الطريق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 03:47 مـ 14 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

اطلبوا العلم من المهد الى اللحد.. قصة سيدة تتحرر من الأمية بعد بلوغها 87 عاما

الحاجة زبيدة
الحاجة زبيدة

زبيدة عبد العال، الاسم الذي أصبح حديث وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية والمحلية خلال الأسابيع الماضية، كرمها الرئيس السيسي في يوم المرأة العالمي، وأشادت بها الممثلة العالمية أنجلينا جولي، فمن هي تلك السيدة وما قصتها؟

الاسم زبيدة عبد العال سيدة من صعيد مصر، منعتها ظروف الحياة القاسية من الالتحاق بالتعليم نظرًا لظروف عدة ومنها (العادات والتقاليد في الصعيد، الفقر، الجهل، عدم الاهتمام بتعليم الإناث)، إلا أن الأقدار كان لها رأى أخر وعنما يتمنى الإنسان شيء ويدعو به ويواظب على تحقيقه فإن الله يغير له الأقدار من أجل تحقيقه وبالفعل شاءت الأقدار أن تترك الحاجة زينب بلدها وتنتقل إلى أحدى القرى بمحافظة المنوفية وهي قرية (دكما).

تزوجت الحاجة زينب وأنجبت ثمانية من الأولاد الذكور والإناث، مات عن زوجها ولم يترك لها إلا 4 من القراريط الزراعية، لم تجلس السيدة وتشكو حالها بعد وفاة زوجها، لم تطرق الأبواب لطلب المساعدة من أحد ولكنها أخذت على نفسها قرار أن تكون هي الأب والأم لهؤلاء الأولاد فواجهت الحياة بكل صعوباتها وبكل قسوتها وبدأت تزرع الأرض لتربي أولادها، وبعد مرور الأيام وسنوات الكفاح ومواجهة برد الشتاء وحرارة الشمس ومشقة أعمال الزراعة، استطاعت الأم أن تزوج أولادها الثمانية جميعا.

تبلغ الحاجة زينب من العمر87 عامًا، حضرت عصر الملكية، وعاصرت جميع رؤساء مصر حتى وقتنا الحالي، تتمتع بروح الدعابة وخفة الظل، والابتسامة لا تفارق وجهها المليء بالتجاعيد من مشقة الرحلة ورغم كبر سنها وضعف قوامها الا أنها أصرت على تحقيق أمنيتها التي رغبت في تحقيقها بعد أداء الرسالة التي كلفت بها على الوجه الأكمل.

أصرت الحاجة زينب على استكمال تعليمها بعد سنوات العمر الطويل، لإيمانها بأن العلم هو أولى الخطوات لبناء المجتمعات، ورقي الأمم ، فأعدت نفسها لطلب العلم وبدأت بالذهاب لتلقي العلم وهي راغبة في تحقيق الهدف التي مازالت تسعى إليه، فالتحقت بفصول محو الأمية في أحدى القرى المجاورة لها، والتي كانت تبعد عنها مسافة ليست بالقصيرة، ولكن بعد المسافات لم يمنها أو يجعلها تتكاسل عن طلب العلم.

وبدأت زينب يومًا بعد يوم في تحقيق الهدف الذي مازالت ترغب في تحقيقه والتحرر من قيد الأمية، فواظبت على الحضور إلى فصول التعلم حتى أصبحت تجيد القراءة والكتابة، وتحررت بالفعل من الأمية، وانتقلت من ظلمات الجهل إلى نور العلم، تحررت الجدة وأصبحت رمزًا للجميع، وبعثت الأمل من جديد في عقول الملايين ممن اضطرتهم الظروف للعيش في غيابات الجهل وعدم الخروج إلى نور العلم، لتضرب الأمثلة في العزيمة والإصرار والتحدي، للتغلب على الصعاب.

كرمها الرئيس عبدالفتاح السيسي في احتفالية اليوم العالمي للمرأة، تقديرًا لها ولكفاحها ومثابرتها في تحقيق حلمها، وكونها مثالًا يحتذى به ويستحق الإشادة والتقدير.

ونشرث الممثلة العالمية أنجلينا جولي، صورة لها وهي في لجنة الامتحان عبر صفحتها بموقع "إنستغرام" كنموذج ناجح.