الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 09:35 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

دوفة حمو بيكا الأياط

سعيد محمود
سعيد محمود

- مش ده الشريط الجديد بتاع دوفة الأياط؟

- فيه مطرب اسمه دوفة الأياط؟

- يظهر الأستاذ مش عاجباه الأغنية.

- هي دي غنوة برضه يا أسطى.

- أنا برضه أول ما سمعتها ما دخلتش دماغي، لكن لما ودني خدت عليها، عششت في نافوخي وكيفتني.

نقد لاذع وجهه محمود أبو زيد في فيلمه الشهير "الكيف، سنة 1985، للأغاني الهابطة التي شبهها بالمخدرات المذهبة للعقل، ورغم مرور 35 سنة على ذلك العمل، إلا أن أحداثه تنطبق بشكل مذهل على عصرنا الحالي.

فبدلا من "بهججة" الأخوين صلاح وجمال أبو العزم، والكرف والبهظ بيه، حلت علينا لعنة "تعوذية الشيطان" المعروفة بالـ"استروكس"، وبدلا "قفا" الريس ستموني ومزاجنجي، خرج علينا من إحدى بوابات جانب النجوم بعض جنود سيجفريد الأميدي وفلاد الوالاشي، ليصدمون آذاننا بكلمات تفوق القنبلة النووية ضررا، من عينة "شقلطوني في بحر بيرة"، و" يا موزة يا فرسة.. نفسي أدي شفايفك قرصة".

وبعد أن فشل "فيجا الكبير" في احتلال الأرض، تفتق ذهنه عن إرسال قائده الجديد حمو بيكا، ورئيس عملياته حسن شاكوش، ورئيس أركان قواته فيجو الدخلاوي، ومعهم أكثر أسلحة "فيجا" فتكا بالبشر، وهي أغنية الموت اللعينة التي ما لبثت أن سيطرت على كثير من الأرضيين وأخضعت عقولهم لكلماتها اللعينة، لدرجة أنك أصبحت ترى الطفل البريء يغني دون تفكير "أنا سكينتي دي فيها فتحات.. مكتوب عليها إنتم أموات.. كله الليلة هيكون مدفون".

وبعد فشل "جرانديزر" وشقيقه الأكبر "مازنجر"، ومن قبلهما فريق المقدم نور الدين محمود، والعميد أدهم صبري نفسه في التصدي لهجوم بيكا وشاكوش، رجعوا يجرون أذيال الخيبة والعار، ليذكرهم الدكتور رفعت إسماعيل بمقولة يحيى الفخراني في فيلم الكيف "الأغاني اللي بتبعد الناس عن واقع الحياة وبتلغي عقلهم وتفكيرهم زي المخدرات كمان، ويمكن أسوأ".

أما حسن أرابيسك فأنهى المشهد ضاحكا بشدة، وهو ينفس دخان سيجارته قائلا "الفن اللي بجد مش طبيخ.. وعشان نحل الأزمة لازم نعرف إحنا مين.. ولما نعرف إحنا مين.. هنعرف إحنا عايزين إيه.. ونبدأ ونتكل على الله".