الطريق
الخميس 28 مارس 2024 12:54 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«بأرض الذهب».. فتاة أسوانية تحول الجدران إلى لوحات فنية من التراث النوبي

فتاة-أسوانية-تحول-الجدران-إلى-لوحات-فنية
فتاة-أسوانية-تحول-الجدران-إلى-لوحات-فنية

تناغمت رسوماتها على الجدران مع طبيعة النوبة الخلابة كمقطوعة موسيقية تنثر السعادة والبهجة على ثرى أسوان السمراء، إبداع منقوش بأنامل ذهبية اعتادت على تجسيد كل ما هو جميل بالرسم واختلاط الألوان، حولت الجداريات القديمة بالقرى والمدن إلى لوحات فنية تحاكى العيون وتصدر جمال أسوان بفرشاة وألوان ممزوجة بروح النيل.

عيناها كالنسر تُحلق فوق سماء أسوان لترصد ما يريد التجميل بلمساتها الفنية وسحر إبداعها الجذاب، شابة أسوانية تُجمل شوارع قرى ومدن أسوان برسوماتها على الجداريات تعبيراً عن حبها لمصر وشغفها بالرسم ونشرها للإيجابية والأمل فى النفوس، تترجم طبيعة وطيبة أهل أسوان إلى السياح عن طريق لوحاتها الفنية على الجدران.

فتاة من أسوان تحول الجداريات إلى لوحات فنية

التقت عدسة «الطريق» مع الفنانة «مها جميل» ابنة محافظة أسوان لتروى عن سر تعلقها بتجميل أسوان برسوماتها المبهجة لتبدأ قائلة: منذ طفولتى وأنا عاشقة للرسم والألوان فكنت دائما حريصة على رسم كل شئ تراه عينى، وأصبح تعلقي بالرسم يزيد كلما أكبر، إلى أن حققت حلمى والتحقت بكلية الفنون الجميلة، وتعلمت باحترافية كل ما يخص الرسم واختلاط الألوان والرسم بخامات مختلفة، ثم اتجهت للمشاركة المجتمعية ووجدت بها طاقة إيجابية وقررت أن أنشر السعادة والأمل على وجوه الناس الطيبة من خلال رسوماتى وجبر خواطرهم، وبالفعل نصحنى زميلى بالدراسة على عبدالحميد بأن أرسم على مساحات كبيرة ومن هنا كانت البداية.

أكملت «مها» بدأت بالرسم على الجدران بشوارع أسوان، بعدما شاهدت الكثير من مقاطع الفيديو الأجنبية عن كيفية الرسم على المساحات الكبيرة، وبالفعل بدأت التنفيذ بالشوارع وردود أفعال الناس وإعجابهم بالرسومات شجعنى كثيرا ودفعنى أن استمر فى تجميل مدينتى الساحرة، كما قمت بالاتفاق مع زملائي وكونت فريق وبدأنا ننزل فى فترات الليل لأن شمس أسوان بالنهار شديدة الحرارة ونرسم على نفقتنا الخاصة ونخرج إبداعنا للنور ولأنظار المواطنين.

وتابعت الرسامة دعمنى مجلس المدينة بالمسكن والطعام ووسائل النقل بعدما وجد أننى أجمل المدينة بمجهودى وبحب، وتوالت رحلتى بالرسم بقرى ومدن المحافظة حتى تغزت عيناى بمناظر وملامح أكثر وأصبح لدى القدرة على الرسم من مخيلتى وبتطور، كما شاركت بأكثر من 100 معرض بالقاهرة من سفارات وهيئات مختلفة ومعارض ثقافية وحصلت على دعم كبير.

ورغم مشقة العمل والسفر إلا أننى أعشق تحويل كل شئ إلى لوحة فنية، وقمت بالرسم على أغلب الجدران القديمة التى ترصدها عينى وأكشاك الكهرباء والمنازل والمحلات وغيرهم، وحاليا أقوم برسم وجوه أطفال القرية على منازلهم والجداريات لأعطيهم أمل وأدخل على قلوبهم السعادة ليتمسكوا بتراب الوطن ويعشقون الوطن الذى حفر وجوههم على هويته الحضارية وبعث رسالة سلام بملامحهم البريئة.