الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 07:43 صـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خاص.. شاهد عيان في مقتل مصطفى سراج: «كان نفسه يشتري هدية لأمه»

الشاب مصطفى سراج
الشاب مصطفى سراج

شهدت مدينة دمياط الجديدة، جريمة مروعة عندما أقدم شاب تجرد من الإنسانية على قتل جاره الطالب الجامعي بكلية التجارة، بعدما سكب عليه البنزين وأشعل فيه النيران، بسبب اعتراض الطالب على الضوضاء التي تنبعث من شقة جيرانه وتحرمه من نوم الساعات القليلة التي يقضيها في المنزل بعد يوم عمل شاق.

كشف شاهد العيان الذي كان يُقيم في نفس الشقة مع الشاب مصطفى سراج، الطالب في السنة الرابعة بكلية التجارة المقتول على يد جيرانه حرقًا تفاصيل جديدة في الواقعة.

قال شاهد العيان- الذي طلب عدم ذكر اسمه- خلال حديثه لـ«الطريق»، إن مصطفى سراج من عائلة ميسورة الحال في مدينة دمياط الجديدة لكنه يعمل في أحد المطاعم بجانب الدراسة لتوفير نفقاته الخاصة والاعتماد على نفسه، موضحا أن السكن الذي يقيمون فيه تابع للمطعم ويسكن فيه 5 شاب لكن ليلة الواقعة لم يكن متواجد في الشقة سوى هو والمجني عليه.

هدية عيد الأم

وكشف تفاصيل يوم الأربعاء 23 مارس الذي سبق مقتل الطالب مصطفى سراج حرقا على يد جاره، يقول: «في هذا اليوم ذهب مصطفى إلى المطعم الذي يعمل فيه بعدما صلى العشاء في المسجد؛ لصرف مرتبه حتى يشتري هدية لوالدته بمناسبة عيد الأم قبل الذهاب إلى منزله، لكنه لم يحصل على المرتب في هذا اليوم فقرر تأجيل الأمر، وعاد للسكن التابع للعمل في حوالي الساعة 11 مساء».

وأضاف شاهد العيان، أن مصطفى كان حزينا بعد وصوله للسكن بسبب عدم حصوله على المرتب في اليوم الذي عزم فيه الذهاب إلى المنزل حتى يقدم الهدية لوالدته، موضحا: «مصطفى قال لى إنه متضايق عشان ماخدش مرتبه ومش هيفع يروح بيتهم غير لما يقبض، بعدها سبته ونمت وهو فضل سهران قدام التلفزيون وبعد فترة جي نام على السرير اللي جمبي».

تفاصيل يوم الواقعة

وتابع شاهد العيان: «حوالي الساعة 2 بالليل سمعنا صوت رزع جامد على باب الشقة والكالون بتاع الباب كان بايظ أصلا، طلعنا نجري على الصالة لقينا المتهم واقف في الصالة وماسك زجاجتين بنزين، ولما مصطفى جرى عليه راح المتهم مولع في الصالة فالنار فصلت بيني وبين مصطفى، أنا حاولت إطفاء النار اللي اقتربت من عداد الغاز الطبيعي عشان مينفجرش، ومصطفى طار وراء المتهم على السلم، ولما كنت أطفى النار سمعت صوت شقيقة المتهم تصرخ وتقول إن أخويا ولع في الرجل».

وأضاف: «نزلت أجرى على السلم لقيت مصطفى نايم على بساطة السلم والجيران مطفيينه، وحطيته على رجلي واتصلنا بالإسعاف وقتها قال لي خلوا بالكم الدنيا دي ملهاش لزمة، في الوقت دا كان المتهم وأسرته اللي ساكنين قصادنا هربوا من العمارة».

وحول ادعاء المتهم بقيام مصطفى سراج بالتعدي على شقيقته قال شاهد العيان: «مصطفى شخص طيب وأخلاقه كويسة جدا وعمري ما شفته بيعمل حاجة غلط، وبيصلي ويصوم ومعروف في الشغل والجامعة إنه إنسان محترم، ثم إن البنت دي طفلة ومش معقول حد يعتدي عليها دا غير إنه كان نايم قصادي يوم الواقعة».

بيان النيابة العامة حول الواقعة

من جهتها أمرت النيابة العامة بحبس متهمين اثنين احتياطيًّا؛ لاتهامهما بقتل الطالب الجامعي مصطفى سراج بدمياط الجديدة ووضع النار بمسكنه، وإلقاء القبض على مُتهم آخر هارب، بعدما كشفت التحقيقات ضُلوعَهم في ارتكاب الجريمة على إثر خلافات بين أحد المتهمين وشقيقته والمجني عليه، دفعت المتهم إلى الاتفاق مع آخرين على التعدي على المجني عليه وإحراق مسكنه انتقامًا منه.

وقالت النيابة العامة في بيان لها، اليوم الأثنين؛ في الساعات الأولى من يوم الرابع والعشرين من شهر مارس الجاري، وصل المجني عليه إلى المستشفى مصابًا بحروق متفرقة بجسده، وقرَّر أنه أثناء تواجده بمسكنه فُوجئ بحضور المتهم وإلقائه زجاجة داخل المسكن أشعلت النيران به، ثم زجاجة أخرى صَوْبَه أشعلت النيران بجسده، فباشرت النيابة العامة التحقيقات وانتقلت لسماع شهادة المجني عليه قبل وفاته، فأكد إلقاءَ المتهم مادَّةً مُعجّلةً للاشتعال عليه؛ لتمتد النيران لجسده قاصدًا قتله، بينما شهدت شقيقة المتهم بأنها حال تواجدها بمسكنها جاءها المجني عليه متظاهرًا بطلبه اقتراض أغراض منها، ففتحت له الباب، وفُوجئت بتعديه عليها، فحضر شقيقها على إثر صراخها لنجدتها ففر المجني عليه وتعقبه شقيقها وهو ممسكًا بزجاجة ألقى منها مادة أشعلت النيران بجسد المجني عليه، وقد أُرفق بالأوراق تقريرٌ طبيٌّ بإصاباتها، بينما شهد آخر كان مقيمًا مع المجني عليه بأنهما فُوجئا باقتحام المتهم مسكنهما ممسكًا بزجاجتين مشعلًا النيران داخل المسكن ثم فرّ هربًا، فحاول المجني عليه اللحاق به ولكن النيران حاصرته وامتدت لجسده مُحدثةً إصابته.

ووفقا للبيان؛ استجوبت النيابة العامة المتهمَّ، فأنكر ما أُسند إليه من اتهامات مدعيًا أنه حالَ تواجده أسفل مسكنه رُفقةَ آخر سمع صراخَ شقيقته تستغيث، فهرع إليها، ورأى المجنيَّ عليه يحاول التعدي عليها، والذي ما أن شاهده حتى فرَّ هربًا لمسكنه، فلاحقَه ممسكًا بزجاجةٍ تحتوي على مادة مُعجلةً للاشتعال كانت بحوزة مُرافِقه، ثم لما دخل مسكن المجني عليه وحاولَ الأخير التعدي عليه دافع عن نفسه بإلقاء محتوى الزجاجة داخلَ المسكن وأشعل النيران به، والتي امتدت إليه وإلى جسد المجني عليه فأحدثت إصاباتهما، وقد أكّدت التحريات سابقَ مضايقةِ المجني عليه شقيقةَ المتهم، واتفاق الأخير مع آخرين على التعدي على المجني عليه انتقامًا منه، إذ توجهوا يوم الواقعة لمسكنه، وأخَذَ كل واحد منه دَورهُ، حيث ألقى المتهم المضبوط كميةً من البنزين داخل مسكن المجني عليه، والذي حاول اللحاق به ولكن النيران امتدت لجسده، ووالَى آنذاك المتهمُ سكْبَ البنزين عليه ثمّ فرَّ والآخرين هربًا، وعلى ذلك أمرت النيابة العامة بحبسه احتياطيًّا على ذمة التحقيقات.

وبإلقاء القبض على متهم آخر ممّن شاركوا الأول في ارتكاب الجريمة استجوبته النيابة العامة فيما نُسب إليه من اتهامات فأنكرها، وأمرت النيابة العامة بحبسه احتياطيًّا على ذمة التحقيقات.

هذا وكانت النيابة العامة قد انتقلت لمعاينة مسرح الحادث فتبينت آثار الحريق به، وكلّفت الضباطَ المختصين بمعاينته لبيان سبب وكيفية اندلاع النيران فيه، وناظرت جثمان المجني عليه بعد وفاته، وكلفت مصلحةَ الطبّ الشرعي بإجراء الصفة التشريحية على جثمانه وصولًا لسبب وكيفية حدوث الوفاة، وأمرت النيابة العامة بضبط وإحضار المتهم الهارب، وجارٍ استكمال التحقيقات.

اقرأ أيضا: فاقد للوعي من 3 أيام .. تفاصيل الحالة الصحية للفنان عبد الرحمن أبو زهرة