الطريق
الخميس 28 مارس 2024 10:35 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

”بكره إسرائيل وفرحت بثورة يوليو”.. أسرار سياسية في حياة فاتن حمامة

الفنانة فاتن حمامة
الفنانة فاتن حمامة

حياتها امتلأت بالحكايات عن الفن وغيره من المجالات الأخرى، مثل السياسة، التي لم تستطع فصلها عن أعمالها الفنية، حيث تناولتها في بعض أعمالها ولعل أبرزهم فيلم "أرض السلام"، الذي تناولت فيه قصة فتاة فلسطينية تناضل من أجل الدفاع عن وطنها ولا تخشى الاحتلال الإسرائيلي، إنها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التي تحل اليوم الخميس الموافق 27 مايوم ذكرى ميلادها التسعين.

 

خلال تكريم الفنانة فاتن حمامة من الجامعة الأمريكية في القاهرة، بمنحها درجة الدكتوراة الفخرية في تسعينيات القرن الماضي، تناولت سيدة الشاشة العربية الحديث عن السياسة من الألف إلى الياء مع الصحفي أحمد المسلماني في حوار  جرى نشره في مجلة فكرية تعني بالشؤون المصرية، والتي تصدر عن مؤسسة "الأهرام"، برئاسة تحرير محمد السيد سعيد.

 

ومن نص الحوار، يستعرض "الطريق" الكثير من الأمور السياسية في حياة فاتن حمامة.

 

 

فاتن حمامة وسر كرهها لحزب الوفد

 

في نص الحوار مع الصحفي أحمد المسلماني، فجرت الفنانة فاتن حمامة الكثير من المفاجأت السياسية ورؤيتها لها، حيث بدأت حديثها عن كرهها لحزب الوفد، مبينةً أنها نشأت في أسرة لا تقبل بحزب الوفد ولكنها فهمت أن كل شيء يمكن مناقشته، إلا أنها ما زالت لا تحب هذا الحزب.

 

 

فاتن حمامة والقصر

 

لم يختلف الأمر بالنسبة لفاتن حمامة بين حزب الوفد والقصر، فقد اجتمع الاتجاهان على كرهها لهما، فهي في البداية كانت لا تحب القصر الملكي ولا الرجال الذين يعملون به، لما كانت تسمعه من شائعات كثيرة عنهم، ولكنها عندما كبرت أصبحت أقل كرهًا لهم.

 

فاتن حمامة وثورة 23 يوليو

 

"استقبلت الثورة بالفرح الشديد وكنا نحب محمد نجيب وعند قيام الثورة قدموه لنا بوجهه الطيب السمح، ولكن عندما ظهر جمال عبد الناصر غطى عليه وعلينا، عبد الناصر كانت لديه كاريزما وكانت عيونه ثاقبة، وعندما وقع حادث المنشية عام 1954 ألتف الناس من حوله وتأكدت كاريزمته"، هكذا رأت فاتن حمامة محمد نجيب وجمال عبد الناصر.

 

فاتن حمامة وجماعة الإخوان

 

في الحوار، أوضحت فاتن حمامة أنها كانت تسمع عن جماعة "الإخوان المسلمين" منذ الصغر، ووقت حادث المنشية 1954 سمعت أنه كان هناك مفرقعات وأشياء أخرى من هذا القبيل، كما أنها قرأت الكثير عن أخطائهم، ولكنها لم تعرف أحدا منهم ولم تلتقِ بأحد منهم في حياتها.

 

 

حمامة والاشتراكية

 

جمعت فاتن حمامة صداقة ببعض الشيوعيين، الذين كانوا ينتمون إلى أسر غنية، وكانوا أيضَا على قدر كبير من العلم والثقافة، وكانوا يديرون حوارات ونقاشات عالية المستوى، ومنهم علمت أن الفكر الشيوعي يتحدث باستمرار عن قيم مثالية مثل المساواة والعدالة، ولكنها وجدت أن كل البلدان الشيوعية كان يوجد بها الغني والفقير ولم يتحقق المجتمع المثالي، الذي يتغنون به، وهو ما جعلها لا تصدقه في كل الأوقات.

 

حمامة وتنبؤات انهيار الإتحاد السوفيتي

 

في رؤية سيدة الشاشة العربية أن بقاء جورباتشوف، كان أفضل للاتحاد السوفيتي مما حدث له وتسبب في انهياره، حيث أدى انهيار الاتحاد السوفيتي إلى نشر الفوضى والفقر والجريمة، ولكن بعض الدول مثل "المجر و بولندا والتشيك" أصبحوا أفضل مما كانوا عليه في فترة الشيوعية.

 

فاتن حمامة وهزيمة 67: أسوأ الأيام

 

وصفت فاتن حمامة تاريخ 5 يونيو عام 1967 بـ"أسوا الأيام" والعام هو أسوأ الأعوام على مدار عمرها، وأنها لم تستطع وصف مشاعرها، حيث كانت خارج مصر وأزدادت الغربة عليها، ما جعلها تشعر بأنها لا تعرف نفسها.

 

فاتن حمامة ووفاة عبد الناصر

 

أوضحت حمامة أن وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لم تمح الهزيمة، مؤكدةً أن الهزيمة بقيت حتى محاها الرئيس الراحل أنور السادات، مبينةً أنها كانت مع أن يُسقط الشعب المصري عبد الناصر ولا تسقطه إسرائيل، نتيجة لما وصفته في حوارها بـ"أخطائه الكثيرة"، حيث كان جهاز الاستخبارات هو الذي يحكم مصر، ولم تكن هناك حرية أو حقوق إنسان، حتى انتهى عصر عبد الناصر والروس وإسرائيل في مصر.

 

 

فاتن حمامة ونصر أكتوبر 73

 

قالت سيدة الشاشة العربية، إنه يكفي السادات أنها طرد الروس والإسرائيليين، قائلةً: "بطرد الروس سنة 1971 أنهى على نصف الاحتلال".

 

حرب الخليج

 

"لا أرى أي معنى لحرب الخليج والمعنى الوحيد لها يحتاج إلى بيان من له المصلحة في ما جرى؟.. هذا هو المعنى.. العراقيون كانوا يتحدثون عن حق تاريخي والآن يقبلون أي شيء ولكن ماذا بعد أن أفقرت العراق وعم الخراب.. الآن العراق والكويت وكل الخليج الجميع يستنزف والكل يقهر والخراب أصبح شاملاً"، كانت تلك رؤية فاتن حمامة عن حرب الخليج.

 

اقرأ أيضًا: لماذا استحقت فاتن حمامة حمل لقب سيدة الشاشة العربية؟ (صور)

 

التسوية الشاملة في الشرق الأوسط

 

في الحديث عن التسوية الشاملة في الشرق الأوسط، تطرقت سيدة الشاشة العربية إلى بعض الصفات في رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، قائلةً: "عن وجه نتنياهو هذا لم أتفائل.. عيناه زائغتان ووجه غير مريح بالمرة ومنذ أن جاء إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية والأمور سيئة للغاية.. ولكن لماذا لم ينتخب عرب 48 حزب العمل؟ لقد انتقموا بضرب حزب العمل، احتجاجًا على مذبحة قانا، ولم يكن ذلك حلا موفقًا".

 

 

حمامة وشعورها تجاه إسرائيل

 

 

في رد قوي وحاسم، قالت حمامة: "أكره إسرائيل، لا أكره اليهود ولكن أكره الدولة اليهودية".

 

وعن يقين ردت فاتن حمامة على سؤال مشاعرها تجاه القدس، قائلةً: "القدس عربية، وربما يكون الأفضل لها أن تكون لها إدارة دولية وتكون فيها كل الديانات ولا يبقى فيها جيش ولا حكومة وتصبح مدينة لله والإنسان.

 

زيارة فلسطين

 

بالرغم من عدم حركتها كثيرًا في الفترة التي أجرت فيها فاتن حمامة حوارها مع الصحفي أحمد المسلماني، ولكنها أبدت موافقتها وعدم الاعتراض على السفير إلى فلسطين، ووصفت الشعب الفلسطيني بأنهم إخوان للمصريين، ولابد من الوقوف بجانهم ولا يتركوا تحت دعوى عدم التطبيع، لأن فلسطين عربية.