الطريق
الجمعة 17 مايو 2024 05:53 صـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

شيخ الأزهر: الله أقام نظام الكون على أنموذج الأسرة

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن هتمام التشريع الإسلامي بالمرأة والتحذير من إهانتها وسلبها حقها هو فرع ينبني على أصل، وهو مكانة الأسرة في الإسلام ومنزلتها المقدسة في شريعته وأحكامه، التي حمى بها صرح الأسرة والأعمدة التي ينبني عليها هذا الصرح وفي مقدمتها الزوج والزوجة، وما عسى أن يكون بينهما من أطفال وأبناء وما يتعلق بهم من حقوق وواجبات تتمحور كلها على مبادئ الرحمة والمودة من جانب والمساواة والعدل والاحترام المتبادل من جانب آخر.


وأضاف الطيب، خلال تقديمه حلقة اليوم الجمعة، من برنامج "الإمام الطيب"، المذاع عبر فضائية "سي بي سي"، أن الأسرة وإن كانت قد حظيت بشئ من الاهتمام في الشرائع السابقة إلا أنها حظيت في القرآن الكريم وشريعته بما لم تحظ بمثله من قبل، موضحا أن أول ما يلاحظ من شأن الأسرة في شريعة الإسلام هو توصيف الأسرة في القرآن الكريم، وأنها تتكون من رجل زوج وامرأة زوجة، وأنها التجسيد البشري لخلافة الإنسان عن الله في الأرض، وأنها الضامن لاستمرار هذه الخلافة بما تبثه وتنشره من تكاثر النوع الإنساني وبقاءه، وأنها أول ما افتتح به هذا الكون وهي سر بقاءه واستمراره، وأنها أول من توجهت إليه الأوامر والنواهي الإلهية في خطاب إلهي مباشر، وأن موطنها الأصلي كان في الجنة، ثم أههبطت إلى الأرض لحكمة الاستخلاف الإلهي، مشيرا إلى أن الله تعالى حينما قضى على البشرية أن تهلك بالطوفان في عهد نوح عليه السلام، أمره أن يحمل في سفينته من كل أنواع الكائنات الحية أسرة تتكون من زوجين ذكر و أنثى لتكون نواة البشرية الجديدة وضامنة بقاءها في الطور الثاني والذي يمثل فيه نوح عليه السلام الأب الثاني للنسل الحاضر، كما كانت الأسرة كذلك في طورها الأول الذي مثل فيه آدم عليه السلام الأب الأول للبشر.

وتابع شيخ الأزهر الشريف، أن الله تعالى أقام نظام الكون والوجود كله على أنموذج الأسرة وامتزاجها في إطار الذكورة والأنوثة، مشيرا إلى أن أي عبث يخرج بالأسرة عن هذا الإطار الإلهي فإنما هو عبث بالكون وتدمير للنوع الإنساني بأسره.