حلفاء إيران في الشرق الأوسط.. ورقة رابحة ضد واشنطن وبداية غضب شعبي جارف
تساؤلات يطرحها العديد من الإيرانيين عن الفائدة التي ستعود على النظام الإيراني، بسبب حرصه على تسليح حلفاء له في الشرق الأوسط وتمويلهم، خاصة وأنه يقوم بهذه الخطوة في الوقت الذي تعاني فيه إيران من عقوبات أمريكية قاسية هدفها هو الإيقاع بالأقتصاد الإيراني إلى الهاوية، فترى هل هناك هدف تطمح إيران لتحقيقه ويجعلها تصر على تمويل هؤلاء الحلفاء المنتشرين في العراق وسوريا وأفغانستان رغم العقوبات الأمريكية ضدها، وإلى أي مدى ستتأثر اقتصاديا بسبب إصرارها واستمرارها في تمويل هؤلاء الحلفاء؟
فساد أروقة النظام والركود الاقتصادي
وفقا لأهم ما ورد في الصحف العالمية وكان أهمها "نيويورك تايمز" و "إن بي سي" الأمريكتان، زاد الركود الاقتصادي في إيران بعد الكشف عن ملفات الفساد داخل أروقة نظام علي خامنئي، أما صندوق النقد الدولي أعرب عن توقعاته بشان اقتصاد إيران خلال عام 2019، وأكد أن معدلات التضخم قد تقفز من 37% لتصل إلى نحو 50%، والسبب هو تشديد العقوبات الأمريكية على صادرات النفط، وبذلك فإن الاقتصاد الإيراني سيكون أسوأ حتى من الاقتصاد في كل من فنزويلا وزيمبابوي، بحسب ما ذكرت صحيفة ذي تايمز البريطانية.
اقرأ أيضا: وزير الخارجية الأمريكي: ”مستمرون في الضغط على إيران”
الضغط القصوي
بحسب تقديرات صحيفة "ذي تايمز" البريطانية فمن المتوقع أن تتفاقم الأزمة الاقتصادية في إيران بسبب العقوبات التي أمر بها الرئيس دونالد ترامب عام 2018، وذلك بموجب استراتيجية "الضغط القصوى" ضد النظام في طهران، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران و6 قوى عالمية، وانتهاء فترة الإعفاءات للدول المستوردة للنفط الإيراني الأسبوع الماضي.
تداعيات إنهاء الإعفاءات
نوهت "نيويورك تايمز" الأمريكية أن القرار الذي سبق وقد أتخذه الرئيس الأمريكي وهو إنهاء الإعفاءات التي سمح بموجبها لثماني دول بشراء النفط الإيراني، كان الهدف منه هو تحقيق "صادرات صفر" من الخام في إيران، وهو ما سيؤدي لحرمان الحكومة من العائدات الأساسية.
وكانت هذه التطورات سبب دفع صندوق النقد الدولي لمراجعة توقعاته بشأن الاقتصاد الإيراني، حيث أعلن أنه سينكمش بحدود 6 %، فيما كانت التوقعات السابقة تشير إلى تراجعه بنسبة 3.6 %.
رسائل تبعثها إيران بتمويل حلفاءها
وفقا لصحيفة "ميدل إبست بولتيكو" فإن إيران وعلى الرغم من الحالة الاقتصادية التي تواجهها بسبب العقوبات الأمريكية، إلا أنها مستمرة في دعم حلفاءها في غزة ولبنان واليمن والعراق وأفغانستان، لتبعث برسائل محددة، فهي تعمل على إظهار قوة شركاءها في الشرق الأوسط، وأنهم على أتم الاستعداد لتقديم أنفسهم كمسؤولين عن أي هجوم عند الحاجة، ولديهم القدرة على فرض قواعد اشتباك وتقويض الردع، وإبلاغ العالم أن إيران لن تسمح بتصدير النفط إذا لم تصدّر نفطَها ويْجْري رفع العقوبات عنها.
إيران تظهر قوة حلفاءها
أظهرت إيران قدرات حلفائها في حال نشوب الحرب، وأنهم يمتلكون طائرات مُسَيَّرة متقدّمة ذات قدرات عالية، إضافة إلى تسليط الضوء على الفشل الإستخباراتي الكبير لواشنطن، فعلى الرغم من أنها تملك أجهزة تجسس وطائرات تجسسية واستخبارات بشرية والكترونية، إلا أنها فشلت جميعها في استباق الهجوم أو إحباطه.
اقرأ أيضا: إيران تعلن عن إصابة شخصين بفيروس كورونا في ”قم”
حلفاء إيران الورقة الرابحة
محمود أبوحوش الباحث السياسي بمركز جدار للدراسات، قال إن إيران لا تزال تدعم حلفائها على الرغم من شدة العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، مشيرا إلى صعوبة قطع علاقتها بالتمويل لهؤلاء الحلفاء لأنها تعتبرهم ورقة رابحة لها إذا ما أقدمت على التفاوض مع واشنطن، لترجيح كفتها وفرض شروطها عليها.
انخفاض الدعم الإيراني
نوه أبو حوش في تصريحات لـ"الطريق" أن النظام الإيراني يعي جيدا أهمية هؤلاء الحلفاء بالنسبة لها، وأنه من المهم الاستمرار في دعمهم وتمويلهم لكي يظلوا الردع الذي يحصنها، لكن وبسبب العقوبات الأمريكية وحالة الأقتصاد السيئة، لم يجد سبيلا سوى خفض حجم الدعم المالي الذي يقدمه لهم.
تاثير التمويل على اقتصاد إيران
أضاف باحث مركز جدرا للدراسات أن استمرار إيران في تمويل هؤلاء الحلفاء سوف يؤثر بشكل سلبي على اقتصادها، موضحا أن الشعب الإيراني ألتفت لهذه الحقيقة لذلك خرج في سلسلة تظاهرات تطالب بسقوط النظام، والتي تم تهدئتها بفرض القوة الأمنية، مؤكدا أن الاستمرار في التمويل قد يدفع الإيرانيين للقيام بموجة من الاحتجاجات الجديدة لأن هذا التمويل يؤثر عليهم وعلى مستوى معيشتهم بشكل مباشر.
