هل يمكن لفيسبوك مقاضاة فرانسيس هوجن صاحبة التسريبات الأخيرة؟

اتخذ موقع فيسبوك مؤخرًا نبرة أكثر صرامة تجاه الموظفة المستقيلة والمُبلغة عن المخالفات الأخيرة فى الشركة فرانسيس هوجن مديرة الإنتاج السابقة فى الشركة، مما يشير إلى أن الشبكة الاجتماعية قد تفكر فى الانتقام القانوني بعد أن أعلنت هوجن علنًا عن بحث داخلي قامت بنسخه قبل ترك وظيفتها فى وقت سابق من هذا العام.

ويحمي قانون الولايات المتحدة المبلغين عن المخالفات الذين يكشفون عن معلومات حول سوء السلوك المحتمل للحكومة، لكن هذه الحماية لا تغطي بالضرورة نقل أسرار الشركة إلى وسائل الإعلام.

ولا يزال يتعين على فيسبوك أن يتخذ بعض الإجراءات، حيث يتعين على الشركة أن تفكر فيما إذا كانت مقاضاة هوجن، والتي يمكن أن تثني الموظفين الآخرين الذين قد يتكلمون بخلاف ذلك أو يقومون بالكشف عن الاستخدامات السيئة للشبكة.

شهادة المبلغين عن المخالفات على فيسبوك: تتخذ الشركة خيارات "كارثية"، وتعطي الأولوية للربح

قد تواجه هوجن عواقب أخرى، وغالبًا ما يعرض المبلغون عن المخالفات أنفسهم لخطر الضرر المهني، حيث قد تحجم الشركات الأخرى عن توظيفهم فى المستقبل والهجمات الشخصية من أن تكون فى أعين الجمهور.

وبحسب موقع "usatoday"، لم يرد فيسبوك على الأسئلة المرسلة عبر البريد الإلكتروني للاستفسار عن الواقعة.

ماذا فعلت فرانسيس هوجن؟

قامت هوجن بنسخ مجموعة من وثائق فيسبوك الداخلية سراً قبل مغادرتها الشركة وبعد ذلك قام محاموها بتقديم شكاوى إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات مدعياً ​​أن فيسبوك يخفي ما يعرفه عن الآثار السلبية لمنصته.

وقال جون تاي، محاميها، إن الفريق قدم وثائق منقوصة إلى الكونجرس، حيث أدلت هوجن بشهادتها يوم الثلاثاء، كما أبلغت المسؤولين فى كاليفورنيا.

وشاركت هوجن أيضًا وثائق مع Wall Street Journal، والتي بدأت التحدث إليها فى ديسمبر، مما أدى إلى سلسلة من القصص المتفجرة التي بدأت فى منتصف سبتمبر.

ماذا كان رد فيسبوك؟

تقول الشركة إنه تم وصفها بشكل خاطئ، وكتب مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي إلى الموظفين يوم الثلاثاء: "أعتقد أن معظمنا لا يدرك الصورة الخاطئة للشركة التي يتم رسمها".

وبدأ بعض مسؤولي الشركة أيضًا فى استخدام لغة أكثر صرامة لوصف تصرفات هوجن التي يمكن تفسيرها على أنها تهديد.

وفى مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس الخميس الماضي، أشارت مونيكا بيكرت، مديرة فيسبوك، مرارًا وتكرارًا إلى الوثائق التي نسختها هوجن على أنها "مسروقة"، وهي كلمة استخدمتها أيضًا فى مقابلات إعلامية أخرى.

اقرأ أيضًا: عاجل | متحدث فيسبوك: لدينا مشكلة بالفعل ونعمل على حلها

وقال ديفيد كولابينتو، محامي هوجن وكولابينتو والمتخصص فى قضايا المبلغين عن المخالفات، إن اللغة كانت تشكل تهديدًا.

وفى المقابلة نفسها، عندما سُئل عما إذا كان فيسبوك سيقاضي أو ينتقم من المبلغين، قالت المحامية بيكرت فقط، "لا يمكنني الرد على ذلك".

وقبل أسبوع، أدلى أنتيجون ديفيس، رئيس قسم السلامة العالمية فى فيسبوك، بشهادته فى مجلس الشيوخ، أن فيسبوك "لن ينتقم أبدًا من شخص ما بسبب التحدث إلى الكونجرس"، مما ترك الباب مفتوحًا أمام احتمال أن تلاحقها الشركة لإعطائها وثائق للمجلة.

هل هوجن محمية بموجب القانون؟

توفر قوانين مختلفة حماية المبلغين عن المخالفات على مستوى الولاية والمستوى الفيدرالي والقوانين الفيدرالية السارية على هوجن هي قانون Dodd-Frank، قانون إصلاح وول ستريت 2010، وقانون Sarbanes Oxley، قانون 2002 الذي أعقب انهيار Enron وفضائح محاسبية أخرى.

وقام Dodd-Frank بتوسيع الحماية للمبلغين عن المخالفات ومكن لجنة الأوراق المالية والبورصات من اتخاذ إجراءات ضد الشركة التي تهدد المبلغين عن المخالفات.

ويقول الخبراء إن الحماية موجودة لكل من الموظفين والموظفين السابقين.

من هي فرانسيس هوجن؟

عند سؤالها عن المخاطر التى قد تواجهها لأنها كشفت إلى وسائل الإعلام التسريبات الأخيرة، أكدت محامية هوجن، أنه بسبب ذهاب المدعية هوجن إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات، والكونجرس وسلطات الدولة، يحق لها حماية المبلغين عن المخالفات، وقالت إن أي دعوى من فيسبوك ستكون "تافهة" وأن الشركة لم تكن على اتصال معها حول أي شئ.

ماذا عن تسريباتها لوسائل الإعلام؟

لم تختبر المحاكم ما إذا كان التسريب إلى وسائل الإعلام محميًا بموجب قانون دود فرانك، لكن كولابينتو قال إن وزير العمل الأمريكي قرر منذ عقود أن اتصالات المبلغين عن المخالفات البيئية والسلامة النووية مع وسائل الإعلام محمية.

ويجادل بأن قانون Sarbanes-Oxley تم تصميمه على غرار تلك القوانين السابقة، ويجب أن تتمتع هوجن بنفس الحماية لأي من اتصالاتها مع المراسلين.

قالت ليزا بانكس من كاتز ومارشال وبانكس ، التي عملت في قضايا المبلغين عن المخالفات على مدى عقود، إن فيسبوك قد يزعم أن هوجن قد خرقت اتفاقية عدم الإفشاء من خلال مشاركة وثائق الشركة مع الصحافة أو تسريب أسرار تجارية أو فقط من خلال الإدلاء بتعليقات يعتبرها فيسبوك تشهيرية.

وقالت: "مثل العديد من المبلغين عن المخالفات، فهي شجاعة بشكل غير عادي وتعرض نفسها لمخاطر شخصية ومهنية فى تسليط الضوء على هذه الممارسات".

واستخدمت هوجن بشكل فعال التسريبات إلى وسائل الإعلام لزيادة الضغط على الكونجرس والمنظمين الحكوميين.

وقالت كولابينتو إن إفصاحاتها كان لها غرض يتعلق بالمصلحة العامة يمكن أن يعقد تطبيق اتفاقية عدم الإفشاء إذا اختار فيسبوك القيام بذلك.

هل يمكن أن يواجه فيسبوك انتكاسة؟

ربما يريد فيسبوك أن تثير تهديداته المستترة غضب الموظفين الآخرين أو الموظفين السابقين الذين قد يميلون إلى التحدث علانية.

وقال بانكس: "إذا طاردوها، فلن يكون ذلك لأنهم يعتقدون بالضرورة أن لديهم قضية قوية من الناحية القانونية، ولكن إرسال رسالة إلى المخبرين المحتملين الآخرين بأنهم ينوون اللعب بقوة".

لكنها قالت إنه سيكون "كارثة" أن يلاحق فيسبوك "هوجن" بغض النظر عن نقاط الضعف القانونية المحتملة، قد يبدو فيسبوك وكأنه متنمر إذا رفع دعوى قانونية ضدها.