«بين الشعور بالنقص وعرقلة العاطفة».. استشاري نفسي يوضح لـ«الطريق» سلوك الأطفال المشتغلين

كم عدد المرات التي وجدنا فيها أطفال مشتغلين تحت السن القانوني، في الأماكن العامة وفي الشوارع عند إشارات المرور، وفي خدمة البيوت، ولم نلتفت إلى السلوك النفسي لدى هؤلاء الأطفال، فبدلًا من أن يمارسوا حياتهم مثل الأطفال الآخرين، يتجهون للعمل بكل جهدهم لكسب قوت يومهم.
هندي: شغل الأطفال يصيبهم بالعرقلة في النمو العاطفي
وفي هذا السياق قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن عمالة الأطفال ظاهرة عالمية، وتعتبر بمثابة إساءة واستغلال للطفل، لأنها تهدد سلامة صحة الطفل سواء كانت جسدية أو نفسية، مؤكدًا أن مبدأ تشغيل الأطفال تحرمها كافة الاتفاقات الدولية المنظمة لحقوق الطفل، مشيرًا إلى الاتفاقية رقم 18 لسنة 86 بشأن عمالة الأحداث، فقد جرمت عمالة الطفل الذي أتم سن الـ 13 عام، باستثناء الأعمال الزراعية الغير خطرة، بشرط عدم حرمانه من التعليم.
وأضاف هندي لـ"الطريق"، أن عمالة الأطفال لها آثار نفسية ملحوظة على الأطفال، ومن بينها انخفاض مفهومه نحو ذاته مقارنًة بأقرانه، فيشعر وكانه غريب عنهم وهناك فروق فردية كبيرة بينهم من حيث التعليم واللعب والجو الأسري، فيشعر الطفل العامل بأن لديه نقص، إلى جانب الشعور بالحسرة والعرقلة في النمو العاطفي وضعف في الارتباط الأسري وفقدان المحبة بينه وبين الجميع.
وأكد استشاري الصحة النفسية، أن الطفل المشتغل يفقد الكثير من النمو الاجتماعي، مما يشعل داخله الغل والحقد تجاه الجميع، وخلق الشخصية السيكوباتية، حيث السلوك الانتقامي والتخريبي، لافتًا أن هؤلاء الأطفال يكون من السهل استغلالهم في الكثير من الجرائم وخاصًة الإتجار بالمخدرات وغيرها، نظرًا لسهولة الانقياد.
وأشار إلى واقعة التوربيني الذي كان ينتهك الأطفال جسديًا، العاملين في المهن الضعيفة، موضحًا أن هؤلاء الأطفال تكوّن لديهم ضعف في الشعور بالانتماء وانحدار في الأخلاق وعرضة للتدخين المبكر والإدمان، ويصاب باكتئاب الأطفال، ويتعرض للشيخوخة المبكرة.
اقرأ أيضًا: قانون منع تشغيل الأطفال في مصر.. وغرامة 2000 جنيه