الطريق
الخميس 28 مارس 2024 02:08 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«الليثيوم».. رياح معاكسة في طريق صناعة السيارات الكهربائية

أسعار الليثيوم تهدد صناعة السيارات الكهربائية - صورة أرشيفية
أسعار الليثيوم تهدد صناعة السيارات الكهربائية - صورة أرشيفية

يشكل الليثيوم العنصر الأساسي في صناعة بطارية السيارات الكهربائية حيث تحتوي البطارية الواحدة على ما يقرب من 10 كيلوغرامات، ومن ثما تزايد الطلب عليه عالميا مع تسريع مصانع السيارات وتيرة التحول نحو المركبات العاملة بالكهرباء من أجل تقليل مخاطر التغير المناخي التي باتت تهدد العالم.

أهمية الليثيوم

زادت أهمية الليثيوم عالميا مع توجه الدول إلى صناعة السيارات الكهربائية، واعتبره محللون بمثابة "نفط العالم الجديد" باعتباره المعدن الرئيسي في تصنيع البطاريات اللازمة للسيارات العاملة بالكهرباء والتي تشكل ما يقرب من 40% من تكلفة إنتاج السيارة بالكامل، بالإضافة لاستخدامه في تصنيع الألواح الشمسية اللازمة لتخزين الطاقة، ما أدى لرفع أسعار المعدن خلال العام الماضي بنسبة 490% وفقا لمؤشر الأسعار العالمية.

ارتفاع أسعار الليثيوم يرفع أسعار السيارات الكهربائية

لم يتوقف ارتفاع أسعار الليثيوم في ظل تنامي الطلب على المعدن الاسترتيجي لتأمين إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، وفي فبراير الماضي، توقع تيم باكلي مدير شركة "كلين إنرجي فاينانس"، أن يظلّ الطلب على الليثيوم مرتفعًا خلال السنوات المقبلة ولا يوجد أدل من زيادة أسعاره خلال العام الحالي بنسبة 500%، مقارنة بأسعاره قبل حلول 2022، وهو مايشكل رياح معاكسة لانتشار السيارات الكهربائية، وتوقعت مؤسسة "بنشمارك مينرال إنتيليجنس" استمرار ارتفاع أسعار الليثيوم لمدة 6 أشهر على الأقل بسبب زيادة الطلب الذي من المتوقع أن يتضاعف بمعدل 5 أضعاف في نهاية عام 2029، وذكرت وكالة بلومبرج الأمريكية أن الحفاظ على إمدادت الليثيوم المكرر، يتطلب ضخ استثمارات بقيمة 14 مليار دولار بحلول 2025، و5 مليارات إضافية بحلول 2030.

وتمثل هذه الزيادات الحالية والمتوقعة مستقبلًا تكلفة إضافية تضاف للتكلفة الحالية للسيارات الكهربائية؛ ما يؤدي لرفع أسعارها على المستهلك مستقبلًا.

اقرأ أيضًا: أمين رابطة المصنعين يكشف أسباب نفاذ مخزون السيارات الـ14

الصين والولايات المتحدة يتنافسان على توفير الليثيوم

تعد الصين أكبر سوق لصناعة وبيع السيارات الكهربائية، وتهيمن على إنتاج بطاريات الليثيوم، حيث تنتج 70% من إجمالي قدرة تصنيع بطاريات أيونات الليثيوم العالمية، وفي تحرك سريع لكبح جماح ارتفاع أسعار الليثيوم وما يبتعه من زيادة في كلفة إنتاج السيارات الكهربائية، استدعت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، العديد المستثمرين في استخراج وتكرير الليثيوم، وطالبت "بعودة منطقية" إلى أسعار الليثيوم الأكثر شيوعًا.

كما بدأت بتوسيع استثماراتها في استخراجه من الدول الأفريقية وحصلت شركات صينية على حصص كبيرة من قطاع التعدين في عدة بلدان إفريقية كجمهورية الكونغو الديمقراطية وزيمبابوي وفقا لمجلة أفريكان بيزنيس الإنجليزية.

الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا أدرجت أن الليثيوم أصبح بمثابة نفط العالم الجديد، فأدرجته ضمن قائمة العناصر الاستراتيجية بقانون الإنتاج الدفاعي، ما يتيح للحكومة تقديم الدعم اللازم للشركات الراغبة في تمويل أبحاث الاستخراج وإنتاج المعدن

وبسبب الدعم الكبير الذي يوجهه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إنتاج السيارات الكهربائية استطاعت الولايات المتحدة أن تصعد إلى المركز الثاني بدلا من السادس في تصنيف سلسلة التوريد العالمية لبطاريات الليثيوم أيون الذي وضعته منصة "بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس".