بعد موافقة بريطانيا على استخدامه.. ما هي حبة المولنوبيرافير وكيف تعمل؟
اتخذت جهود مكافحة فيروس كورونا خطوة أخرى إلى الأمام، بإعلان المملكة المتحدة مؤخرًا، أنها وافقت على أول حبة لعلاج الأشخاص المصابين بفيروس كورونا.
مولنوبيرافير Molnupiravir هو دواء مضاد للفيروسات يمكن تناوله مرتين يوميًا لمدة خمسة أيام فى بداية الإصابة من قبل الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض حاد، ربما بسبب العمر أو الظروف الصحية الأساسية.
منحت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية "MHRA" فى المملكة المتحدة ترخيصًا للدواء، الذي تنتجه شركة Merck الأمريكية العملاقة للأدوية وشركة Ridgeback Biotherapeutics.
ونعرض لكم خلال السطور التالية أهمية الدواء مقارنة بعلاجات كوفيد-19 الأخرى، وكيف تعمل حبة مولنوبيرافير؟، بحسب ما ذكرته شبكة "thenationalnews" في تقريرها المنشور على موقعها الإلكتروني.
ما مدى فعالية حبة مولنوبيرافير
وجدت التجارب أنه يقلل من خطر الإصابة بالمرض الذي يتطلب دخول المستشفى بمقدار النصف، والأمل هو أنه من خلال منع المزيد من الأشخاص من الإصابة بأمراض خطيرة، سيخفف الدواء الضغط على الأنظمة الصحية الواقعة تحت الضغط حاليًا، وقد يقلل أيضًا من نسب الذهاب للمستشفيات.
وقال البروفيسور إيان جونز، أستاذ علم الفيروسات فى جامعة ريدينج فى المملكة المتحدة: "لا يوجد الكثير من الأدوية التي تمت الموافقة عليها كأدوية مباشرة مضادة للفيروسات، وهذه هي أهمية ذلك".
وأضاف: "يبدو أن بيانات التجارب السريرية تظهر فائدة واضحة.. ولكن هناك تحذير واحد كبير، حيث يجب إعطاؤه فى وقت مبكر من الإصابة.. نظرًا لأنه لن يفيدك كثيرًا إذا كنت فى المستشفى بالفعل".
هذا يعني أن الأشخاص الذين من المحتمل أن يتناولوا مولنوبيرافير هم أفراد يعانون من أعراض "خفيفة إلى معتدلة" وهم معرضون للإصابة بـ كوفيد-19 بسبب العمر أو الظروف الصحية الأساسية.
وأشارت التجارب فى الهند التي شملت أشخاصًا يعانون من مرض أكثر حدة إلى أن الدواء كان غير فعال فى تلك المرحلة، مؤكدة على الحاجة إلى تناوله مبكرًا.
قال البروفيسور ديفيد تايلور، الأستاذ الفخري لسياسة الأدوية والصحة العامة فى جامعة كوليدج لندن: "يمكننا استخدامه مبكرًا وإيقافه عن التسبب فى ضرر "قبل" تطور المرض بالكامل".
وتابع: "هناك كل الأسباب التي تجعلنا نفترض أن لها مساهمة مهمة جنبًا إلى جنب مع التطعيم والعلاجات الدوائية فى المراحل المتأخرة التي لدينا بالفعل".
كيف تعمل حبوب الـ مولنوبيرافير Molnupiravir؟
يعطل مولنوبيرافير Molnupiravir تكاثر المادة الوراثية للفيروس "الحمض النووي الريبي أو RNA" وبذلك، يمكن أن يوقف تكاثر العامل الممرض.
ويدمج نفسه فى خيوط الحمض النووي الريبي التي ينتجها الفيروس، مما يؤدي إلى حدوث طفرات تؤدي فى النهاية إلى سقوط عدد جزيئات الفيروس فى الشخص المصاب، وقد وُصِف بأنه يتسبب فى تحور الفيروس حتى الموت.
قال البروفيسور جونز: "هذا دواء يهاجم تكاثر الفيروس، وقدرة الفيروس على صنع المزيد من نفسه".
أثار أسلوب عمله مخاوف، مع ذلك، من أن الدواء قد يسبب طفرات فى المادة الوراثية البشرية، مما قد يؤدي إلى الأورام.
وقالت شركة ميرك المصنعة للدواء، إن بيانات التجربة تظهر أن العقار آمن.
تم اختبار Molnupiravir فى الأصل كعلاج لمرض يصيب الخيول قبل أن يتحول الاهتمام إلى آثاره المحتملة ضد الإنفلونزا لدى البشر.
بعد ظهور كوفيد-19، حصلت شركة Ridgeback Therapeutics على ترخيص للدواء، مما أدى إلى موافقتها النهائية على استخدامه ضد فيروس كورونا.
اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن فيروس ”هيهي” بعد انتشاره في الصين وتصدره التريند
كيف تقارن مولنوبيرافير مع العلاجات الدوائية الأخرى لفيروس كوفيد -19؟
يتم إعطاء علاجات دوائية أخرى لـ Covid-19 عن طريق الوريد أو عن طريق الحقن، مما يجعل من الصعب إدارتها ما لم يكن الشخص فى المستشفى، وهو عيب خاص للأدوية التي يجب تناولها فى وقت مبكر من الإصابة.
يتميز Molnupiravir بأنه يتم تناوله كحبوب.
تعمل شركات أدوية أخرى على علاجات حبوب منع الحمل الخاصة بها لـ Covid-19.
من بين علاجات Covid-19 المتاحة بالفعل علاج من Regeneron Pharmaceuticals و Roche يتكون من اثنين من الأجسام المضادة أحادية النسيلة "يتم إنتاج أجسام مضادة متطابقة بشكل صناعي بأعداد كبيرة".
يمكن لهذا العلاج، الذي يتم تناوله مبكرًا، أن يمنع فيروس كورونا من الالتصاق بخلايا الجهاز التنفسي.
بعض الأجسام المضادة وحيدة النسيلة الأخرى لها تأثيرات مماثلة، من بينها سوتروفيماب، الذي تم استخدامه فى الإمارات العربية المتحدة.
أعطت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية موافقة طارئة على عقار سوتروفيماب فى مايو، قائلة إن الدواء مناسب للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة، مثل أولئك الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر أو الذين يعانون من حالات طبية معينة.
تعمل المزيد من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة بطريقة مختلفة ويتم إعطاؤها لاحقًا أثناء العدوى الخطيرة لوقف "عاصفة السيتوكين" التي يبالغ فيها الجهاز المناعي فى رد الفعل تجاه عدوى فيروس كورونا، ويطلق كميات زائدة من المواد الكيميائية التي تسمى السيتوكينات، وهذا يمكن أن يؤدي إلى فشل الأعضاء والموت.
الكورتيكوستيرويد المسمى ديكساميثازون هو علاج آخر فى مرحلة لاحقة يُعطى للمرضى المصابين بأمراض خطيرة للحد من عاصفة السيتوكين.
أين سيتم استخدام مولنوبيرافير؟
بالإضافة إلى المملكة المتحدة، التي طلبت 480 ألف جرعة، أبرمت عدة دول أخرى، بما فى ذلك أستراليا وسنغافورة وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، اتفاقيات شراء مسبقة لمولنوبيرافير.
أحد الأماكن التي قد يكون الدواء مفيدًا فيها بشكل خاص هو دور الرعاية، حيث يمكن إعطاؤه للعديد من المتواجدين بها فى حالة تفشي المرض.
تدفع الولايات المتحدة حوالي 1.2 مليار دولار مقابل 1.7 مليون دورة علاجية لمدة خمسة أيام، والتي تبلغ حوالي 700 دولار لكل مريض.
عند هذا السعر، من المرجح أن يكون الدواء باهظ الثمن بالنسبة للعديد من الدول ذات الدخل المنخفض.
لكن شركة الأدوية Merck، ومقرها الولايات المتحدة، والتي تقف وراء تصنيع حبوب منع الحمل، إلى جانب Ridgeback Biotherapeutics، قد رخصت العديد من الشركات المصنعة الهندية لإنتاج إصدارات عامة.
من المحتمل أن يؤدي هذا إلى توفر العقار بسعر أقل بكثير مما تدفعه الدول المتقدمة.
وتشير التقارير إلى أنه يمكن توزيع هذه الإصدارات الأرخص فى حوالي 100 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل.
