الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 02:30 صـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

”100 قيصرية ولا شق عجان”.. أسباب جعلت الولادة القيصرية تتربع على العرش ومخاطر صحية للأم والجنين تبررها

الولادة القيصرية
الولادة القيصرية

أصدرت وزارة الصحة الصحة والسكان، عددًا من التوجيهات بهدف تقليل معدل الولادات القيصرية في مصر بعد وصولها إلى نسبة 62% من حجم الولادات، لذا نرصد متى تستدعي الحالة التدخل لإجراء ولادة قيصرية ومخاطرها مقارنة بالولادة الطبيعية.

الولادة القيصرية

في البداية، أوضح الدكتور رضا النجار، استشاري أمراض النسا والتوليد، أن هناك زيادة في الولادة القيصرية، وذلك في السنوات الأخيرة لعدد من الأسباب التي تتعلق بصحة الأم والطفل سواء لإنقاذ الأم أو الجنين أو الإثنين معًا وليس لمجرد اتخاذ قرار من جانب طبيب أو طلب من الأم نفسها.

أسباب زيادة أعداد الولادة القيصرية في مصر

وقال الدكتور رضا النجار في تصريحات خاصة لموقع وجريدة الطريق، إن من ضمن الأسباب المتعلقة بصحة الأم والتي تستدعي وجوب إجراء ولادة قيصرية هي أن تكون الأم مريضة سكر، وبالتالي يكون القيصرية إجباري وعند إتمام 37 أسبوع يتم توليدها لأن المشكلات تظهر في الفترة الأخيرة وخاصة أن الطفل يكون حجمه كبير وضخم، كما أن حجم الرأس يزيد عن 10-12 سم، وبالتالي تصعب الولادة الطبيعية في هذه الحالة، كما أن مريضة السكري تأخذ أنسولين وتريد في النهاية أن يكون طفلها معافى وبصحة جيدة بدون مشكلات صحية.

وأضاف الدكتور رضا النجار، أن مريضات الضغط العالي يتم توليدهم قيصرية لأنها تعاني من ذلال وتورم في القدمين، فكانوا في الماضي يموتون بسبب أن الضغط العالي يؤثر في المشيمة والطفل لا يتغذى، كما أن الأمهات قصار القامة والأقرب إلى التقزم يجب عندها الولادة القيصرية لأن الحوض لديها يكون ضيق للغاية وبالتالي من الصعب الولادة الطبيعية، وقد تتعذب يوم أو أكثر وقد يؤثر ذلك بفتح الرحم لذا فالقيصرية الحل في النهاية.

وتابع الدكتور رضا النجار، أن هناك أمهات تظل في تناول علاجات بهدف الحمل طوال 10 سنوات ومدة طويلة وتتابع مع أطباء وترغب في النهاية في ولادة طفل معافى وبصحة جيدة فالعملية تكون معادلة صعبة والأهم هو الخروج في النهاية بأم وطفل جيدين، فضلا عن إذا عانت الأم من وجود نزيف ووجدنا أن المشيمة تنزل قبل الطفل يجب إجراء القيصرية.

وعن الأسباب المتعلقة بالجنين والتي تستدعي إجراء ولادة قيصرية، أوضح "النجار" أن من ضمنها أن ينزل الجنين بقدميه في سيدة بكرية وقد يحدث تمزق في أعصاب الرقبة، أو عندما يكون الطفل أكبر من حجمه الطبيعي، فضلا عن حالة حدوث فتح في "جيب المياه" الموجود حول الطفل، حيث يستوجب ذلك عمل ولادة قيصرية وإذا حدث نزيف وإلا سيموت الطفل.

وأشار استشاري أمراض النسا والتوليد، إلى أن هناك حاليا وسائل تشخيص حديثة يمكن من خلالها معرفة المشكلات التي قد يمكن حدوثها عند إجراء الولادة الطبيعية أو القيصرية منها السونار وأجهزة قياس نبضات الجنين والإشاعات لتحديد موعد الولادة واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب أيضًا، ففي الماضي كان هناك وفيات بشكل كبير عند الولادة بسبب المضاعفات، ولكن حاليا أصبح الأمر أكثر أمان وتلد السيدة مرة واثنين وأكثر بأمان تام.

"100 قيصرية ولا شق عجان"

وأضاف استشاري أمراض النسا والتوليد، أن المضاعفات في الولادة الطبيعية قلت بسبب عدم تعريضهم للمخاطر الصحية عن الماضي، وكان في الماضي أيضا هناك مضاعفات تحدث للطفل من ضمور في خلايا المخ بسبب الأكسجين المنخفض وقلت بشكل كبير، معلقا: "هناك سيدات تطلب بنفسها القيصرية وهناك مثل يقول "100 قيصرية ولا شق عجان" بسبب تخوف الفتاة من شق العجان في الولادة الطبيعية الذي قد يتسبب في مشكلات نفسية للفتاة بسبب أن الجرح كبير وقد يصل من فتحة المهبل إلى فتحة الشرج فالبنت تكره نفسها".

ولفت إلى أن القيصرية كان الجرح طولي ولكنه أصبح عرضي مما يشجع البنات على الولادة القيصرية، مشيرا إلى أن هناك مشكلة التغذية والاهتمام بالصحة التي تعاني منها الفتيات بشكل كبير الآن، ولكن في النهاية الأمر في تحديد الولادة الطبيعية أو القيصرية يحكمه الأمانة العلمية.

مضاعفات الولادة القيصرية

وعن مضاعفات القيصرية، أكد أنها أقل من الولادة الطبيعية خاصة أن الأخيرة تعتبر صندوق مغلق وفي حالة وجود جرح أو مشكلة في عنق الرحم يكون من الصعب الدخول من الأسفل لحلها فمن تلد قيصري تستطيع القيام والحركة بعد يومين إلى ثلاثة أيام فقط، فالمسألة تتعلق أولا وأخيرا بصحة الأم والجنين وإذا أجرت الفتاة ولادة قيصرية في المرة الأولى تطلبها في الولادات التالية.

اقرأ أيضًا: حارب التقزم والأنيميا.. وامنع خروج جيل مشوه بالأمراض

ومن جانبه، أوضح الدكتور أنور نصير، استشاري أمراض النسا والتوليد وعلاج العقم، أن الحديث عن الولادة القيصرية وزيادة أعدادها يعتبر مسألة معقدة ليست وليدة اللحظة ولكنها دائرة مغلقة، حيث أنها عملية كبرى تتطلب تخدير ولها أضرار ولكن نجد أن عدد من السيدات يطالبن الأطباء بإجراء الولادة القيصرية وهي نقطة خلافية، معلقا: "أنا المريضة عندي بتولد طبيعي حتى لو طلبت قيصري إلا في حالة الضرورة الطبية فقط والحاجة للقيصري".

وقال الدكتور أنور نصير في تصريحاته لموقع وجريدة الطريق، إنه متاح حاليا في قوانين الطب أن تطلب المريضة نوع العملية سواء ولادة طبيعية أو قيصرية، لافتا إلى أن الطبيب يرى بنفسه الحالة وبناء على الحالة الصحية للأم والجنين يكون تحديد نوع الولادة.

وأضاف "نصير" أن من مشكلات ومخاطر الولادة القيصرية هي حدوث نزيف أو مشكلات في العملية نفسها أو توقف القلب وغيرها لأنها عملية كبيرة وغير بسيطة، فضلا عن أن المريضة تنام في السرير وتقل قدرتها على الرضاعة الطبيعية عن مثيلاتها ممن قاموا بالولادة الطبيعية مع إمكانية حدوث جلطات، وتظل في السرير من يومين إلى ثلاثة ولكن من تجري ولادة طبيعية تقوم لتمارس حياتها بعد الولادة مباشرة وفي النهاية هي مسألة خلافية ويتم تحديدها وفقا لحالة الأم والطفل.

يذكر أن الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، أصدر عدة توجيهات، لتقليل الزيادة في معدلات الولادات القيصرية غير المبررة، في إطار الحفاظ على صحة الأم والجنين، والارتقاء بالصحة العامة للمواطنين وبهدف تقليل النتائج السلبية الشديدة، لهذا الإجراء الذي يعرض الأم لعدة مخاطر، منها الإصابة بالمشيمة المتوغلة، واستئصال الرحم أثناء الولادة، ونزيف الولادة الهائل، إلى جانب المضاعفات التي يتعرض لها الأطفال والأجيال القادمة من زيادة في الجراثيم المعوية والسمنة، والحساسية، والتوحد، والسكري، وأمراض المناعة.

اقرأ أيضًا: موعد انتهاء جائحة فيروس كورونا في مصر.. خبراء يكشفون