الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 08:17 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ورقة التوت

الدكتور السيد محمد راشد
الدكتور السيد محمد راشد

سقطت ورقة التوت التى كانت تستتر الحضارة الغربية بها وبانت عورتها وانفضحت أمام الجميع على يد كورونا المستجد (كوفيد19).

هما كانوا متعودين طول عمرهم إن المجاعات والأوبئة تحصد أرواح الناس فى الدول المتخلفة وهما بيتفرجوا من بعيد ويتفاخروا بالرعاية الطبية المقدمة للحيوانات عندهم زى القطط والكلاب، بس كورونا لما جه ساب الدول التعبانة واستوطن عندهم ودى حاجة غريبة وبقا يحصد منهم كل يوم آلاف الأرواح. وبقينا نسمع تصريحات غريبة زى التصريح اللي قاله ترمب لما قال: (ضحوا بالكبار) يقصد كبار السن، وضحكت لما الصحفية لحقته وقالت له أعتقد سيدى إنك فوق الثمانين وبصلها بغيظ شديد، وطبعا كلنا شفنا المرض انتشر فى أوروبا انتشار النار فى الهشيم. وأمام امتلاء المستشفيات عن آخرها وعمل مستشفيات فى الشوارع سمعنا اللي بيقول اللي يتعالح هما ولاد البلد وبس، مش المتجنسين يعنى لو واحد خد جنسية الدولة مالوش علاج هو فيه عنصرية أكتر من كده؟. لاء. فيه أطباء عرب كُثر تقدموا الصفوف وساهموا فى إنقاذ العديد من الأرواح وكانو أول الضحايا بكوفيد 19، خصوصا بتوع تونس والجزائر والمغرب وفيه اللي اخترع العلاج وقدمه هدية لميركل فى ألمانيا.

نشوف الاتحاد الأوربى واللي حصل فيه وهو اللي تأسس علشان الدول المتعددة دى تكون دولة واحدة فى مجابهة الأخطار. دُول الشمال الغنية قالت: نفسى نفسى ولم تقدم أى مساعدة لدول الجنوب الغلبانة زى إيطاليا وإسبانيا.

الأكثر من كده انتشر مابين الدول دى القرصنة البحرية، فيه شحنة مساعدات فى البحر ذاهبة لدولة معينة نلاقي دولة تانية تستولي عليها، حتى تركيا اللي بتدّعى المُثل والفضيلة قامت بقرصنة العديد من السفن علشان عندها نسبة الوفيات مرتفعة. وحتى البنك اللي معمول علشان يساعد الدول وقت الأزمات عمل ودن من طين وودن من عجين أمام الجائحة. هى دى أوروبا اللي كنا بنموت وندفع حياتنا علشان نوصلها فى هجرة غير شرعية؟!.

الأزمه كشفتها وكشفت زيف حضارتها، أنا واحد من الناس اللي كنت بقول دا الحيوانات هناك لها حقوق عن البشر عندنا. وطالما تغنيت بحقوق الحيوانات وجمعية الرفق بالحيوان. أول ماعرفوا إن الحيوانات ممكن تنقل المرض كل واحد تخلى عن قطته الحبيبة اللي كان بيفسحها وتلف معاه العالم. وبقيت تلاقي شوارع أوروبا وأمريكا مليانة بالحيوانات المطرودة من البيوت وإسرائيل رمت العرب المصابين اللي بيشتغلوا عندهم فى الشارع لما أصيبوا شفت عنصرية أكتر من كده؟ لأ.

والناس الكبار اللي خدموا بلدهم طول عمرهم بقت الدولة تبصلهم على أنهم عبء. الأزمة كشفتهم وكشفت زيف حضارتهم التى طالما تغنوا بها أمام الدول التعبانة والكل كان مصدقهم وبيقول يارتنا حيوانات عندهم. الدول الغلبانة هى اللي وقفت موقفا رجوليا ومدت يد المساعدة للدول دى فى أزمتها وكلنا شفنا الطليان لما حرقوا علم الاتحاد الأوربى وهتفوا باسم مصر والصين اللي وقفوا جنبهم.