عرب وعالم عرب وعالم

الموروث السوري في رمضان| كيف حولت الحرب الأهلية ”الناعم السوري” سفيرا لأهل دمشق في دول الشتات

الأربعاء، 6 مايو 2020 12:23 مـ بتوقيت القاهرة

تسببت الحرب الأهلية السورية التي نشبت عام 2011 في نزوح الآلاف من السوريين بعيدا عن وطنهم وديارهم، الجميع كان يحاول الفرار من آتون الحرب والموت لأقرب مكان يمكنه الوصول إليه، مما جعل من "الناعم السوري والمعروط" سفراء لطقوس دمشق الرمضانية.

الناعم السوري
يعد "الناعم السوري"، واحدًا من أهم الأكلات التي تمثل التراث السوري ومن ألذ الحلوى في سوريا، ويعرف أيضا بـ"خبز رمضان"، وبالتأكيد يمكن تحضيره وتناوله في أي وقت من شهور السنة، لكن تحضيره أقتصر على أهل سوريا خلال أيام الشهر الفضيل.

وبعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 لم تعد حلوى الناعم السوري مرتبطة بالسوريين فقط، فنتيجة للفرار والشتات، تحول الآلاف من السوريين للاجئين في بلدان أخرى، وتحولت محلات الأطعمة لوسيلة لكسب الرزق، وفي هذه المحلات يتم تقديم العديد من الأطعمة المختلفة التي يتم طهيها على الطريقة السورية، لكن رائحة "الناعم السوري" هي الأكثر تميزا، وأصحاب المحلات السورية يعدونها في شهر رمضان بالتحديد مثلما شاهدوا في وطنهم على مائدة أمهاتهم فأينما تشتم رائحته في العالم، خلال الشهر الفضيل، تعلم إنك اقتربت من تجمع للسوريين.

انتشار الناعم السوري وبوز الجدي
وعلى الرغم من شتات آلاف السوريين عن بلدهم، إلا أنهم لم يتجردوا من عاداتهم التي تمثل موروثا شعبيا أصيلا لهم، فخلال شهر رمضان تفتح المحلات وتعرض فيها مختلف المأكولات السورية، لكن في مقدمتها يأتي "الناعم السوري وبوز الجدي"، ومع تقديمهم يتغنى البائعون بم كانوا يرددونه في وطنهم قبل الهجرة، فيقولون: "يلي رماك الهوى يا ناعم"، وهو ما يعد فلكور دمشقي يتغنوا به خلال شهر رمضان.

تاريخ الناعم الرمضاني
والناعم السوري والذي عُرف بـ"خبز رمضان" يشبه قطعة الشيبس الكبيرة، ويكون مزين بم يعرف بـ "دبس العنب"، وتعود أهمية تناول هذه الأكلة على وجبة الإفطار، أنها تعوض الجسم ما فقده الجسم خلال فترة الصيام من سكريات ويعود تاريخ هذا الخبز إلى أيام العثمانيين، فقد حاولت سيدة دمشقية أن تخفي العجين عن أعين جامعي الضرائب، فتحولت هذه العجينة وبالمصادفة إلى رغيف ناعم، وتحولت بعد ذلك لموروث سوري أصيل يتم تناوله خلال الشهر الفضيل، هناك من يضيف عليه "دبس العنب" وأخرون ييفون له بعض نكهات الفواكه.

المعروك العثماني
ومن الأكلات الأخرى التي تنتشر في مختلف محلات السوريين في البلاد التي نزحوا إليها بعد الحرب وتباع تحديدا خلال شهر رمضان "المعروك" أو خبز العثمانيين، وهو أيضا يمثل نوعا من الحلوى التي يستوجب تناولها على الإفطار لما لها من أهمية صحية على الجسم بعد فترة الصيام

الفول والحمص
ومن الأكلات التي تباع في المحلات السورية أيضا خلال شهر رمضان، وهي من موروث طبيعي عند جميع المسلمين خلال شهر رمضان هما "الفول والحمص"، ودائما ما يكون هناك توافد كبير عليهم، وبنظر السوريين يعد هذين الصنفين من أشهى الأطباق التي من الممكن أن تقدم خلال شهر رمضان ربما أكثر من اللحوم والأسماك والأطعمة الفاخرة، كما أنها أكثر قدرة على تسليح الجسم في مواجهة الجوع.

كما أن هناك حرصا على تقديم الأكلات التي لا يخلو أي بيت دمشقي منها خلال شهر رمضان مثل "المسبحة والفتة" فهي تمثل موروث سوري أصيل منذ القدم.

تطورات كورونا في سوريا

يشار إلى أنه ومنذ ظهور فيروس كورونا في سوريا تقرر وضع بلدتين في العزل، لكن وبعد أن كشفت البيانات الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة فى سوريا، حيث شفاء 21 حالة ووفاة أربع أشخاص فقط، ليتضح أن عدد الإصابات الآن لا يتجاوز الـ 42، تقرر رفع التخلي عن بعض الإجراءات الاحترازية لمواجهة الوباء.

وفيما يتعلق بوزارة الأوقاف في سوريا، أعلنت عن موافقاتها على فتح المساجد لكن ليس لتقام فيها صلاة التراويح وإنما لإقامة صلاة الجمعة فقط، على أن لا تزيد مدة الخطبة على 10 دقائق وأن يكون المصلي مرتديا كمامة ويبعد مسافة مناسبة عمن بجانبه.