطر، وقدسية العلاقة الزوجية انتهت ولم يعد الزواج في نظر أصحابه أمر مقدس، فقديما كان الزوجان لا ينفصلان مهما حدث، لكن حالياً أصبح الناس يستسهلون الخروج من العلاقة الزوجية.

 

وأشارت إلى أن هناك عدة اعتبارات لحماية العلاقة الزوجية منها: مراعاة أن الزواج ليس نهاية قصة الحب ولكنه مسئولية وحياة لا بد من مراعاتها، وعدم الهروب من أول صدام، ووضع حد لتدخل الأهل لأنه قد يثبت العلاقة أو ينهيها، مراعاة الخصائص المختلفة بين الجنسين فصفات الرجال تختلف عن صفات الإناث، وضرورة الانتباه إلي زيادة نسب الطلاق المبكر في الآونة الأخيرة والحد منها بتدريب المقبلين علي الزواج.

ومن جهته، يقول الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر، إن قوام العلاقة الزوجية الاختيار الصحيح وألا تغلب فيها العواطف جانب التعقل وأن تعود الفتاة في اختيارها إلي الوالدين لأنهم ينظرون إلي المستقبل نظرة صاخبة، وألا يدعي أحد العروسين أخلاقاً ليست فيه فإذا تم الزواج انكشف المستور ونشبت الخلافات التي تنهي العلاقة لأنها لم تقم علي أساس سليم من الصدق والشفافية، وألا تترك الأسرة الفتاة أثناء فترة الخطوبة دون ضوابط الشرع من عدم الخلوة بها، حتي لا يكون له عواقب وخيمة إذا ما وقع الزواج.

 

وأكد علي ضرورة التكافؤ بين العروسين من حيث التدين والخلق والمستوي الاجتماعي والمادي، وإلا سيقع بعد الزواج ما لا يحمد عقباه من تدهورها، لذلك يجب علي العروسين أن يتقي كلا منها الله في الأخر وأن يعمل علي تحقيق الرحمة والمودة التي تجعل البيت جنة ونعيما، فيسود الحب بينهما، وأن يكون الزوج صالحًا وطيبًا معها وألا يفضل عليها أهله لأن حقوقها في الشرع مقدمة علي حقوق الأهل، ويعلم أنه إذا قصر في حقوق زوجته حبسه القاضي، وألا يتلفت إلي راتبها لأن الرجل الذي يصنع ذلك ليس به رجولة ولا نخوة.

ونوه إلي ضرورة الحد من المشاكل المؤدية للطلاق من خلال الرجوع إلي حكم العقلاء من الأهل، الذين يتدخلون لإنهاء الخلاف وحل النزاع بينهما، وتذكيرهم بالخوف من الله وألا يتسببا في هدم أسرة بُنيت وخراب بيت عمر بالحياة الأسرية، وأن يعلمهما كيف يواصلا مسيرتهما الزوجية بحيث يتحمل كلا منهما ما يقع عليهما من ضرر حتي يتحقق الخير والود بينهما.

”أنا بنت الله”.. تفاصيل الرسالة الأخيرة لنوال السعداوي قبل وفاتها

ومن هذا المنطلق تقول الإعلامية مني أبو شنب، مؤسس مبادرة تعدد الزوجات في مصر والعالم الإسلامي، إنها أطلقت هذه المبادرة لوقف نزيف الطلاق بعد أن أجرت عدة أبحاث حول أسباب زيادة نسبة الطلاق ومنها: الدعوات الخفية للتحريض ضد الزوج جعلت النساء تستأثر علي الرجال، وقوانين الأسرة لصالح المرأة، والدعوة لتأخر سن الزواج تحت مبرر "عيشي حياتك" والصداقة بين الجنسين جعلت البنات "عوانس"، فسن العنوسة يبدأ من 29 عاما وهناك سيدات تجاوزت الـ 45 عاما ولم تتزوج.

وأضافت أن الجيل الحالي أصبح لا يتحمل المشاكل ومسئولية الأسرة، ولكن الغريب هي حالات الطلاق التي تتم بعد 30 سنة زواج، فـ "السوشيال ميديا" وخاصة "الفيس بوك" عامل هام من عوامل زيادة الطلاق، فتوصلت أن تعدد الزوجات هو الحل الرادع للسيدات لأن أحادية الزوجة جعلت المرأة "تفتري" علي الرجل.

ولفتت أن تعدد الزوجات ليست ثقافة مجتمعنا الذي يري من يتزوج بأخري فهو خائن، فالمرأة المصرية تفضل موت زوجها عن زواجه بأخري حتي لا تشعر بالنقص، رغم أننا مجتمع يزيد به عدد العوانس والمطلقات، بالإضافة إلي زيادة نسبة الشذوذ بين النساء والفتيات، رغم رفض المجتمع للتعدد إلا أنهم سيقبلونه عاجلاً أم آجلاً، والدليل علي ذلك هو زيادة عدد الحالات التي استجابت وبلغت المئات من النساء والرجال، كما كانت المبادرة سبب في إصلاح العلاقة بين الرجل والزوجة الثانية، المرأة المصرية أصبحت لا تبالي لأولادها وتتركهم لأبيهم في حالة الطلاق.

وأكملت في حالة تعدد الزوجات يكون الأب هو الحاكم وبالتالي تُربي الأبناء تربية حسنة، بالعكس الزوجة الأحادية لا تستطيع تربية أبنائها بسبب انشغالها بالعمل و"الفيس بوك"، كما تهمل زوجها فهناك فرق بين المرأة والأنثى فهي تكون أنثي خارج البيت وفي البيت تهمل نفسها.

وتري "أبو شنب" أن الزواج أصبح تجارة وليس من أجل بناء أسرة مما أدي إلي زيادة نسب الطلاق المبكر، وتعدد الزوجات هو الحل الأمثل لمواجهة الطلاق المبكر لأن الزوجة إذا شعرت أن أخري ستشاركها زوجها ستحافظ عليه، كما تقلل من المهر مما يؤدي إلي تيسير حالات الزواج.

واختتمت حديثها قائلة أن تعدد الزوجات هو شرع للحفاظ علي المرأة وليس الرجل، وحمايتها من المجتمع والانحلال الأخلاقي.

ومن هنا تكاتفت بعض مؤسسات الدولة لوقف نزيف الطلاق، فقامت مشيخة الأزهر بتدشين وحدة "لم الشمل للصلح بين الأزواج" المختلفين حتى لا يصلوا لمرحلة الطلاق، كما أصدر الرئيس "السيسي" تكليفاته لإعداد المشروع القومي "مودة" لتوعية الشباب المقبلين على الزواج، الذى بدأ العمل به للحد من الارتفاع المطرد لحالات الطلاق.

موضوعات متعلقة