الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 07:45 مـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

استغنت عن الكرسي المتحرك.. «نصرة المغربي» مريضة ضمور عضلات ولقبوها بالمُلهمة

بطلة التحدي نصرة المغربي
بطلة التحدي نصرة المغربي

تطل ببسمتها الهادئة وهي تسير على ركبتيها تعمل وتدرس وتمارس حياتها بشكل طبيعي، تتشبك بالقلم لتكتب بفمها بدلاً من يداها، عزيمتها وإصرارها كانا مصدر قوتها لتقف أمام مرضها بضمور العضلات لتعيش حياتها حامدة شاكرة لله دون استسلام أو تقصير في حق رحلتها بالحياة والتعليم.

وكما يقول البعض لكل منا نصيب من اسمه وبطلة التحدي "نصرة" بالفعل انتصرت على ظروفها المرضية الصعبة وقهرتها بقوة روحها وشخصيتها في التسامح مع ذاتها وسلامها الداخلي ومع الآخرين، فلقد حولت محنتها الصعبة إلى منحة تدق بها أجراس حياتها لتتفتح أمامها أبواب جامعة الإسكندرية بصدر رحب وهي بعمر الـ25.

ضمور العضلات هو سر قوتها وسلامها الداخلي

والتقت عدسة موقع وجريدة "الطريق"، مع بطلة التحدي "نصرة المغربي" ابنة محافظة الإسكندرية وصاحبة الـ25 عاماً، لتروى رحلتها منذ طفولتها مع ضمور العضلات واستغنائها عن الكرسي المتحرك لتسير على ركبتيها.

وقالت: "تعبت منذ ولادتي وعلموا أنني طفلة ضمور عضلات، ولكن في هذه الفترة لم يكن الطب متطوراً أو على دراية كاملة لهذا المرض فكان غير منتشراً، وعندما بلغت الـ8 سنوات، بدأ الأطباء في تجبيس قدماي ولكن دون جدوى، ومن هنا علموا أنني سأظل مريضة طوال حياتي بضمور العضلات".

اقرأ أيضا: بالفحم والشاي.. سليمان يبدع في رسم لوحات خلابة

رحلة تعليمها كانت صعبة..والتحقت بجامعة الإسكندرية

وأكملت "نصره" لقبوني بالمُلهمة لأن رحلتي الدراسية كانت شاقة للغاية والتحاقي بالمدارس والجامعة كان شبه مستحيلاً، ولكن قدرة الله وحكمته غلبت المستحيل وكأن الله يعوضني ويكافئني على صبري، فلم يكن يوجد في هذا الوقت مدارس للإعاقة الحركية ولذلك لم التحق بالمرحلة الابتدائية، فقررت أن أتعلم وادرس هذه المرحلة في المنزل وساعدتني في ذلك ابنة خالتي، ولكني لم استهين بالوضع وكانت دائمة السؤال حول الالتحاق بالمدرسة، حتى علمت أن هيئة تعليم الكبار بجليم توفر طرق للالتحاق بالمرحلة الإعدادية ولكن بالمنزل.

استغنت عن الكرسي المتحرك..وأصبحت سيدة أعمال

وتابعت "المُلهمة" واجهت الصعاب لأنني كنت أكتب بفمي واعتبره يدي وبنفس سرعة اليد في الكتابة، وهذا كان أمراً غريباً بالمدرسة وقت الامتحانات، ولكني صممت أن لا يكون معي مرافق وأن اعتمد على نفسي.

وأنا بعمر 15 سنه قررت أن استغنى عن الكرسي المتحرك وأتعامل مع طبيعة جسدي لأسير على ركبتي، ثم قررت أن أفتح مشروعاً على الإنترنت لبيع منتجات الميك أب، ومن ثم التحقت بكلية التجارة بـ جامعة الإسكندرية، وحققت حلمي بالدراسة وأيضاً أعتمد على نفسي مادياً، وأطمح بأن أعمل في بنك بعد التخرج.