الطريق
الجمعة 10 مايو 2024 06:09 صـ 2 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

”القادم أسوأ والعالم غير مستعد”.. تحذير من جائحة قد تكون أسوأ من كورونا

مواجهة وباء كورونا
مواجهة وباء كورونا

رغم استمرار وباء فيروس كورونا ومحاولات التطعيم المستمرة من جانب العديد من الدول، للسيطرة على المرض الذي أودي بحياة 5.15 مليون شخص حول العالم، أعلنت الأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب في سلسلة من التقارير الصادرة مؤخرًا، أن وباء إنفلونزا مثل وباء عام 1918 يمكن أن يكون أسوأ من جائحة "كوفيد -19"، وأن العالم ليس مستعدًا للتعامل معها.

وبحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أوصت التقارير الأخيرة من الأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب، بأن يبدأ العمل الآن فى تطوير لقاحات الجيل التالي، وبناء القدرات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل حتى يتمكنوا من صنع لقاحاتهم الخاصة دون الاعتماد على الدول الغنية لتوفيرها لها.

كما أشارت التقارير المنشورة مؤخرًا من الأكاديمية وهى هيئة مستقلة تقدم المشورة للحكومة الفيدرالية الأمريكية بشأن مسائل الطب والصحة، إلى أن الحكومات حول العالم تحتاج إلى التأكد من أن الشركات المصنعة للأدوية واللقاحات لديها الحوافز للعمل على هذه اللقاحات دون معرفة ما إذا كان سيتم استخدامها أو سيكون هناك حاجة إليها.

وقالت الأكاديمية في تقريرها، إن جائحة "كوفيد-19" كانت مروعًة، في بداية التقارير، وعلى الرغم من كل ذلك، ومن منظور وبائي، لا يمثل مرض كوفيد-19 "السيناريو الأسوأ لجائحة"، على غرار إنفلونزا 1918-1919، والتي أدت إلى وفاة ما لا يقل عن 50 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم".

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الإنفلونزا تقتل ما بين 290 و 650 ألف شخص سنويًا فى العام العادي، بينما أدت جائحة "كوفيد-19"، إلى وفاة 5.1 مليون شخص على مستوى العالم.

فيما توقعت الأكاديمية فى تقريرها، أن وباء الإنفلونزا المقبل "المرتقب" قد يقتل 33 مليون شخص، وأوضحت أنه من الصعب التكهن بموعد حدوث جائحة الإنفلونزا الجديدة، لكن من المؤكد أنه سيحدث.

ووفقًا للتقرير الصادر من "الأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب"، فإن أوبئة الإنفلونزا حدثت بشكل متكرر على مدار السنين، ويخشى الخبراء من أن خطر انتشار "جائحة الأنفلونزا المرتقبة" فى عصر انتشار مرض "كوفيد-19" سيكون أعلى بسبب التغيرات فى الظروف العالمية والإقليمية التي تؤثر على البشر والحيوانات وأنماط الاتصال والاختلاط بينهما، وفى حين أنه من الصعب القيام بذلك وتوقع متى سيحدث، فإن المهم هو "متي" ستقع جائحة الإنفلونزا المرتقبة أكثر من إذا وقعت.

وتتمثل التوصية الرئيسية الوحيدة في التقرير، "بإطلاق" عالمي لتطوير لقاح عالمي مضاد للإنفلونزا يحمي الناس من سلالات الأنفلونزا الحالية والمستقبلية، كما يجب إعادة تعديل لقاحات الإنفلونزا الحالية بانتظام، وتعديلها كل عام، حيث أنها لا تحمي من ظهور سلالات جديدة قد تسبب الأوبئة، وأن هذا يجب أن يتم من خلال التنسيق العالمي.

اقرأ أيضًا: ”احتمالية ولادة جنين ميت”.. دراسة تكشف علاقة خطيرة بين متحور ”دلتا” والحمل

وجاء في أحد التقارير: "لدينا الكثير من الفجوات، والكثير منها يعود إلى الترتيبات غير الرسمية أو التي تعاني من نقص التمويل، لذا نحن بحاجة ماسة إلى تعزيز دفاعاتنا الجماعية ضد الإنفلونزا الوبائية ويجب أن نفعل ذلك بطريقة مستدامة".

وأوصت أحد التقارير الصادرة من الأكاديمية، بضرورة وجود 4 إلى 8 مليارات جرعة من لقاح الإنفلونزا جاهزة للاستخدام فى حالة حدوث الجائحة المرتقبة"، فيما أوضح الدكتور فيكتور دزاو، رئيس الأكاديمية الوطنية للطب، فى بيان: "يجب أن يكون التأهب التزامًا مستمرًا، فلا يمكن أن يكون عامًا بعد عام، أو من أزمة لأخري.

وأضاف دزاو: "لقد أتاح كوفيد-19 ظهور قدرات، وتقنيات، وتعاون، وسياسات جديدة يمكن نشرها أيضًا قبل وأثناء جائحة الإنفلونزا القادمة، كما أنه من الأهمية بمكان الاستثمار فى العلوم وتعزيز النظم الصحية وضمان الثقة من أجل حماية الناس من العواقب الصحية والاجتماعية والاقتصادية للإنفلونزا الموسمية والوبائية".

كما أوصت التقارير بضرورة أن يقوم كلً من: "المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، وهيئة البحث والتطوير الطبي الحيوي المتقدم، ووزارة الدفاع والوكالات الأخرى"، بالاستثمار فى البحث الآن عن لقاحات جديدة وأفضل للإنفلونزا، وجاء فى التقرير: "سيسمح هذا باختيار المرشحين الأكثر ملاءمة للغرض الذي سيتم إخضاعه للترخيص والإنتاج والتوزيع الكافيين لتحسين السيطرة على الإنفلونزا فى مختلف البيئات ومراحل الأوبئة".

وأشار التقرير إلى أنه من الضروري قيام منظمة الصحة العالمية، بالدعوة والتنسيق مع أصحاب المصلحة متعددي الأطراف "على سبيل المثال، التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة"، والحكومات، ووكالات التمويل، وصناعة اللقاحات، والمنظمات الخيرية، لبناء قدرة عالمية قوية وقابلة للمقارنة دوليًا فى المراحل قبل السريرية والتقييمات المناعية للقاحات الإنفلونزا المرشحة، وأنظمة توصيل مبتكرة لتوسيع نطاق الحماية أو تحسينها.

والجدير بالذكر أن أحد التقارير أشار إلى أن جائحة كوفيد-19، أظهر أن أقنعة الوجه والمسافة الجسدية ساهمت فى الحد بشكل كبير من نشاط الإنفلونزا على مستوى العالم، وقالت الأكاديمية في بيان: "أقنعة الوجه ستكون بسيطة وفعالة من حيث التكلفة خلال جائحة الأنفلونزا القادمة، ويجب على وكالات الصحة العامة أن تفرض استخدامها، عندما تبرر ذلك خطورة الإصابة بالإنفلونزا ومعدل حدوثها".