الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 01:27 مـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ما بعد الجائحة

السيد محمد راشد
السيد محمد راشد

 

اقتصر دور الدولة في النظام الرأسمالي على الدولة الحارسة والتي تؤدي الوظائف المعروفة.
1- الجيش
2- الشرطة
3- القضاء
4- السلك الدبلوماسي.

وفينا جاء الكساد الكبير عام 1939 (واستمر عشر سنوات) والذي ضرب معظم دول العالم والذي كانت ملامحة انخفاض حاد في أسعار السلع والخدمات، إفلاس العديد من المشروعات، ارتفاع نسب البطالة في كل الدول، ولم تنفع آليات النظام الرأسمالي في إنعاش الاقتصاد العالمي مثل خفض الأجور.
ودا كان يعد انتصارا للفكر الاشتراكي والشيوعي في ذلك الوقت، وكانت تتبناه روسيا والصين ودول أوروبا الشرقية.

إلى أن ظهرت الأفكار الكنزية في معالجة الأزمة والتي ركزت على تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي.
يعنى الدولة هتنتج بنفسها؟.
لا مش دا المقصود نرجع ورا شوية نشوف القدماء المصريين كانوا بيعملوا إيه لما النيل يفيض ويغرق الأراضي.


الفراعنة خدوهم الفترة دي واستغلوهم في بناء الأهرامات والمعابد، ودفعلهم أجور ودا كان بينعش الاقتصاد في فترة الركود.

كينز استلهم نظريته (النظرية العامة للتشغيل) من الفكر القديمة دي وعمل ايه.
عمل ايه؟
الدولة تشغل العمال في إصلاح الجسور والطرق وتطهير القنوات نظير أجر يدفع لهم من ميزانية الدولة اللي بتلمها من الضرايب(الترحيلة لو حد فاكرها).

الناس خدت نقود يبقى هتصرفها في شراء السلع والخدمات وهيبقى فيه طلب والمصانع تشتغل ودارت عجلة الإنتاج مرة أخرى.
وأولويات الإنفاق كانت بتتغير في كل عهد.

فيه نظام يوجه الإنفاق لشراء المعدات العسكرية وتقوية الجيوش.
فيه نظام يركز على توفير الخدمات للبسطاء وتوفير الرعايه الصحية.
فيه نظام بيشجع الفن والكورة ويهمل باقي الأنشطة.

 

كورونا لما جت مين هيتصدى لها غير العلماء ومعامل البحث والتطوير.
مش هنواجه كورونا بالفن والفنانين وبمباريات كرة القدم.
مين اللي ظهر في الأزمة دي؟
ظهر الطبيب والممرض والسائق والعامل وفئات أخرى كثيرة لاداعى لحصرها.
يبقى من ضمن أولويات الإنفاق الحكومي الاهتمام بالتعليم وتطوير النظام الصحي والاهتمام بالفئات الأكثر حاجة للرعاية زي الناس اللي فقدوا دخلهم بمنعهم من الحركة.
زي عامل البناء، المحار المبلط كل دول بيشتغلوا يوم بيوم وتتضرروا من جراء المرض لازم ميزانية الدولة تراعيهم وتعرف أن دول هم الأولى بالرعاية.

 

الخلاصة أن الإنفاق الحكومي بعد انتهاء الأزمة لازم ينظر لفئات تانية زي العلماء والأطباء والعمالة غير المنتظمة.

اللي مفكر أن بإنتهاء أزمة كورونا كل شيء يعود لطبيعته يبقى غلطان، الأزمة بينت كل الناس على حقيقتها.


معظم الناس دلوقتي بيرفضوا نصائح الفنانين اللي بيوجهوها للناس من خلال التلفزيون.

لازم يكون فيه دور أكبر لرجال الأعمال لرعاية الفئات المتضررة من الوباء، وده ظهر بشكل لافت للنظر في كل بلاد الدنيا وشفنا رجال أعمال أنفقوا مليارات لرعاية الفئات المتضررة أو رعاية البحوث والبحث العلمي.
لازم يكون فيه طريقة لتوصيل رجال الأعمال بالفئات الفقيرة، ولازم الدعم يوجه للعمالة غير المنتظمة والفئات المتضررة من الأزمة.


ودى مش هتكون آخر أزمة، لابد أن هناك أزمات قادمة من هذا النوع سوف تعيد الحقوق إلى أصحابها بطريقة لطيفة مقبولة وبلاش من الطرق الهمجية.

 

ولكي نستعد للقادم يجب علينا تطوير نقاط الضعف التي ظهرت في قمة الجائحة وهي:
الاهتمام وتطوير السكة الحديد بحيث يستريح الراكب في رحلته والتي تستمر أكثر من ساعة، يجب أن يكون الراكب مستريح غير محتك بآخرين كما يحدث حاليا، وقد تأخرنا كثيرا في الإنفاق على تطوير هذا القطاع الحيوى والهام.


الاهتمام بالتعليم عن بعد؛ لأنه من المحتمل أن يكون التعليم المستقبلي وهو موجود في الدول كلها يجب ألا نتأخر كثير.


وهناك اقتراح بتوحيد المناهج في كل الكليات الحكومية لمتشابة قطاع الحقوق والتجارة والآداب والهندسة، ويتم اعطاء قناة تلفزيونية لكل قطاع للتواصل مع متابعيها ويتم الامتحان إلكتروني.


الاهتمام بشبكة المعلومات وتقويتها عن طريق إطلاق القمر الصناعي وجعل النت متاح أمام الجميع بنفس القوة ودا هيكون مطلوب للدخول إلى العصر القادم، وقد نبهتنا الجائحة إلى أهمية ذلك وأعطت الإشارت ويجب ترجمتها في الاتجاه الصحيح.


تطوير القطاع الصحي حيث نمتلك البنية التحتية وبكام مليار يمكن الاهتمام بنظافة المستشفيات والعلاج وأجور الأطباء وهم الأهم في هذه المنظومة إما أن ترفع الدولة يدها نهائي وترك ذلك للتبرعات فهو غير مقبول على الإطلاق.


الاهتمام بالقطاع الزراعي وإنتاج السلع الأساسية، مثل القمح والخضروات وعدم استيراد أى سلعة من الخارج إلا في أضيق الحدود.

 

الاهتمام بتجميع الأمطار وصرفها في النيل لنستفيد منها بدلا من أن تكون وبالا علينا وهذا يتطلب إنشاء خزانات جوفية لتجميع مياه الأمطار والتي تصل إلى 100مليار متر مكعب سنويا.


الاهتمام بالمناطق التي تزرع على الأمطار ووضع خرائط لها وتوزيعها على شباب نفس المناطق لأنها الأمل في ظل انخفاض كمية المياه الواردة من النيل.

مصر تمتلك إمكانيات جبارة ونرغب في توظيفها التوظيف الأمثل وهذا سوف يجيئ إن آجلًا أم عاجلًا.