الطريق
الخميس 16 مايو 2024 07:30 مـ 8 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«أويل برايس»: رد فعل ألمانيا تجاه أزمة الطاقة قد يكون مدمرا

أويل برايس
أويل برايس

رغم أزمة الغاز التي تشهدها أوروبا منذ عدة أشهر تقوم ألمانيا بسحب نصف طاقتها النووية بحلول نهاية العام، الأمر الذي يشكل تهديدًا كبيرًا على أمن الطاقة في البلاد، وذلك تزامنًا وسعي "برلين" إلى التخلص التدريجي من المحطات العاملة بالفحم بحلول عام 2030، وفقًا لتقرير "أويل برايس".

وأوضح التقرير أن أسعار الطاقة المرتفعة وأسعار الغاز الطبيعي المتدنية لم تمنع ألمانيا عن تحقيق طموحاتها الخضراء، وفي هذا الأسبوع، صرحت "منظمة الأعمال الألمانية لصناعة الطاقة والمياه" (BDEW) بأن الفحم والطاقة النووية شكلا نسبة أكبر من إجمالي مزيج الطاقة في الدولة خلال العام الجاري، والتي بلغت 40% مقارنة بعام 2020.

وأرجعت المنظمة الألمانية السبب الرئيس في ذلك إلى انخفاض سرعة الرياح وزيادة الطلب على الطاقة، في وقت انخفضت فيه نسبة مصادر الطاقة المتجددة لتصل إلى 41٪ من إجمالي مزيج الطاقة الألماني ،ورغم ذلك، لا تزال ألمانيا تصر على التخلص من المحطات التي تعمل بالطاقة النووية، بعد فترة وجيزة من "كارثة فوكوشيما" باليابان، وكذلك المحطات التي تعمل بالفحم؛ لأنه أكثر تلويثًا.

التخلص التدريجي من المحطات التي تعمل بالفحم بحلول عام 2030

 

وقالت "أويل برايس" إن ألمانيا تخطط لإغلاق محطات Grohnde و Gundremmingen C و Brokdorf النووية بحلول نهاية العام المقبل، وسيتبقى لألمانيا ثلاث محطات طاقة نووية فقط، وبالنسبة للفحم، وافقت ألمانيا على التخلص التدريجي من استخدامه بحلول عام 2030 بدلا من عام 2038، وأشار التقرير إلى أن هاتين الخطوتين وضعتا ألمانيا –الساعية بجهد للحصول على الطاقة- على حافة مملوءة بالمخاطر.

وأضاف التقرير أن ألمانيا أيضًا وضعت خطة للتخلص من استخدام الغاز الطبيعي في توليد الطاقة بحلول عام 2040، في حين أنه حاليًا يتم تدفئة نصف المنازل في البلاد بواسطة الغاز الطبيعي، ولكن بحلول عام 2026، سيتم حظر استخدام أجهزة التدفئة العاملة بأي نوع من المنتجات البترولية في المنازل، وسيسمح فقط باستخدام مضخات الحرارة المدارة بالكهرباء.

سحب نصف طاقتها النووية 

وأشار تقرير "أويل برايس" إلى أن قرار ألمانيا بالتخلص التدريجي من الطاقة النووية وضع المحللين في حيرة، الذين يرون أنه من الضروري التخلص التدريجي من الانبعاثات الناتجة عن الطاقة النووية، مع الاعتماد على الغاز الطبيعي وطاقة الفحم (على الأقل في الوقت الحالي) وهو ما يعد تناقضًا كبيرًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن ألمانيا تضع نفسها في مأزق في حالة نقص الغاز الطبيعي، فيما تعد الطاقة النووية بمثابة مصدر موثوق به -إلى حد ما- من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى (مثل: الشمس والرياح)، وهي مصادر شهدت هي الأخرى هذا العام انخفاضًا في الإنتاج أكثر من أي وقت مضى.

وحذّر التقرير بأن أسعار الطاقة المرتفعة في أوروبا تقود إلى زيادة التضخم، ولقت إلى تحذير شركة "ترافيجورا" من أن أوروبا قد تشهد انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي حال قدوم شتاءً قارصًا.

وفي الوقت نفسه، فإن تدفقات الغاز الطبيعي من روسيا حولها علامة استفهام كبيرة؛ حيث أدت التوترات بشأن خط أنابيب "نورد ستريم 2" والغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا إلى تفاقم وضع الطاقة في أوروبا.