الطريق
الأربعاء 22 مايو 2024 04:30 صـ 14 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

عاجل… إيران تطلق صواريخ باليستية على العراق.. لماذا الآن؟

أرشيفية
أرشيفية

• الحرس الثوري الإيراني يعلن مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي الأخير على أربيل، عقب إعلانه مقتل اثنين من ضباطه بقصف إسرائيلي قرب دمشق.

• الهجوم أحدث حلقة في سلسلة التصعيد الإيراني المستمر منذ مقتل "قاسم سليماني" بمساعدة القوات الخاصة الكردية العراقية والمخابرات الإسرائيلية، في يناير 2020.

• تصاعُد حدة التوترات الثلاثية بين الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل تؤدي إلى تعقيد جهود إحياء الاتفاق النووي، الذي ما تزال تل أبيب تعارضه بشدة؛ إذ يرى "نفتالي بينيت" أن الاتفاق الجديد أضعف من السابق.

في الـ 13 من مارس الجاري، استهدفت صواريخ باليستية محيط القنصلية الأمريكية بمدينة "أربيل" عاصمة إقليم كردستان العراق، مما أسفر عن إصابة اثنيْن -على الأقل- دون وقوع قتلى، وفقًا لما أشارت إليه تقرير فى "ذا ناشيونال إنترست".

وفي وقت لاحق، أعلن "الحرس الثوري الإيراني" مسؤوليته عن الهجوم، مشيرًا إلى أن الهجوم الصاروخي كان يستهدف قواعد إسرائيلية سرية، أو ما أطلقوا عليه "المركز الاستراتيجي للتآمر والشر الصهيوني"، ويأتي هذا الهجوم بعد نحو أسبوع من إعلان "الحرس الثوري" مقتل اثنين من ضباطه بقصف إسرائيلي استهدف مواقع قرب العاصمة السورية "دمشق"، جاء متزامنًا مع الجهود المبذولة من أجل إحياء الاتفاق النووي الإيراني في محادثات فيينا.

ولا يُعد هذا الهجوم الصاروخي المرة الأولى التي تزعم فيها إيران أنها استهدفت أجهزة استخبارات إسرائيلية في إقليم كردستان العراق؛ إذ تم نشر تقارير مماثلة في شهري أبريل وسبتمبر 2021.


كما يُعد الهجوم الصاروخي الأخير على "أربيل" أحدث حلقة في سلسلة التصعيد الإيراني ضد إسرائيل في جميع أنحاء المنطقة، المستمر منذ إعلان "واشنطن" اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" بمساعدة القوات الخاصة الكردية العراقية والمخابرات الإسرائيلية، في يناير 2020.

وتُشكِّل نية إيران لتحدي الوجود الإسرائيلي في العراق خطورة على الولايات المتحدة الأمريكية، وفي أعقاب الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني على "أربيل"، أصدر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نيد برايس" بيانًا وصف فيه الهجوم بأنه "انتهاك صارخ لسيادة العراق"، لكنه أشار إلى أنه "لا توجد مؤشرات على أن الهجوم موجَّه للولايات المتحدة".

وفي السياق ذاته، أكَّد مستشار الأمن القومي "جيك سوليفان" -في تصريحات إعلامية- أن الهجوم الإيراني الصاروخي لم يسفر عن إصابة أو سقوط قتلى أمريكيين، ولم يلحق أضرارًا بأية منشآت أمريكية.

واعتبر التقرير أن هذه التصريحات لها دلالتاْن؛ أولهما أنها تُمثِّل اعترافًا بأن قدرات إيران الصاروخية باتت على قدر من التطور بما يُمكِّنها من ضرب أهداف دقيقة قريبة من المنشآت الأمريكية. والأمر الثاني، أنها تدلل على أن إيران مستمرة في التصعيد والانتقام عبر القيام بسلسلة من الهجمات عقب مقتل "قاسم سليماني".

وأكَّد التقرير أن تصاعُد حدة التوترات الثلاثية بين الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل تؤدي إلى تعقيد جهود إحياء الاتفاق النووي، الذي ما تزال "تل أبيب" تعارضه بشدة حتى مع تولِّي حكومة جديدة زمام الأمور.

ورغم أن بعض المسؤولين الإسرائيليين يرون في الاتفاق النووي مصلحة لبلادهم، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت" استخف مؤخرًا بالاتفاق النووي الوشيك لكونه "أضعف" مما كان عليه في السابق، فضلًا عن انتقاد الرئيس السابق للحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" للاتفاق النووي معتبرًا أن الهجوم الصاروخي على "أربيل" يثبت خطورة هذا الاتفاق الذي سيقود بالضرورة إلى رفع العقوبات على إيران، وتدفق الأموال والاستثمارات الأمريكية والأوروبية، بما يدعمها في تعزيز ترسانتها العسكرية، ومن ثمّ، شنّ المزيد من الهجمات الصاروخية بالمنطقة.

وختامًا، اعتبر التقرير أنه رغم عدم وجود ارتباط مباشر بين الهجوم الصاروخي الباليستي على أربيل بالعراق بالمحادثات النووية بين "واشنطن" و"طهران"، فإن توقيت هذا الهجوم له دلالات كثيرة، أبرزها إرسال إيران رسالة للولايات المتحدة وحلفائها مفادها أنها تمتلك قدرات صاروخية متقدمة، وأن بإمكانها استهداف المصالح الأمريكية والغربية عمومًا في الشرق الأوسط بدون أسلحة نووية.

اقرأ أيضا: أمريكا تحذر الصين: «عواقب وخيمة إذا ساعدتم روسيا»