الطريق
الثلاثاء 6 مايو 2025 02:02 مـ 9 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
شحاته زكريا يكتب: في وجه العاصفة.. ماذا نملك نحن العرب؟ ”أونروا” تطالب بالإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية لـ غزة لتجنب كارثة إنسانية اتحاد الغرف التجارية : مصر تدرس رفع وارداتها من المغرب إلى 600 مليون دولار اليوم| انطلاق مواجهات نصف نهائي كأس مصر للسلة أمن القاهرة ينجح في إعادة «مريض نفسي» ضل الطريق إلى أهله وزير الثقافة يعلن إطلاق مشروع “أهلاً وسهلاً بالطلبة” عبر بطاقة موحدة لإتاحة دخول المسارح والمتاحف بتخفيض 50% على التذاكر الحكومة تطور المطارات بالشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز تجربة المسافرين حشيش وهيدرو.. إحباط ترويج مخدرات بـ3 ملايين جنيه في جنوب سيناء نتنياهو: نواصل التصدي بقوة لأي تهديد لإسرائيل بعد متابعة قصف الحوثيين مفتي الجمهورية: نرحب بتوسيع وتعزيز التعاون مع الأوقاف القطرية مدحت بركات: تعديل قانون الإيجار القديم خطوة لإعادة التوازن إلى السوق العقاري مصر تسرّع إجراءات التأشيرة لجذب المزيد من السياحI فيديو

أيمن رفعت المحجوب يكتب: الأدب بين اللفظ والمعنى

أيمن رفعت المحجوب يكتب: الأدب بين اللفظ والمعنى  
أيمن رفعت المحجوب يكتب: الأدب بين اللفظ والمعنى  

ما أن جرنا الحديث إلى الأدب فى اللغة ، فأنا لا أجد مناصا من القول بأن ماهية الأدب لغة ليست بأظهر منها اصطلاحاً بل هى مثلها مترامية الأطراف قلقة من ذاتها.

إذ يقول علماء الفقه، إن الأدب هو من مادة الأدب وهو الدعاء، ومنه قيل للصنيع يدعى إليه الناس مراعاة ومأدبة.

وسمى الأدب بذلك لأنه يؤدب الناس إلى المحامد وينهاهم عن القبح، ولا شك، أن اتفقت مع هذا التعريف اللغوى،

فأنه لا يتمشى تماما مع ما نريده ونعرفه من الأدب المسمى بالإنجليزية (LITERATURE) لأن الذى يؤدب الناس ويدعوهم إلى المحامد وينهاهم عن القبح المباشر،

إنما هو علم "الأخلاق" وليس علم "الأدب".....!

ولا يؤاخذنى أساتذتنا الأدباء إذا قلت إن الأدب، أدب اللغة، لم يكن من إثارة الدعوة إلى تلك المحامد المباشرة،

بل قد يكون ذلك بالواسطة لأن الأدباء فى كل زمان ومكان لم يكن فى سلوكهم من التحرج ما للأخلاقيين الذين

قد لا يعرفون مع قطع الأدب شيئاً كثيراً، ولم يقرأوا خزانة الأدب للبغدادى أو رسالة الغفران للمعرى، ولا الكامل للمبرد، ولا الجمهرة ولا دواوين شعر المتنبى أو شوقى ولا ثلاثية نجيب محفوظ ولا كلام الخطباء أمثال مصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول.

أعى أننا بإطلاقنا الأدب على هذه الماهية التى فى أنفسنا منها صورة ما، تناسباً بين اللفظ والمعنى فى اللغة الفرنسية لأن لفظ الأدب عندهم مأخوذ من لوازم معنى الأدب وهو(lettre) حرف الهجاء.

أما عندنا نحن العرب فى لغتنا العربية فإن معنى الأدب؛ "التعليم"، "أدّبه" أى "علّمه" بالإطلاق..!!

فالذى علينا هو أن نقيد هذا الإطلاق بالقيود التى نأخذها

من اصطلاحنا، فيما يتعلق بمعنى الأدب الحقيقى الذى نريد التعبير عنه، أهو أدب العلم، أم أدب الأخلاق.

وعلى ما تقدم يمكن رسم الأدب بأنه مجموع الآثار الجميلة من النظم والشعر والقصص والتاريخ والموضوعات العلمية الجافة فى زمن بعينه أو فى حياة أمة بعينها، فالأدب بالنسبة للموضوعات الكتابية أو الخطابية كالفنون الجميلة بالنسبة لموضوعاتها المختلفة، فكما أن سماعك للموسيقى الراقية يحرك المشاعر والعواطف ويدعو إلى الرضا، ورؤيتك لرسم صورة أو تمثال أو بيت جميل.. إلخ ، والتى تبعث فى نفسك حركة مقبولة.

كذلك قراءتك لقطعة من الشعر الجيد أو النثر البليغ أو قصة خيالية أو تاريخية منضبطة اللغة والإعراب، تؤثر فيك ذلك التأثير الوجدانى نفسه.

وكما أن موضوعات الفنون الجميلة هى الموسيقى والغناء والرسم والتصوير والنحت بجميع أنواعها، كذلك موضوعات الأدب أو الآداب هى القطع من المنظوم والمنثور والمكتوب ولو كانت مقالا أو قصة أو شعرا أو نثرا أو حتى كانت هجائية.

ولا شك أن قوام هذه الموضوعات هو فى الأساس اللغة الصحيحة والصرف والنحو السليمين من حيث فصاحة الكلمة وبلاغة المعنى وصحة تركيب الجمل ومتانة الارتباط وجمال الأسلوب، فليس كل ما يكتب أدب وليس كل من يكتب أديب.

فالبحث فى الأدب وفى تاريخ الأدب، يدعو حتماً إلى البحث فى أصول اللغة التى هى مادة نسجة، فقد أحسن السيد مصطفى الرافعى إذ قدم لنا بحثه فى "تاريخ آداب العرب" بحثاً مستفيضاً فى تاريخ اللغة العربية وأصولها ونشأتها وتفرعها وما يتصل بذلك من موضوعات مرتبطة بها.

ثم أردفه ببحث فى تاريخ الرواية العربية منذ نشأتها، وهذا هو ما أفرد به الجزء الأول فى كتابه وكنت من المحظوظين الذين كان لهم شرف الاطلاع عليه ودراسته بعناية، وكان من الرواد الأوائل الذين بادروا بمثل هذا الاجتهاد التاريخ الأعظم لعالم الأدب والأدباء.

ولعل دار الكتب المصرية ومكتبة الإسكندرية تحتفظ بنسخة من هذا الكتاب النادر حتى يتسنى لكل راغب فى الاطلاع على تاريخ الأدب العربى

من كتاب وأدباء ومثقفين، للاستفادة من هذا المطبوع القيم الذى يدون تاريخ العرب الأدبى، وينور للعامة أذهانهم، حتى نخرج من أمّيتنا ونصبح أمة تعى تاريخها.....!!!!

أو ليس من العيب أن يعرف الغرب عنا أكثر مما نعرف العرب عن انفسنا..!!