الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 07:34 صـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
42 حزب سياسي يقررون دراسة الأثر التشريعي لتعديلات قانون المرور وتشديد الغرامه الماليه محمد عبدالجليل: مهمة الزمالك صعبة في غانا.. ودريمز فريق عشوائي كرونسلاف يورتشيتش يعبر عن سعادته عقب بيراميدز على البنك الأهلي في دوري نايل بشير التابعي للطريق: الأهلي راح الكونغو ”مكسح” ومازيمبي فرقة فاضية أوس اوس من أجل فيلم ”عصابة مكس” في الفيوم هذا ماقالتة هنا الزاهد للجمهور عاجل.. ”كاف” يرد الاعتبار ويصدر قرار صارم بشأن أزمة نهضة بركان واتحاد العاصمة في بيان رسمي لبلبة تستكمل مشاهدها في فيلم ” عصابة مكس” الأرصاد تحذر من رياح مثيرة للرمال والأتربة تصيب القاهرة الكبرى غدًا ياسر إبراهيم: نتيجة مباراة الذهاب أمام مازيمبي الكونغولي خادعة و اللاعبين لديهم خبرات لغلق صفحة مباراة الذهاب محافظ الغربية يتابع الاستعدادات النهائية لبدء تطبيق قانون التصالح في مخالفات البناء سكرتارية المرأة بـ ”عمال مصر” تهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بالذكرى 42 لتحرير سيناء

لماذا خاطب الرئيس مأموري الأقسام بقوله «اعرفوا إنتم مين» ولم يخاطب رؤساء المباحث؟

محمد عبد الجليل
محمد عبد الجليل

قليلون هم من يعرفون دور مأمور قسم الشرطة ودور رئيس المباحث والفرق بينهما، البعض يتخيل أن رئيس المباحث هو الكل في الكل وهو الأساس، والمأمور تابع له، ربما يكون هذا هو الشائع الذي تحول إلى عُرف لأسباب كثيرة، والحقيقة تختلف تمامًا عما هو شائع، والرئيس السيسي قال هذا الكلام وأكده عندما خاطب مأموري الأقسام مباشرة، يحثهم على تنفيذ مهامهم وممارسة سلطاتهم في تطبيق القانون في ما يخص ردع المخالفين من المتعدين على الطرق العامة والأراضي الزراعية، ولم يخاطب رؤساء المباحث، ليس تقليلًا من دورهم بقدر ما هو وضع النقاط على الحروف.

وجاء خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي ليكشف عن سعة اطلاع ومعرفة دقيقة للرئيس لمهام واختصاصات كل فرد، وينسف الفهم الشائع لدى البعض بأن رئيس المباحث هو «الكل في الكل»، فما لا يعلمه الكثيرون هو أن مأمور القسم هو الرئيس الفعلي لكل ما يدخل في نطاق العمل الشرطي ضمن المنطقة، وتمتد واجباته إلى التأكد من انتظام العاملين في القسم، بمن فيهم ضباط المباحث، وله الحق في محاسبتهم وجزائهم إداريًّا، وكذلك التتميم على المسجونين، والتأكد من نظافة الحجز ومطابقته لحقوق الإنسان، وأيضًا مراجعة مخزن السلاح والذخيرة، بالإضافة إلى مسئوليته عن المرور الدوري الليلي على المنطقة التي تقع ضمن اختصاصه، وإعداد تقرير بالحالة الأمنية العامة، والإشراف على تدريب الضباط الجدد.

وأخيرًا، وهو ما يدركه جيدًا الرئيس السيسي، مسئولية مأمور القسم عن فرض النظام في المنطقة الإدارية التي تتبعه، وهي المسئولية التي تستوجب النزول إلى الشوارع ومداهمة المخالفين وتحرير المحاضر وفرض الغرامات وإزالة المخالفات والتعديات على الأراضي الزراعية والطريق العام، وهي الجرائم التي لا تقل خطورة عن جرائم الإرهاب، حسب تأكيد الرئيس السيسي ضمن خطابه، ودون أن يطلب من المأمور أن ينتظر رئيس المباحث بمباشرة عمله، أو رئيس الحي، وباعتبار أن كل هذا يدخل مباشرة ضمن اختصاصات مأموري الأقسام ويعد من صميم عملهم.

ويتضح مما سبق أن الرئيس السيسي يرسي قواعد وبروتوكولات جديدة، تستهدف تقريب المسافة بين القيادة المركزية من ناحية، وكل رجال الدولة ومسئوليها في مختلف المواقع الأمنية والمدنية من ناحية أخرى، ويبدو واضحًا أن الرئيس أراد بهذا النهج أن يكسر الفكرة التي ترسخت في مفاصل عمل الدولة المصرية على مدى مئات السنين، بوضع ترتيب مركزي حديدي لا يجوز لأي أحد أن يتجاوزه، فالضابط يخاطب مأمور القسم، والمأمور يخاطب مدير الأمن، والمدير يخاطب وزير الداخلية، وكذلك الموظف يخاطب مدير الإدارة، والمدير يخاطب رئيس الحي، الذي يخاطب بدوره المحافظ، حتى جاء الرئيس السيسي ونسف هذه التراتبية البيروقراطية الحديدية، ووضع الكل في مواجهة مع تكليفه بمباشرة مهامه واختصاصاته.

إن الرئيس عندما يخاطب مأموري الأقسام ومن قبلهم رؤساء الأحياء ومديري الأمن في تنفيذ القانون واتخاذ القرارات الحاسمة الفورية بمعاقبة كل من يتعدى على حرمة أراضي الدولة الزراعية وغير الزراعية، أو طرقها العامة، أو مرافقها، لا يريد من ذلك إصدار الأوامر والتكليفات، وهي من صميم عمله ولب سلطاته، وإنما يريد منهم أن يكونوا شركاء في الحكم ضمن اختصاصاتهم، وهل الحكم شيء آخر سوى تحمل المسئولية وأداء الأمانة؟!

فرصة عظيمة لكم، أتمنى أن تستغلوها وتعرفوا «إنتم مين» كما خاطبكم الرئيس.