الطريق
الخميس 28 مارس 2024 06:15 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أنا تركت أهلي من أجل زوجي وأبنائي.. هل علي إثم؟.. الإفتاء تجيب

أرشيفية
أرشيفية

أنا تركت أهالي من أجل زوجي وابنائي، فهل عليّ إثم في ذلك؟.. سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية على الصفحة الرسمية في "الفيسبوك"، وآجاب عليه الدكتور مجدي عاشورـ من خلال البث المباشر.

قال الدكتور مجدي عاشور، لماذا تصل الأمور لهذا الحد؟، أهلك هم صلة الرحم التي يجب عليكي الحفاظ عليها فأهل الزوج وأهل الزوجة وعلاقتهما بالابناء شيء مهم جدا لتربية الأبناء واكتمال الأسرة السوية.

وأضاف الدكتور مجدي عاشور، إذا كانت زيارات أهلك لكِ تسبب المشاكل لزوجك فالحل تقليل هذه الزيارات أو الاكتفاء بالاتصال بالتليفون وعليكي زيارتهم كلما سمح لكِ زوجك، وعليه أن يساعدك علي صلة رحمك، أما قطع علاقتك بأهلك فهذا إثم كبير.

وقد وضحت دار الافتاء واجب الزوجة اتجاه أهلها واتجاه زوجها، حيث قالت إن الأصل في العلاقات الزوجية أن تقوم على المودة والرحمة والمعاشرة بالمعروف، والاحترام المتبادل بين الزوجين؛ قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الروم/21، وطاعة الزوجة لزوجها واجبة -في حدود طاعة الله- فيما فيه حفظ للأسرة والعلاقة بين الزوجين من الفساد والإفساد، فعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: (إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ) رواه أحمد.

وأكدت الإفتاء، أنه يمكن التوفيق بين طاعة الزوج وطاعة الوالدين غالباً، في الواقع ونفس الأمر؛ لأن لكل منهما حقوقاً على الآخر بينها الشرع، وطاعة الزوج لا تعني إلغاء طاعة الزوجة لوالديها، فهي واجبة أيضاً، ويجب عليها الحرص على المواءمة بين الطاعتين والتوسط والاعتدال فيها، خاصة إن لم يكن هنالك تعارض بين طاعة الزوج وطاعة الوالدين.

فإن تعارضت طاعة الزوج مع طاعة الوالدين، فينظر حينها: فإن كان أمر الزوج لزوجته بعد الزفاف في أمر مباح وفيما يخص الحياة الأسرية، وكانت المصلحة ظاهرة فيه، فعلى الزوجة تقديم طاعة زوجها على طاعة والديها في هذه الحالة، وأما إن كان أمر الوالدين فيما لا علاقة له بحياتها الزوجية، وكان فيه مصلحة ظاهرة تتعلق بحقوق الوالدين، فتقدم طاعة الوالدين على طاعة الزوج.

وذكرت إن خروج المرأة من بيتها لخدمة والديها، أو زيارتهم فيما أذن لها به الشرع، لا حرج عليها فيه، وأما خروجها لغير مسوغ شرعي، وبغير إذن الزوج فهذا من النشوز المحرم

وعليه؛ فيجب على الزوج أن يسمح لزوجته بزيارة أهلها، كما ينبغي عليه ألا يمنع أهلها من زيارتها في بيتها، ويكره له ذلك؛ لأن ذلك يؤدي إلى قطيعة الرحم.